حذاري.. هذه التصرفات تقود للسجن

حذاري.. هذه التصرفات تقود للسجن

لم تعد الوسائط الالكترونية وسيلة للتواصل الاجتماعي مع الآخرين فحسب، بل باتت مصيدة للشباب وكتاب الرأي وأصحاب التوجهات، بسبب خضوع المنشورات للمحاسبة ووقوعها تحت طائلة القانون، ليتطور الأمر أحيانا إلى اعتبار رأي في قضية معينة أو نشر واقعة إلى جريمة يعاقب عليها القانون.

 ففي الآونة الأخيرة، عشرات القضايا المعروضة على القضاء تعددت وقائع وصكوك الاتهام فيها، خاصة ما يحمل طابع السب والشتم والقذف وتلفيق وقائع كاذبة في حق أشخاص معينين أو في حق مؤسسات عمومية أو غير عمومية. وغالبا ما يجهل مرتكبو هذه الأفعال أن سلوكاتهم وانفعالاتهم وممارساتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي قد تتحول إلى "جريمة" يعاقب عليها القانون، ويتعامل معهما كأنها تمت عبر وسائل الصحافة والنشر.

لقد أتاحت الثورة التكنولوجية و العلمية وتطور استعمال شبكة التواصل امكانية  التعريف بالنشاطات ونشر المقالات و الأبحاث والحوار الايجابي مع الأصدقاء و الأهل و الأقارب، إلا أن ثمة فئة لا تقدر حجم العواقب المترتبة عن سلوكاتها بالتقاط صور أو نشر وقائع أو نشرات تحمل في طياتها إساءة للغير، ما يجعل الوسائط الإلكترونية حسب تسميتها في القانون الجديد للصحافة والنشر، سلاح ذو حدين فإلى جانب الجوانب الايجابية أصبحت الأمور السلبية في مقدمة ما يخشى وقوعه، خاصة من طرف بعض الأشخاص الذين يحاولون ولوج هذه الوسائط بأسماء مستعارة أو بشخصيات وهمية غير مدركين أن أفعالهم تبرز سوء النية في الجرم المرتكب، ويمكن بسهولة التعرف على هوايتهم والتعجيل بتوقيفهم للمثول أمام القضاء في القضايا المنسوبة لهم، خاصة في ظل التطور العلمي والتقني الذي عرفته الأجهزة الأمنية، كانوا عناصر للشرطة أو عناصرا للدرك الملكي، أو أجهزة أمنية أخرى داخل مؤسسات عمومية، نتيجة خلق خلايا تعنى بمحاربة الجرائم الإلكترونية.

لذا وجب التنبيه أن مرتكبي الأفعال السالفة للذكر، إضافة لطينة أخرى تعمل على التقاط صور أو توثيق بالفيديوهات أو نشر على المباشر في الوسائط الإلكترونية لأحداث أو وقائع، تقع تحت طائلة القانون نظرا لأن مرتكبها ينتحل صفة ينظمها ويؤطرها القانون وقد تتعلق بمنتسبي الصحافة أوالإعلام أو بصفات أخرى ينظمها القانون ويؤطر كيفية الحصول على رخص التوثيق والتصوير.

ولكم يا سادتي الكرام، قصد العبرة ما شهده الرأي العام في مجموعة من المتابعات الجنائية والتأديبية والتي باتت مشهورة من (مصور قائد الدروة سابقا، مصور الزفت، تدوينات بعض القضاة، سكيزوفرين، مول الكاسكيطة، بودكاتات فايسبوكية…)، وهو ما يجعلنا ندق ناقوس الخطر ونلفت انتباه قرائنا الأعزاء نحو خطورة هذه الأفعال. ونقول في نفس الوقت لفئة من مشجعي هذا النوع من السلوكات عن طريق اللايكات أو الجيمات على طريقة (جران الشحيمة أو غرارين عايشة)، كفاكم من ممارساتكم لأنكم تجنون على أبرياء تركوا ورائهم عائلات مكلومة.

يا سادتي الكرام، لكي يحمي الواحد منا نفسه خلال استخدام الوسائط الإلكترونية عليه الالتزام بالموضوعية والمصداقية في الكتابة، لكونهما الضامن الرئيسي للإنسان من أي متابعة قضائية مع عدم انتحال أي صفة ينظمها القانون…