المجلس الجماعي بسطات يعطي انطلاقة أشغال عملية إعادة تأهيل المعلمة التاريخية للخزانة البلدية
تعتبر الخزانة البلدية لجماعة سطات، التي تقف شامخة بهندستها المعمارية المتفردة وتصفيفها الهندسي الراقي، بعدما تم بناؤها سنة 1990، أمام مقر عمالة سطات، لاستقبال زوار المدينة وساكنتها، -تعتبر- مرفقا من بين المرافق الثقافية الفنية التاريخية لعاصمة الشاوية، لاحتوائها على آلاف الكتب في شتى الحقول المعرفية، التي تشكل ضالة العديد من مرتفقيها الراغبين في مطالعة العلم والتعلم، بينما يشكل جناح آخر داخلها قبلة لهواة الفن وتحصيل أبجديات الموسيقى (الصولفيج)، دون الحديث عن فضاءات المطالعة وتنظيم الندوات واللقاءات الثقافية، التي لطالما كانت محجا لكبار مثقفي وساسة الوطن، لإلقاء محاضراتهم وخطاباتهم الفكرية والسياسية والأكاديمية…
حسنا، فعل المجلس البلدي لمدينة سطات بمختلف مكوناته، من خلال المصادقة على تخصيص ميزانية مهمة لتأهيل وصيانة هذا الفضاء، وصلت إلى 1 124 256 درهم، أي ما يناهز 115 مليون سنتيم، حيث تحمل المبادرة التي قادها مصطفى الثانوي رئيس جماعة سطات في طياتها الكثير من الدلالات، ليس أقلها الحفاظ على تراث لا مادي وذاكرة معرفية جماعية من الضياع، واستثمار مخزونها في تحقيق التنمية الثقافية والفنية للمدينة.
في ذات السياق، استبشر متتبعو الشأن الثقافي والفني، خيرا بالمبادرة الرامية لتأهيل منارة العلم طيلة عقود خلت من الزمن، ومحجا لعشاق الموسيقى، وفضاء رحبا يشهد على زخم الأنشطة السياسية والثقافية والاجتماعية المتنوعة، التي احتضنها ولا زال يحتضنها، التي قلما عرفت الأجيال الصاعدة عن ماهية هذه المعلمة التراثية، التي تقف شامخة على الضفة الغربية لشارع الحسن الثاني بالمدخل الشمالي لمدينة سطات.
في سياق متصل، كشفت مصادر سكوب ماروك أنه من المتوقع أن تستمر مدة التأهيل الحضري لمعلمة الخزانة البلدية، لما يقارب الأربعة أشهر، حيث تم تخصيص ميزانية تقدر بحوالي 115 مليون سنتيم لهذا الغرض، إذ ينشد المجلس البلدي لمدينة سطات من خلال الورش الذي يندرج ضمن برنامج عمل جماعة سطات، تحسين بنياتها التحتية، بما في ذلك صبغ الجدران وإصلاح النوافذ والأبواب وتثبيت ستائر جديدة، ترميم الأرضية (الزليج والفايونس)، إعادة تأهيل شبكة المياه والكهرباء، تثبيت كاميرات المراقبة، بالإضافة إلى إعادة تأهيل النافورة الداخلية المتواجدة بالبهو…، في وقت تم تخصيص ميزانية أخرى في وقت سابق لاقتناء كتب ومؤلفات جديدة، وكذا آلات موسيقية إضافية لإغناء المعهد الموسيقي البلدي بالتجهيزات الكافية القادرة على استيعاب جحافل المرتفقين الرغبين في تعلم أصول الموسيقى…
في هذا الصدد، اعتبرت الأستاذة نادية فضمي رئيسة اللجنة الثقافية والاجتماعية والرياضية والعلاقة مع المجتمع المدني بجماعة سطات من خلال اتصال هاتفي مع سكوب ماروك، أن المبادرة تندرج في إطار العناية التي توليها مكونات المجلس البلدي بقيادة مصطفى الثانوي رئيس جماعة سطات، للشأن الثقافي والفني، التي تم تدشينها بعقد العديد من لقاءات العمل مع الوزير الوصي على قطاع الثقافة محمد مهدي بنسعيد وأخرى مع مجلس جهة الدار البيضاء سطات، بهدف تحويل الخزانة البلدية إلى مركب ثقافي شامل لعدة اختصاصات، من مكتبة وسائطية، قاعة للمسرح، المعهد الموسيقي البلدي، قاعات للقراءة وأخرى للفن التشكيلي مع تدارس إمكانية الانفتاح على الثقافات العالمية عبر تخصيص قاعة لتلقين لغة العم سامن من خلال التنسيق مع ماريسا سكوت القنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية على هامش زيارتها الأخيرة لجماعة سطات بمعية عدد من طلبة جامعة الحسن الأول، الذين تمكنوا من استحقاق منح دراسية أمريكية…
جذير بالذكر، أن إعطاء مصطفى الثانوي رئيس جماعة سطات، الضوء الأخضر قصد الانطلاق في تأهيل الخزانة البلدية بسطات، يعكس بجلاء الرؤية المتبصرة والمتنورة لمكونات المجلس البلدي للمدينة، الرامية لتعزيز البنية التحتية الثقافية وتحفيز التنمية الثقافية، ما خلف ردود أفعال متباينة بين متتبعين للشأن الثقافي والفني، الذين ثمنوا الخطوة التي يمكن أن تشكل قنطرة دافعة لتعزيز الحياة الثقافية والاجتماعية في المدينة، في وقت خرج العدميون كالعادة بتغريداتهم المهزوزة للانتقاد اللاذع عبر لعن الظلام، بدل مشاركتهم بإنارة شمعة في عتمته.