التصويت الذكي هو صانع خريطة ما بعد 7 اكتوبر..
يصعب حتى على قيادة العدالة والتنمية التصديق بكون الاصوات التي منحتهم 129 مقعد كلها تساند خطوات الحكومة او متشبثة بالخط السياسي للحزب فاكثر المتفائلين من البيجيدي كان يعتقد بمحافظة الحزب على نفس عدد مقاعده في الانتخابات الماضية، العديد من المواطنين صوت للبيجيدي من منطق حرب مفترضة على مخلوق سياسي في وضعية حرب سياسية واخلاقية يعتقد بان طرفها القوي هو الدولة وبالنسبة لهؤلاء التصويت الذكي هو وضع ورقة البيجيدي نكاية في الدولة.. اصوات الاصالة والمعاصرة بدورها لم تخل من لمسة واضحة للتصويت الذكي فخصوم البيجيدي السياسيين او الايديولوجيين او حتى الاجتماعيين فضلوا ادارة ظهورهم لاحزاب قريبة منهم سياسيا مثل الفيدرالية اعتقادا منهم بان البام الوحيد القادر على فرملة البيجيدي وبالتالي ضخ المزيد من الاصوات في خانته الانتخابية قد يقربه اكثر من الهدف.. وتجلى ذلك بوضوح في دعم جزء كبير من الطبقة المتوسطة للبام عوض التصويت للفدرالية.. فدرالية اليسار الديموقراطي وباستثناء الالتفاف الشبابي والنوعي لمثقفين وفعاليات رياضية وفنية وسياسية فان ترويج مكانتها كحزب قوي فكريا وسياسيا متوسط تنظيميا ادخل الشكوك للعديد من الناخبين الذين فضلو الرهان على توجيه القاضية للبيجيدي واختارو التصويت الذكي من منطلق القلب مع فدرالية اليسار والسيف مع البام.. اكبر ضحايا التصويت الذكي هو التقدم والاشتراكية بحيث انه لا يمكن ان تجد مواطنا مرتاحا لحصيلة الحكومة السابقة لا يقدر مكانة التقدم والاشتراكية وقوته السياسية داخلها ويكفي اكتساح الوزير الوردي لكل استطلاعات الراي حول افضل الوزراء متقدما على قادة البيجيدي، لكن هؤلاء المواطنين لذيهم تقدير اخر للامور ما دامو يراهنون على المرتبة الاولى من اجل تشكيل الحكومة وبالتالي كان طبيعيا نقل الالاف من الاصوات المستحقة للتقدم والاشراكية الى خانة البيجيدي في اطار التصويت الذكي.. اذا اضفنا على كل هؤلاء الناخبون الذين ابطلو اوراق التصويت كالية ذكية للفت الانتباه دون مقاطعة فسنجد ان اقتراع 7 اكتوبر كان محدده الاساسي هو التصويت الذكي.