ربورطاج حول تسونامي ” فوكاريم ” الذي ضرب سطات: ضحايا فوكاريم يحتجون أمام بلدية سطات للتنديد بارتفاع الأقساط الشهرية
مع انطلاق مشروع فوكاريم الخاص بدوي الدخل المحدود، استبشر المواطنون والمواطنات خيرا، بإيجاد حلول لعقدهم وهمومهم مع السكن، بعضهم خضع للشروط البنكية وكان همه هو امتلاك شقة الحياة، والآخر اعتبر نفسه ضحية الأمية وجهله قراء بنود العقد، وانقياده وراء الاشهارات المغرية.
الأغلبية وجدت نفسها غير قادرة على التسديد، خصوصا مع ارتفاع نسبة الفائدة 6.5 بالمئة، حاولت الصمود بتوفير القسط الشهري على حساب أبنائها ومعيشتهم، لكنها لم تستطع مع ارتفاع ثمن المعيشة، والحملات التي شنتها السلطات مؤخرا ضد الباعة الجائلين، والأزمة الشرائية التي تعرفها المدن المغربية خصوصا سطات على غرار المدن الصغيرة التي لا تعرف انتعاشا اقتصاديا مهما كما هو الحال بالدار البيضاء. ليتوقف العداد الخاص بأداء الأقساط الشهرية، وتبدأ المعاناة ومعها التهديد بالافراغ .
مدينة سطات واحدة من المدن المغربية التي ضربها تسونامي " فوكاريم " لتجمع جملها في إطار جمعية الكرامة للسكن الاجتماعي بتأطير من الفرع المحلي لحزب التقدم والاشتراكية، والذي عقد عدة لقاءات مع المتضررين لإيجاد صيغة واضحة من أجل استفادة الجميع، فتم ربط لقاء بين المتضررين ونبيل بن عبد الله الامين العام للحزب، والذي بدوره ربط اتصالاته مع وزير السكنى في الحكومة السابقة، الذي استمع للمتضررين، ووجهت رسائل لعدة متدخلين في هذا الملف .
واليوم ضحايا "فوكاريم" بسطات يعتبرون أنفسهم ضحايا سعر الفائدة المرتفع، وضحايا الاشهارات المغرية، وضحايا السكن الغير اللائق الذي يعرف عدة خروقات، ويطالبون اليوم بضرورة إيجاد صيغة توافقية تلغي الزيادات والغرامات النالتجة عن التأخير في الأداء، وتطالب بجدولة زمنية قابلة للتسديد وتراعي المستوى الاجتماعي والمعيشي لهذء الفئات الهشة من المجتمع المغربي.
صندوق مغربي لدعم قدرة محدودي الدخل لحل أزمة السكن
مكّن صندوق تأمين مخصص لذوي الدخل المحدود أو المنقطع " فوكاريم " المواطنات والمواطنين من اقتراض مبالغ بنسب منخفضة لشراء بيوت منذ تأسيسه ، ومكن هذا المشروع ذوي الدخل المحدود بالادخار من أجل اقتراض أموال بنكية لشراء أو بناء مساكن اجتماعية. ويستفيد من الصندوق موظفي الإدارة العمومية وموظفي الشركات المنخرطين في صندوق الضمان الاجتماعي فضلا عن أشخاص ممن لهم شكل من أشكال التوظيف المدفوع عنه والذين ليست لديهم مساكن.وتقدم لهم قروض بنسب 6.5 تسدد على مدى خمسة وعشرين عاما. واعتبرت الابناك شريكا استراتيجيا لتيسير عمليات التمويل للسكن الاجتماعي. بعد أن كانت تاريخيا ترفض فكرة التعامل مع الزبناء من ذوي الدخل غير النظامي، لكن الأبناك تتجه الآن نحو الاتجاه بالتعامل مع زبائن جدد لتشكل تحفيزا كبيرا". وتفيد الإحصائيات الصادرة عن وزارة الإسكان أن المستفيدين الرئيسيين من البرنامج هم التجار و البائعون المتجولون بالشوارع وصناع الحرف التقليدية و وسائقي سيارات الأجرة و والخادمات والعاملين .
ضحايا «فوكاريم» ينتفضون ضد تسويق وهم السّكن لهم
احتجّ المستفيدون من برنامج «فوكاريم» من سكان إقامات «أشرف الخير»، «النهضة» و«غزلان» بسطات، مدعومين بجمعية الكرامة للسكن الاجتماعي على ما اعتبروه تراجعا للجهات المسؤولة عن التزاماتها بضمان قروض السكن الممنوحة من طرف صندوق «فوكاريم» لفائدة ذوي الدخل المحدود. وردّد المحتجّون شعارات طالبوا من خلالها المسؤولين بتخفيض الأقساط الشهرية وجعلِها في حدود ما كان مُقرَّراً حسب شعارات تسويق البرنامج، وتوقيف قرارات الحجز التي شرعت في إجرائها مجموعة من الأبناك المانحة، بعدما أصبح القسط الشهري يتجاوز 1200 درهم، مُندّدين في الوقت نفسِه بما وصفوه ب»اغتناء الأبناك على حساب الفقراء وتسويق الوهم لهم.
وأفاد الكاتب العام لجمعية الكرامة للسكن الاجتماعي أنّ السكان كانوا ضحية الإشهار «20 درهمْ في النهارْ تشري دارْ»، فإذا بهؤلاء يتفاجؤون من أول قسط شهري، حيث أصبح المقترِض يؤدي ما بين 1200 الى 1600 درهم، وأنّ هؤلاء الزبناء حاولوا مسايرة الاقتطاع خلال الشهر الأول ثم الشهر الثاني، إلا أنهم وجدوا أنفسَهم قد اشتروا شقة لا تليق للسكن ولا تتوفر فيها مواصفات الجودة وغير متناسبة مع ثمنها، بل أصبحت أقساطها «تثقل كاهل» المستفيدين.
وأضاف الفاعل الجمعوي أنّ المساعي التي قامت بها الجمعية لدى الأبناك والجهات المسؤولة لم تُفضِ إلى أي نتيجة، كما سبق الجمعية أن عقدت مع وزير الإسكان السابق اجتماعا لمناقشة مختلف هذه المشاكل، خاصة تخفيض الأقساط الشهرية، ووعد بالبحث في الأمر واتخاذ الإجراء المناسب وطرح المشكل على الحكومة..
لكنّ ذلك لم يُفض -حسب مُحدّثنا- إلى أي نتيجة. وأضاف ممثل الجمعية أنّ هذه الوضعية أدّت إلى تدهور الحالة النفسية لمعظم المستفيدين غير القادرين على أداء الأقساط الشهرية المرتفعة، وازدادت حالتهم تأزما بعد توصلهم بإشعارات بقرار الحجز على شققهم.. وهو ما جعل المستفيدين «ينتفضون» ضد ما اعتبروه «تجاهلا» من طرف المسؤولين لمطالب هؤلاء المُتضرّرين، الذين قرروا اللجوء إلى التصعيد عبر وقفة احتجاجية أمام مقر البلدية لإسماع صوتهم، مؤكدين في الوقت نفسه على أنّ الاحتجاج ليس رفضا للأداء أو امتناعا عنه، وإنما هو لطلب تخفيض قيمة الأقساط الشّهرية إلى سومة معقولة تتناسب ومداخيلهم الضعيفة كفئة مُستهدَفة بالدرجة الأولى من برنامج «فوكاريم
عائلات مهددة بالتشرد جراء الاقساط الشهرية المرتفعة
خرجت ساكنة إقامات (النهضة، أشرف الخير، غزلان)، في وقفة احتجاجية أمام بلدية سطات، رافعين لافتات ومرددين شعارات تندد بالبنيات التحتية المهترئة وغياب المرافق الأساسية من صحة، وتعليم، وأمن،وإنارة.
وحسب نداء جمعية الكرامة للسكن الاجتماعي(ضحايا فوكاريم) الداعية للوقفة الاحتجاجية،أن أسباب الوقفة تعود للإشعارات، والحجوزات التي بدأت تنهال على هذه الفئات المستضعفة، والتي كانت ضحية الإشهارات المغرية، لتجد نفسها رهينة الأقساط الشهرية المرتفعة، والفوائد غير العادلة، علما بأن أغلب هذه الفئات من الحرفيين، والمياومين، ذوي الدخل المحدود، والذين وجدوا أنفسهم عاجزين عن تسديد الأقساط الشهرية المرتفعة في ظل الأزمة الاقتصادية، وحجم المدينة. وتشير مطالب الجمعية إلى تدخل الجهات المعنية للتفكير لفائدة هذه الفئات المحرومة بتحديد أقساط شهرية تناسب الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية لكل ملزم، بدل الحجوزات، والحرب النفسية، وضرورة التعجيل بتفعيل التوصيات التي أقرتها لجنة المعاينة بالعمالة، والتي وقفت على الاختلالات التي تعرفها البنايات، خصوصا الصرف الصحي الذي أصبح يهدد صحة المواطنين، و سلامة الساكنة.
{facebookpopup}