إلى متى سيبقى الفساد ينخر البلاد والعباد؟؟
إن قراءة خريطة موقع أهم مناجم الكوبالت في العالم، وهو معدن استراتيجي هام يدخل في صناعات الصلب.. الطاقة والطاقة الذرية وتكنولوجيا تشخيص وعلاج عدد من الأمراض السرطانية، حيث ثمن الكوبالت في السوق العالمية حسب بورصة لندن للمعادن 40 ألف دولار للطن قي حالته الخامة. حيث توضح الخريطة أنه موجود بالمغرب بشكل وفير.
في السياق ذاته، فإن المراد بعد هذه المقدمة المختصرة هو التسائل الذي يرواد كل قارئ: كم من المغاربة يعرف حجم الثروة المعدنية التي تبطنها أرضهم؟ من يستفيد من رخص استغلال هذه المناجم المجهولة؟ إلى أي حد يستفيد المواطن من ثروات بلاده؟ ألم يكن الأحرى على وزارة التجهيز والنقل نشر لائحة المستفيدين من رخص استغلال مناجم الذهب والفضة و النيكل قبل نشر لائحة مستغلي مقالع الرمال والتي لم نرى ورائها غير الغبار.
الأكيد وهذا من باب المسلمات، أن معايير تحديد شروط طلبات العروض لاستغلال المقالع وثروات المغرب، لا تعتمد على أي معطى علمي أو اقتصادي، يجعل من تنافسية الدولة عنصرا أساسيا في تنمية المداخيل وتحصين الثروات العمومية من المنتهزين وممن يريد الاغتناء السريع الطويل الأمد، ويزيد تنافسيتها في السباقات الاستراتيجية الكبرى. فكيف يعقل أن نكون أول احتياطي عالمي لليورانيوم وليس لنا محطة صغيرة لتوليد الطاقة الذرية ونحن أدرى بتبعيتنا الطاقية لآل سعود وجيرانهم.. وسعر الدولار الذي لا يستقر على مقر.
كان جديرا بالحكومة أن تطرح خيارا يحررنا من تبعيتنا الطاقية، بدل إصلاح الميزانية المنهوبة من حكومات مضت عبر إصلاح صندوق المقاصة برفع الدعم عن المحروقات وعن جيب المواطن البسيط. آنذاك لا حاجة لنا لا بصندوق المقاصة ولا بمعرفة حجم ميزانية الصناديق السوداء.
فرغم 3500 كلم من الشواطئ لدينا أكثر نسب أمراض الغدة الدرقية بسبب نقص تناول اليود.. 3500 كلم من الشواطئ ولا يملك مواطن من الطبقة المتوسطة القدرة الشرائية لتناول الصول أو السردين.
المغرب من أكبر منتجي الفضة، بالمقابل يدفع المواطن 100 درهم مقابل (كليشي الراديوغرافي)/ الصور بالأشعة الذي لا يعدو عن كونه پلاستيك مثبت عليه نترات الفضة. حكومات تركوا إخراج الرزق من البر والبحر لعائلاتهم وأصحابهم وأخرجوا فينا أعينهم. فإلى متى سيبقى الفساد ينخر البلاد والعباد؟؟
{facebookpopup}