آسف أمي ..يوم واحد لا يكفيني للإحتفال بك
انطلق العد العكسي، ولم يعد يفصلنا عن تاريخ 8 مارس سوى يوم واحد. وهي مناسبة يلتفت فيها العالم إلى المرأة بكثير من التقدير والامتنان، والاعتراف بدورها المحوري في صناعة المجتمعات، لكن هل يكفي يوم واحد للإحتفال بالمرأة التي تستيقظ في الرابعة صباحا للإلتحاق بإحدى الشركات الصناعية لمساعدة زوجها في تكاليف الحياة، هل يكفي يوم واحد للإحتفال بالمرأة التي تستيقظ في السباعة صباحا لإعداد وجبة الفطور لأبنائها قبل ذهابهم للمدرسة والتأكد من نظافة ثيابهم بينما زوجها يغض في النوم العميق، هل يكفي يوم واحد للإحتفال بالمرأة التي تسهر على الاعتناء بالبيت وإعداد وجبة الغداء والتصبين أثناء انشغال زوجها بالعمل، هل يكفي يوم واحد للإحتفال بالمرأة التي تشكل مدرسة لإعداد جيل من المجتمع بتنشئتها الصالحة، هل يكفي يوم واحد للإحتفال بالمرأة التي تشارك الرجل في مناحي الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية والعملية، هل يكفي وهل يكفي…
فالمرأة في نظري لا تحتاج إلى يوم رمزي لتكريمها، وليست في حاجة إلى تحنيطها في تاريخ معين كمومياء الفراعنة، حتى تتحدث الصحف ويقول العالم ويشهد أن هذه الدولة تطبق حقوق المرأة.. إن هذه الأخيرة في حاجة إلى تكريمها بشكل يومي، واحتفال متواصل، واعتراف دائم بلمستها الساحرة في حياة الأفراد والمجتمعات..
إنها للأسف، رغم هذا اليوم المغلف بحمرة الورود التي يتم تقديمها بابتسامة صفراء، ما تزال أسيرة عقلية ذكورية، ترى في المرأة جسدا بلا روح، وكتلة لحم بلا قلب، ووعاء لإنتاج البشر.. فقط ثمة قليلون يعرفون أن هذا الكائن الجميل هو صنع الله الفريد في الأرض، أو كما قال أحد العلماء المتنورين هي منتهى الخلق الإلهي.
في عقولنا نحن أهل الرجال دون التعميم، النساء مجرد فاكهة قابلة للعصر في المساء، وآلة لتحسين صورة الرجل في النهار، لذلك أود خلق الاستثناء والاعتراف أنه لا يكفيني يوم للإحتفال بأمي وأختي وكل النساء الذين أعزهن، لأن يوم واحد هو قطرة في أمواج بحر وأنا أعشق البحر ككل.