الاستثناء المغربي حقيقة رغم تكالب سماسرة الوطن
أستهل افتتاحيتي لسكوب ماروك بالخطاب الملكي الذهبي للملك محمد السادس الذي أبرز من خلاله "إننا نعرف جيدا أن هناك من يخدم الوطن، بكل غيرة وصدق، كما أن هناك من يريد وضع الوطن في خدمة مصالحه. هؤلاء الذين جعلوا من الابتزاز مذهبا راسخا، ومن الريع والامتيازات حقا ثابتا، ومن المتاجرة بالقضية الوطنية، مطية لتحقيق مصالح ذاتية. كما نعرف أن هناك من يضعون رجلا في الوطن، إذا استفادوا من خيراته، ورجلا مع أعدائه إذا لم يستفيدوا".
غير أنه لا يجب تضخيم الأمر، فهؤلاء الانتهازيون قلة ليس لهم أي مكان بين المغاربة، ولن يؤثروا على تشبث المغاربة بثوابت الأمة، لذا، آن الأوان على كل الأفواه المفتوحة أن تنغلق فملك البلاد يوجد خارج الوطن والحكومة لم تتشكل لحدود الساعة و مجلس النواب لم ينتخب رئيسه لحد الآن ومع ذلك هناك العشرات من المسيرات والوقفات الاحتجاجية في أكثر من 50 مدينة تضامنية مع محسن فكري بائع السمك رحمه الله دون أي انفلات أو زعزعة للإستقرار.
أليس هذا دليل على مناعة المغرب وقوته وثقته في مساره الديمقراطي ومؤسساته ولحمة شعبه بوطنه، فالمسيرات اخترقت الشوارع وحشدت جحافل من المواطنين في الساحات العمومية دون رمي طوبة واحدة أو تكسير ممتلكات الغير أو رفع شعارات تمس بثوابت الأمة..إنها رسالة من المغاربة لكل الجبناء الذين حاولوا زرع الفتنة في قلوب مؤمنة بتلاحم العرش والشعب.
ماذا حدث لكم يا سادة !!إن المغاربة صدحوا بصوت واحدفي رسالة للحاضر قصد بناء المستقبل بأن لا بديل عن الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، لكن دون أن تخرج المسيرات والوقفات عن نسقها، مما يعكس رقيا فكريا وحضاريا وديموقراطيا في حدث مأساوي دخل التاريخ المغربي حاول بعض الساسة والمسؤولين المغضوب عليهمتبييض وجوههم بمساحيق تجميل إما بالدعوة لعدم الخروج للشارع أو الخروج لالتقاط "سيلفيات" غير مؤمنين بالقضية البثة..أتمنى ان يلتقط كل هؤلاء الدروس فقد قالها محمد السادس وهو يخاطب ممثلي الأمة في افتتاح الدورة التشريعية لهذه السنة "أعتز بأن يقصدني أبناء وطني لقضاء حوائجهم" ونحن نجيبه "نحن جنود مجندون ورائك يا عاهل البلاد لتجفيف منابع الجبناء الذين يحاولون المتاجرة بالقضية الوطنية".