طفولة المشاهير: رائد الأغنية الشعبية عبد العزيز الستاتي.. تعلمت الفن من آلة الطارو” .. وكليت الزرواطة في أحداث 81
في حياة المشاهير، قصص تكتنز أسرارا خفية بعيدة عن الأضواء. تتعلق بمراحل طفولتهم والتي تختلف باختلاف ظروف كل منهم. نجوم بينهم من عاش طفولة سعيدة مدللة، وبينهم من عاش عكس ذلك لأسباب متعددة..
جريدة سكوب ماروك اختارت أن تكشف النقاب عن الوجه الآخر لشخصية الفنان الشعبي عبد العزيز الستاتي. لتنقلكم عبر دردشة معه إلى عالم النوستالجيا ليعيدنا إلى ذاكرة طفولته وحياته الخاصة بعيدا عن مجاله الفني.
حاورته : بشرى بلعابد
نود التعرف أكثر على الفنان الشعبي عبد العزيز الستاتي؟
أنا "دكالي" وبالضبط من منطقة العونات قرب عمالة سيدي بنور بالجديدة. من مواليد سنة 1961. عشت هناك إلى أن بلغت من العمر 13 سنة. لأنتقل فيما بعد إلى مدينة الدار البيضاء. حيث استقريت بها إلى يومنا هذا.
ما الذي دفعك للرحيل عن منطقتكم رغم صغر سنك؟
في الحقيقة "ماقدرتش على تامارا". ذلك أن والدي كان يدفعني للعمل معه في الفلاحة. وهي مهمة صعبة تتطلب الاستيقاظ باكرا، أضف إلى أن منطقتنا آنذاك لم تكن بها مدارس تعليمية، باستثناء بعض المساجد لحفظ القرآن. وأمام صعوبة هذا الوضع، قررت مغادرة قريتنا إلى مدينة الدار البيضاء بحثا عن مستقبل أفضل.
لكنك كنت صغيرا على التفكير في مثل هذه الأمور؟
صحيح. لأنه دائما ما كان ينتابني شعور بالضيق تجاه ظروف قريتنا. فلم يكن بها شيئا كما أشرت. لذلك قررت رغم صغر سني الرحيل عنها، والعيش رفقة عمي بالدار البيضاء.
كيف تأثرت بالفن الشعبي؟
تأثرت بعمي "بوشعيب برحال" رحمه الله، بحكم أنه كان فنانا شعبيا يمتلك فرقة غنائية في فن العيطة. ولأنني لازمته منذ الطفولة، أصبحت بفضله متأثرا بالفن، كما كنت موهوبا في هذا المجال منذ الصغر.
يقولون عنك " ماقاريش". ما ردك؟
أنا فعلا "ماقاريش".. لكن "قراتني الزنقة". اكتسبت تجربة الحياة من الميدان وليس من المدارس. وهي تجربة صنعت مني رجلا لا يقبل الاستسلام، وهناك مثل شعبي يقول " ماتعرف العافيا حتى تحرقك". ورغم مروري بتجارب صعبة، إلا أنني استطعت أن أخلق من نفسي نجما. ابتدأت من الصفر واليوم أنا حاضر في الساحة الفنية بفضل الجمهور والحمد لله.
كيف كنت تدبر قوت يومك آنذاك؟
منذ الطفولة وأنا أعتمد على نفسي كثيرا. فكنت أفترش الأثات القديمة لبيعها "باش نضبر على راسي". مررت بمرحلة صعبة. حتى بعدما كبُرت وأصبحت شابا، واجهت عراقيل للصعود إلى "الميكرو".
ما هي أول آلة داعبتها في بداية مشوارك الفني؟
بدأت بـ"طارو".. وأنا أسميه دفتر الوسخ. لأنه أول آلة عشوائية انطلقت منها
طارو؟
نعم. أعلم أن الأمر مضحكا. لكن في غياب الإمكانيات آنذاك، لم يكن من السهل أن تعزف أو تتمرن على آلة موسيقية باهضة الثمن. لكن مع مرور الوقت، راكمت التجربة، وأصبحت أؤلف قصائد تحمل معاني هادفة للمجتمع. إلى أن رسمت لمشواري الفني طابعا خاص. فمخارج الحروف التي أشتغل بها "ماكاينش اللي كايخدم بيها".
لكن البعض سيؤول كلامك على أنه غرورا ؟
لست مغرورا طبعا. فأنا لازلت أقول " الستاتي ماعاجبنيش". ويجب علي أن أبذل مجهودا أكبر كي أحافظ على نجاحي الذي استمر لمدة 36 سنة والحمد لله. وهذا بفضل الثقة وتشجيعات الجمهور. وأرى حاليا أن أي فرقة غنائية أو فنان ولا بد "تلقاه بغا يقلد" الستاتي.
بعيدا عن هذا الموضوع. هل تتذكر طرائف معينة حدثت معك في الطفولة؟
أتذكر أن والدتي "كانت تاتسخلني بزاف". بالمقابل لم يكن والدي يضع يده علي، كان همه فقط أن أصبح رجلا قادرا على تحمل مسؤوليتي في المستقبل. فدائما ما كنت أهرب من البيت بمجرد ما أعلم أنني ارتكبت شيئا ما قد أغضب والدتي
أسوء حدث تتذكره ؟
أتذكر سنة 1981 حين كانت هناك مظاهرات بشوارع الدار البيضاء. كنت آنذاك رفقة صديقي متجهين على متن دراجة نارية إلى منطقة سيدي مسعود بالبيضاء. حيث كان علي أن أحضر لمناسبة معينة بعدما منحني أصحابها "لعربون".
ونحن متوجهين إلى المنطقة، مررنا على تظاهرة بالقرب من غابة بوسكورا، حيث توقفنا لمعرفة ما يجري. وفي الوقت الذي التحق بنا أشخاصا آخرين لرؤية ما يحدث، باغتتنا شاحنة كانت محملة بـ "السيمي"، فهرب صديقي خوفا منها، بينما لم أبارح مكاني، فأدخلوني إلى الشاحنة "وكليت الزرواطة مزيان" رغم لا علاقة لي بما يجري. ولولا ضابط شرطة الذي فك أسري بعد أن اكتشف أمري، لتعرضت لاعتداء أوحش من ذلك.
السنوات :
1961 : تاريخ ازدياده بمنطقة العونات قرب عمالة سيدي بنور بالجديدة
1983 : انضمامه إلى جمعية لرياضة الأيكيدو بنادي بوركون، وفيها تلقى أول دروس فنون الحرب.
2015 : مشاركته في الدورة السادسة لمهرجان قوافل بسيدي افني
2016 : مشاركته في مهرجان موازين بسلا