عمال شركة النظافة SOS.. عيون ساهرة على نظافة سطات رغم السلوكات الطائشة للوبي مقاومة التغيير

عمال شركة النظافة SOS.. عيون ساهرة على نظافة سطات رغم السلوكات الطائشة للوبي مقاومة التغيير

عمال النظافة التابعين لشركة SOS باستغلالية سطات، حاضرون في كل مكان، لكننا بالكاد نراهم، حيث لا أحد ينتبه إليهم، على الرغم من أن لا ساحة ولا حي يخلو منهم، ولا عين تخطئهم، حيث شوارع مدينة سطات وأزقتها عناوينهم التي يفنون فيها زهرة عمرهم بدون مظلة تحميهم من لهيب الشمس وزمهرير الشتاء.

طاقم سكوب ماروك على غرار باقي المواطنين بمدينة سطات، اعتاد رؤية عمال النظافة يرسمون بمكانسهم لوحات جميلة في مدينة سطات، حتى تحولت هذه المشاهد إلى اعتيادية تجعل العين المجردة لا تراهم، لكن في الأسابيع الأخيرة أثار انتباه طاقم سكوب ماروك عدد من الممارسات الطائشة خصوصا في الفترة الليلية، التي تحاول جاهدة نسف مجهودات هذه الشركة، إما بشكل متعمد أو عن طريق الخطأ؟؟؟

في ذات السياق، تابع طاقم سكوب ماروك، لهيب النيران يلتهم مختلف أنواع حاويات النفايات على مستوى ساحة محمد الخامس أمام قيسارية الشاوية، ونفس الشيء أمام المحطة الطرقية، وذلك بشكل شبه يومي، لولا تدخل طاقم سكوب ماروك في الوقت المناسب لإشعار المصالح الأمنية والوقاية المدنية بالموضوع، فضلا عن عدد من السلوكات الرعناء التي تحن للبادية، من خلال تعمد سكب محتوى الحاويات لمنح الدواب من الحمير والبغال وقطعان الماشية فرصة لالتهام النفايات، حيث تم تسجيل تكرار هذه الوضعية النشاز على طول طريق البطوار في اتجاه الطريق السياحية، وشارع الجنرال الكتاني بين حي الكمال وقطع الشيخ، وكذا بحي السلام…، الشيء الذي ربما قد يقود متتبعي الشأن المحلي إلى رفع اللوم والعتاب على الشركة بعمالها نتيجة مشاهدتهم لأكوام النفايات متناثرة بجوار الحاويات، دون نفض الغبار على الكواليس الحقيقية لهذه المشاهد البئيسة، التي قد يتحملها كذلك المواطن غير المسؤول، الذي حمل معه سلوكه البدوي إلى المدينة من خلال تربية الدواجن والماشية والدواب  بحاضرة، إضافة إلى نوع آخر يرمي ويقذف نفاياته بجوار الحاوية بدل تكليف نفسه عناء وضع قمامته داخل الحاوية، دون الحديث عن نوع من الطائشين، الذي يرى في تكسير الحاويات هواية أو صيغة احتجاجية لتفريغ تذمره على الوضع القائم، متناسيا أنه يتم تسديد مبالغها من جيبه على غرار جيوب باقي المواطنين عبر الضرائب العامة!!!

صدقا، منذ بداية السنة الجارية، سجلت مدينة سطات، تغيير جذري نتيجة تفاعل الشركة مع مختلف الرسائل والملاحظات الجادة والهادة التي يتم رفعها لها بين الفينة والأخرى، بل أنها حملت معها تحديث وعصرنة للانفتاح على التكنولوجيا الذكية من خلال توفير تطبيق هاتفي لتقديم الشكايات والمؤاخذات وفق تصريح إدارة الشركة، مع مطلع انطلاق أسطولها الرسمي بسطات، فضلا عن انفتاحها على مختلف الفعاليات الجمعوية والنقابية بالمدينة، إيمانا منها بضرورة تبني مقاربة تشاركية ترمي لتظافر جهود مختلف الفعاليات والمتدخلين، لصناعة الجمال والحفاظ عليه.

في سياق متصل، تواصل الشركة نهج سياسة مواطنة مسؤولة تستمد رؤيتها من شعار “أترك المكان خيرا مما كان”، لذلك لم تتردد في أن تواصل رسم بصمتها لدى الساكنة السطاتية الواعية التواقة للنظافة والجمال، حيث يخرج أسطول بشري من عمال النظافة (وليس الزبّال أو ماليل الزبل) لمباشرة عملهم، دون الاكتراث بأشعة الشمس الحارقة التي تلفح محياهم أو البرد القارس الذي يشل جسدهم أو حتى الغبار الشديد الذي يسد أنفهم، بهاجس وحيد هو تنظيف الأزقة والشوارع والفضاءات العامة والأسواق، وجمع النفايات على اختلاف أشكالها وأنواعها، حرصا على نظافة البيئة وسلامة المواطنين، خصوصا في ظل الاستعدادات التي تعيشها مدينة سطات لاستقبال فصل الصيف، وما يحمله من زوار للمدينة وأنشطة ثقافية واجتماعية تعج بها عاصمة الشاوية.

عمال شركة النظافة SOS باستغلالية سطات، هم دون شك جنود الجبهة الأولى في معركة تنقية مخلفات ساكنة سطات، بل أنهم لم يكتفوا بالأدوار المنوطة بهم، بل امتدت إلى البرهنة باليقين عن مواطنتهم من خلال سهرهم على تنقية وكنس قرارات بالوعات الصرف الصحي في عدد من أحياء مدينة سطات، يضاف لها انتقال كتائب من خميس جيوشهم إلى مختلف النقط الاستراتيجية، لجعلها في حلة قادرة على استقبال جحافل المواطنين الذين من المنتظر أن يحجوا لها (الغابة الحضرية، الحدائق والساحات العمومية…)، مساء كل يوم في رحلة الاستجمام للخروج من رتابة المنزل وهروبا من حرارا الصيف.

في هذا الصدد، انتقلت شركة النظافة المذكورة، لوضع خطة استراتيجية محكمة لمباشرة خطتها التوعوية الهادفة إلى تحسيس المواطنين بأهمية رمي الأزبال في الأماكن المخصصة لها وفي وقتها، محذرة كذلك من تشويه جمالية مدينة بسبب تراكم أكوام الأزبال في الشوارع نتيجة سلوكات طائشة لبعض أرباب المقاهي والمطاعم بالمدينة، حيث يواصل عمال النظافة واجبهم الوطني النبيل، فصحيح أن مهنتهم بسيطة، فممارستها لا تستلزم حل معادلات رياضية أو معالجة تعقيدات تقنية، بيد أن رسالتهم، على بساطتها الظاهرية، تحتاج روحا إنسانية ونكرانا للذات في سبيل المساهمة في تجميل المظهر الحضاري لمدينة سطات تفاعلا وتجاوبا مع مختلف تطلعات الساكنة السطاتية، الشيء الذي يجعل عددا من الفعاليات الجمعوية والحقوقية لا تتردد في الخروج بتغريدات على الوسائط الإلكترونية في رسائل متميزة تؤسس لثقافة الشكر موجهة إلى الأيادي السخية التي تعطي ببذخ لتبدو لنا الشوارع والحدائق والأزقة والساحات في حلة بهية ونقية.

ملاحظة: الصورة المرفقة حديثة الالتقاط من طرف طاقم سكوب ماروك كنموذج حي لعملية اضرام النار في النفايات وحاويات الأزبال أمام قيسارية الشاوية من طرف طائشين…