صيام غير مفهوم للأحزاب السياسية بمدينة سطات خلال شهر رمضان الجاري

صيام غير مفهوم للأحزاب السياسية بمدينة سطات خلال شهر رمضان الجاري

على غير عادتها، تعيش مدينة سطات، ركودا سياسيا استثنائيا خلال شهر رمضان الفضيل الجاري، حيث صامت الدكاكين الحزبية عن تنظيم الأنشطة السياسية أو الموازية،  من ندوات ومناظرات لمناقشة الوضع الاقتصادي والسياسي الراهن، في وقت كانت بالأمس القريب، تعج عدد من المرافق الجماعية لعاصمة  الشاوية، لاستقبال عدد من قادة المكاتب السياسية لعدد من الأحزاب، في إطار نقاشات تواصلية مفتوحة، دأبت على تنظيمها بالخزانة البلدية لمدينة سطات عدد من الأحزاب، التي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، من أحزاب الرسالة والكتاب والمصباح، بل اقتصر دور عدد من الاحزاب هذه السنة على بعض الأنشطة الإحسانية السياسية، من قبيل القفة الرمضانية التي يتم توزيعها من طرف بعض الهيئات، خلسة لاستمالة الأصوات الانتخابية المنتمية للفئات الهشة، او على تنظيم مائدة الإفطار هدفها لملمة الفئات المعوزة على طاولة، سرعان ما ستتحول إلى لوائح اسمية بأرقام الهواتف يتم استدراكها إبان الاستحقاقات الانتخابية…

الاحزاب هذه السنة بمدينة سطات، فضلت ترك دكاكينها السياسية مغلقة إلى أجل غير معلن، ربما في انتظار اقتراب الاستحقاقات القادمة، حيث غابت بشكل كلي عن تأطير المواطنين وقطعت مع تنظيم لقاءات حزبية تكوينية، وقتلت ما تبقى من التنظيمات الموازية، وخاصة ما يتعلق بالشباب والمرأة وغير ذلك من الهيئات الموازية، التي كانت خزانا للقيادات السابقة ومنارة من منارات الأحزاب، التي تشارك في مناقشة القضايا الوطنية.

الواقع السياسي اليوم بمدينة سطات، أصبح أكثر ضبابية، والأحزاب إنغمست في أنشطة جديدة، ربما إيمانا منها أن الأنشطة الفكرية لم تجدي نفعا، وما يهمها هو الخزان الانتخابي، ما اضطرها لتحويل هذه المناسبة الدينية “شهر رمضان المبارك” الى شهر للتسابق قصد استمالة الأصوات الانتخابية عبر الاستعانة بالإحسان المؤقت، وهو ما يدفع الى إفراز مجتمع ينتظر الصدقات ويمتهن التسول الاجتماعي.

إفرازات الاحزاب السياسية، هي بذاتها لا تدفع الى العمل السياسي النبيل والهادف، من خلال غياب وقتل لتأطير المواطنين، والذي يوازيه نشر ثقافة التسول لدى فئات كبيرة من المجتمع، وخاصة التي تعاني الهشاشة والمنحدرة من الأوساط الشعبية، التي تعتبرها الاحزاب كخزان انتخابي ثمين، لا يمكن التخلص منه،

بصدق، أمل شهر رمضان هذه السنة، هو السنا الذي يخرج من كوة التنسيقية الإقليمية لحزب الامل بسطات، في تجربة جديدة وفريدة، من خلال تشبعه بالطاقة الشبابية التي سرعان ما أفرزت عدد من الأنشطة الأسبوعية الرمضانية، استهلتها بأمسية فنية استثنائية، اجتمع خلالها عشاق الفن والثقافة بمقر الحزب في أجواء رمضانية مليئة بالإبداع والتواصل، حيث تخلل اللقاء فقرات موسيقية راقية، مرورا بعزم التنسيقية تنظيم دورة تدريبية متميزة تحت عنوان “دعم مبادرات الشباب: مفاتيح النجاح في ريادة الأعمال”، التي ستشكل فرصة سانحة للتعرف على طرق وأساليب ناجحة لتحفيز المشاريع الشبابية وتوجيهها نحو النجاح، فضلا على التعرف على كيفية الإقناع ومهارات البيع الاستراتيجية، بالإضافة إلى كيفية الانتقال بالمشروع من مرحلة الإعداد إلى التسويق…

سطات، في حاجة إلى أحزاب محلية، تخرج عن المألوف بصيغة مستجدة تخلق من خلالها تواصلا جادا وهادفا مع المواطنين، أملا في تجديد ثقة معهم بشكل لا ينحصر على المناسباتية أو الظرفية، ولا تنظر إليهم كصوت انتخابي فقط، يعمل على تعبئة صناديق الاقتراع.