سطات.. مطلب الكرامة في بعده الإنساني في صراع لعقود مع جيوب مقاومة التغيير
لقد عبرت ساكنة سطات بمنتخبيها ومثقفيها ومواطنيها مرارا عن رغبتهم فى التغيير الحقيقى، فخرج منهم العشرات والمئات ممن أحسوا أن كرامتهم إسفلت يداس كل يوم، في اتجاه الساحات العمومية والشوارع الرئيسية للمدينة عبر محطات متفرقة، وكذا من شرافاء صاحبة الجلالة من سخر أعصابه وفكره الفلسفي لمحاولة إيقاظ ما تبقى من ضمير مسؤولي مدينة تكالب عليها غدر الزمان والانسان، فقد كان من الممكن أن يتبنى مسؤولو المدينة في إطار تشاركي بعيد عن الحسابات السياسية الضيقة هذه التطلعات البشرية للسير بقاطرة التنمية بالمدينة نحو الأمام عبر قيام كل مسؤول يحط الرحال بترابها بالمهام المنوطة به دون زيادة أو نقصان، لكن كيف يمكن ذلك فى ظل وجود جيوب مقاومة التغيير الذين يستفيدون من هذا الوضع العكر لتكوين شبكة متفرعة تحاصر كل مسؤول يعين بالمدينة، تراقب تحركاته وتحاصره حتى لا يزيغ عن خارطة الطريق التي رسموها عبر عقود.
من العبث أن ننتظر تغييراً حقيقيا من مسؤولين عمروا لعقود بالمدينة دون أن تطالهم تيمة ربط المسؤولية بالمحاسبة، ومن البلادة أن ننتظر تغييرا من سياسيين حفظوا مقاعهدهم في هرم التدبير المحلي مع تغييرات طفيفة بتبادل المناصب كل خمس سنوات، ومن الصعب أن نفرح بمستقبل نظيف من الفساد ولوبيات الفساد محمية ولها نفوذ تزكيه طبيعة التآخي والود المصلحي الذي تكون بين مجهر المراقبة والمسؤولين، ومن العبث أن نأمن على أنفسنا وأكثرنا لا يناضل إلا من وراء حاسوبه فقط على الشبكة العنكبوتية، ومن الكذب أن ندعي الديمقراطية ونحن نعلم يقيناً أننا لسنا سواسية أمام القانون وأن الكثير منا فوق القانون، وأن مطالب الإصلاح الحقيقي في نظرهم عدوّ وجب قمعه ومحاصرته ولو بالكذب والبهتان.
حقّاً إنّه لمن الغريب أن يتواطأ الجميع على لعبة يعلمون جميعا زورها، ومع ذلك يؤدي كل فرد دوره في التمثيل ويردد أقوالا ويصرح بادعاءات لا يصدقها هو، فكيف بمن يسمعها...عن أي كرامة نتحدث وعن أي حرية وحق نتكلم وأحيائنا غارقة في الظلام تعايش فيها الإنسان مع الدواب، دروبها محفرة لسنوات دون ترميمها، عن أي كرامة وعن أي حق نتحدث؟؟؟
إنّ مدينة سطات تسير من قبل سلطة واحدة وهي سلطة جيوب مقاومة التغيير، والكلام عن الإصلاح والتعددية وإشراك المجتمع المدني والصحافة في تسيير الشأن المحلي ومراقبة المسؤولين يبقى أماني يمثل أدوارها الآن أناس على خشبة المسرح، فساكنة سطات ينتظرون اليوم الذي يحسون فيه بكرامتهم وحقهم في العيش الكريم فقط داخل هذه المدينة، دون أن يسخر منهم أحد أو يستحمرهم أحد ويعتبرهم كما بشريا يستعمله لدعم تجمعاته وأكاذيبه كل خمس سنوات، أو قطيعا مطيعا يسوقه إلى حيث شاء بطعم المصلحة….
صحيح أن المدينة تتحرك بمبادرات هنا وهناك، لكنها لا تعدو أن تكون ذرا للرماد في العيون، والدليل الذي يقطع الجدال من جذوره وينهي الخلاف من أصوله هو شهادات الواقع وما يعجّ به من مآسي وتجاوزات تنتهك فيها حقوق وليست امتيازات.
إلى متى ستبقى ساكنة سطات تحت رحمة جيوب مقاومة التغيير الذين عششوا في مناصبهم ومنهم من أحيل على التقاعد ولا زال يدير المدينة بمسؤوليها عبر الروموت (التيليكوموند)، يتحكمون في وثيرة تنميتها وتوسعها وتغطية احتياجات المواطنين بمزاجهم…إننا يا سادة في مدينة جيوب مقاومة التغيير !!!