حكومة الجلادين أسد على الشعب ونعامة أمام المفسدين

حكومة الجلادين أسد على الشعب ونعامة أمام المفسدين

انتقلت بلادنا الى السرعة الثانية في قيادة الانتقال الديمقراطي إلى المحطة الموالية، حجم الانتظارات يتسع وجلد احلام المغاربة يستشري، و توالي الاشارات الغير مطمئنة يلجم كل مشاعر التفاؤل التي سادت بُعيد إقرار الدستور الجديد. كان واضحا أن المرحلة الجديدة لا بد و أن تُؤطر بالمطالب المشروعة للشارع المغربي وعلى رأس هذه المطالب تجفيف منابع الفساد و كنس المفسدين من ساحة الوطن، لكن ما حصل ولازال يحصل في الشوارع المغربية لا يمكن تحليله إلا أن المغرب يسير بخطى تابثة نحو خريف شعبي سيعصف بحكومة الجلادين برمتها .

لمحاربة الفساد وجه واحد لا أكثر، و باقي القراءات هي اجتهادات أو در للرماد في عيون المغاربة لا يمكن أن نسقط عليها حكم القاعدة الفقهية التي تمنح المجتهد أجرا واحدا ، فإما أن تتوفر الارادة للسير مرة واحدة و دون رجعة والضرب على أيد المفسدين و تحرير الوطن ممن أضحوا يتخذونه رهينة ويزايدون عليه، وإما رفع الراية البيضاء وبالتالي التسليم بأن شرفاء الوطن ليس لهم مكان تحت شمسه، و تلك الطامة الكبرى …

كان على المغاربة على سبيل المثال لا الحصر أن ينتظرون لسنوات قبل أن تترسخ لهم النوايا الحقيقية لحكومة الجلادين مرورا بجلد الأطباء، الدكاترة، المكفوفين، حملة الشواهد العليا، وصولا إلى الأساتذة المتدربين.. ليتأكد بالملموس أن الحكومة أسد على الشعب ونعامة أمام المفسدين.

الفاعلون و الجناة معلومون، و القاصي والداني تحت راية هذا الوطن وخارجه يعلم أن تمة مسؤولين بنوا امبراطورية مالية على حساب الوطن و المواطنين، و لسخرية القدر المغربي كانوا يرتشفون فناجين القهوة بطمأنينة و راحة بال يتبادلون النكت "الحامضة" في الوقت الذي انهالت الهراوات على ظهر مثقفي الوطن.

العبث عينه أن نحارب الفساد بالشعارات الرنانة، وأن نهادن المفسدين ، ساعتها نكون قد وجهنا عشرات الرسائل الخاطئة، لأننا نعلم بأن عماد الاصلاحات الجارية ببلادنا و حجر الزاوية فيها اجتثاث الفساد سياسيا كان أو ماليا ، و البداية تكون بخطوات ملموسة، واضحة و جريئة.

مشاهدة قادة أحزاب الحكومة اليوم و هم يُحضرون  لمؤثمراتهم الحزبية قبيل الانتخابات البرلمانية، غير مستشعرين لحجم تحويل وطننا إلى بؤرة للتوثر من جديد بعد الربيع العربي الذي خرجنا منه سالمين بفضل حنكة ملك. سلوكات قادة الأحزاب تبعث على الاشمئزاز و التأفف و كأن لسان حالهم يقول، لا تقلقوا نحن بخير، و نبلغكم سلامنا مفتخرين بصناديق الاقتراع التي اختارتهم، لكني أجيبهم افتحوا الحدود نحو باقي البلدان لتعرفوا اختيار المغاربة الحقيقي.