حافلات النقل المدرسي بسيدي العايدي تتحول إلى ريع لخدمة دواوير محظوظة دون أخرى.. فهل يتدخل عامل إقليم سطات لتصحيح الوضع؟

حافلات النقل المدرسي بسيدي العايدي تتحول إلى ريع لخدمة دواوير محظوظة دون أخرى.. فهل يتدخل عامل إقليم سطات لتصحيح الوضع؟

جعلت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم سطات من النقل المدرسي أولوية في تدخلاتها داخل مختلف ربوع الجماعات الترابية لإقليم سطات، وذلك باعتباره رافعة ودعامة أساسية للنهوض بتعليم الأطفال، لاسيما في المناطق القروية، حيث بات وسيلة أساسية للحد من الهدر المدرسي، وكذا محاربة الهجرة القروية من القرى إلى المدن وذلك عبر توفير حافلات للنقل المدرسي.

في ذات السياق، يبدو أن المجلس الجماعي لسيدي العايدي بالنفوذ الترابي لإقليم سطات بقيادة رئيسه محمد بطاني، له رأي آخر بعيد عن المنطق الذي تتدخل به المبادرة الوطنية للتنمية البشرية برئاسة عامل إقليم سطات ابراهيم أبوزيد، لفك العزلة وتشجيع التلامذة على التمدرس بشكل سوي وشفاف، بعدما تحول أسطول حافلات النقل المدرسي بجماعة سيدي العايدي إلى ريع يتم توزيعه على محظوظين من الجمعيات في ظروف مريبة، واستفادة دواوير بخيتة ومرزوقة بالحظ بشكل وفير من هذا الريع، نتيجة مباركتها من طرف فعاليات سياسية في وقت يتم إقصاء أخرى دون مبرارات أو تعليل.

وفي تفاصيل الخبر الصادم، فقد أقدم رئيس جماعة سيدي العايدي في ظروف مريبة، على سحب حافلة للنقل المدرسي من جمعية اولاد الحاج عمر للتنمية البشرية، بعد مرور يومين فقط على تسليمها لهذه الجمعية بتاريخ 10 فبراير الجاري، بناء على طلب الجمعية تحت عدد 190، وفق محضر التسليم الذي يتوفر سكوب ماروك على نسخة منه، حيث كان مقررا أن تستفيد من خدمات الحافلة تلامذة عدة دواوير من قبيل “العنانات، المرازيك، أولاد الهبطي، المعازات، عبدة…”، حيث قرر رئيس الجماعة في ظروف تطرح أكثر من علامة استفهام، وتفتح باب التأويلات المشروعة، على سحب الحافلة من الجمعية المذكورة ومعها الدواوير المستفيدة لتقديمها كقربان إلى جمعية أخرى تتوفر على رصيد من حافلات المقل المدرسي يبلغ عددها اثنان لخدمة تلامذة العمامشة، علما أن هذه منطقة “العمامشة” تستفيد كذلك من خطوط حافلات النقل الحضري “الطوبيسات الحضرية بين سطات ومعهد محمد السادس للأشغال العمومية”.

في ذات السياق، منطقة تحظى بالوفرة من حافلات النقل المدرسي ومناطق أخرى تعيش العزلة والتهميش، تسائل رئيس الجماعة ومعه مكونات المجلس الجماعي سيدي العايدي، عن المعايير القانونية والمجالية والديموقراطية المعتمدة في توزيع حافلات النقل المدرسي، لتبقى عدة تساؤلات معلقة إلى حين، من قبيل: هل تحولت حافلات النقل المدرسي إلى ريع سياسي يتم توزيع كعكته على الموالين والأصوات الانتخابية؟ هل يتعرض رئيس الجماعة إلى ضغوطات جعلته يتراجع على قراره بمنح الحافلة لجمعية اولاد الحاج عمر للتنمية البشرية؟ هل قرار سحب الحافلة انفرادي أم صادر عن مختلف مكونات المجلس لسيدي العايدي؟

جذير بالذكر، أنه بفضل تدخل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم سطات، أصبح تنقل التلاميذ بواسطة النقل المدرسي إلى المؤسسات التعليمية أكثر سهولة وفي أفضل الظروف، مما يسهم في تحسين ظروف التحصيل الدراسي للتلاميذ وتخفيف الأعباء عن الأسر المعوزة.، غير أن منح حافلات بوفرة لجمعية تخدم دوار بعينه، وحرمان جمعية أخرى تحاول خدمة عشرات الدواوير تعيش العزلة والتهميش، يجعل أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية معلقة، ما يقتضي تدخل السلطة الإقليمية ممثلة في عامل إقليم سطات لتصويب الأمر وفرض عدالة مجالية؟