سكوب على انتخابات سطات: المصباح يشعل جبهة البوادي ضد الجرار في وقت تسلح الميزان بمشاريع تنموية لحسم السباق المحموم
مع اسقاط المحكمة الدستورية لمقعد البرلماني السابق عبد الله أبو فارس عن الدائرة الانتخابية لسطات، طفت على السطح حرب جديدة بإقليم سطات، حيث اشتد التنافس بين الأحزاب التقليدية من جديد ضمن مشهد سياسي ألفه المواطنون، حتى أنهم وبكل بساطة كما قالها ملك البلاد في خطاب العرش الأخير، (أصبحوا) لايثـقون في الطبقة السياسية وبعض الفاعلين أفسدوا السياسة، هذا في الوقت الذي يجب على هؤلاء السياسيين أن يقدموا أجوبة شافية معقولة تشفي غليل المواطنين المتعطشين لبرامج ومشاريع حقيقية وملموسة من قبيل "ماهي القيمة المضافة التي قدمها البرلمانيون الخمسة الحاليون الممثلون لإقليم سطات لصالح هذه الرقعة الجغرافية من البلاد؟ وماذا قدم سلفهم في ولايتهم السابقة ولو أن معظمهم فاز لولاية ثانية لصالح إقليم سطات؟
فبعد اسقاط مقعد سطات دقت طبول تسخينات صامتة من قبل مرشحين منهم من اعتاد دخول غمار السباق الانتخابي من بابه الواسع حتى صار جزءا لا يتجزأ من حياته السياسية ولو على حساب من انتخبوه كممثلا لهم ومدافعا عن أبسط حقوقهم، ومنهم من يحاول دخول هذه التجربة السياسية رغبة في الوصول إلى مقعد برلماني يضمن له تقاعد مريح إسوة بباقي رفاقه وإخوانه وعشيرته السابقين، لكن في مجمل القول لابد أن يقف المرء وقفة تأمل ليسأل ويُسائل هؤلاء المتهافتين على أبواب الانتخابات وبصوت وطني قوي: "هل استوعبتهم الدرس من مضامين خطاب العرش الأخير الذي قال فيه ملك البلاد بالحرف: "إذا كان الملك لا يثق في هؤلاء فماذا عن الشعب.. أقول لهؤلاء كفى".
السـؤال الطويل العريض الذي لا يترك مجالا للشك الذي يجب على هؤلاء المتسابقين أن يضعوه نصب أعينهم هو: " هل قرروا مع أنفسهم وعاهدوا الله على التسلح بالمواطنة الحقة وخدمة الوطن والصالح العام؟؟، أم أن "حُمى الصراع والقبلية" والحنين إلى المقعد الدافئ داخل قبة البرلمان سينسيهم تعهداتهم التي أطلقوها خلال حملاتهم الانتخابية دون امتلاك روح للمبادرة قادرة على ترجمة برنامجهم الانتخابي إلى مشاريع تنموية تسهم في مسلسل التنمية في إقليم يصنف في خانة المنسيات بخريطة المغرب التنموية.
في سياق متصل، تتنافس ثلاثة أحزاب قوية، للظفر بمقعد برلماني شاغر بإقليم سطات، بعدما قضت المحكمة الدستورية يونيو الماضي بإلغاء انتخاب عبدالله أبو فارس، عضوا بمجلس النواب، وأمرت بإجراء انتخابات جزئية بدائرة سطات بخصوص المقعد الذي فاز به حزب الاستقلال من أصل ستة مقاعد كانت مخصصة للدائرة سالفة الذكر.
"البيجيدي" أعطى تعليماته لكتائبه على الفايسبوك لتخرج للعلن بعدما عاشت فترة خمول بأسماء وهمية ومجموعات فايسبوك مقنعة تحمل أسماء عدة مناطق تمثل الإقليم على شبكات التواصل الاجتماعي تتابع تطورات السياسة وأهم النقاشات الدائرة حول ساسة الإقليم تارة وترد عن منتتقدي المصباح تارة أخرى، قبل أن يخرجوا للعلن بطريقة مكشوفة ناشرين ملصق ممثل المصباح في هذه الانتخابات الجزئية على حساباتهم وأغلفة المجموعات الفايسبوكية التي يديرونها معلنين للعلن دعمهم لممثلهم في وقت تفرغ فيه ساسة المصباح لاقتحام جبهة البوادي لمنافسة "التراكتور" الذي يتضح أن عجلته الكبيرة والصغيرة لم تقدم الإضافة للبوادي التي ينحدرون منها ما يرجح العصيان داخل مجموعة من المواقع بالبوادي، حيث أن القادم من منطقة امزاب ورئيس الجماعة الحضرية لمدينة ابن احمد عن حزب المصباح متسلح بدوره برصيد حزبه من مناضليه وفعالياته الجمعوية التي تؤمن إلا بالولاء الحزبي "احفظ واعرض" على حد قول زعيمة حزب اليسار.
في ذات السياق، كشفت الساعات الأولى من الحملة الانتخابية الجزئية التي تشهدها دائرة سطات، أن حزب العدالة والتنمية يسعى إلى تدارك أخطائه في الانتخابات البرلمانية السابقة بالتركيز على الجماعة الحضرية لسطات، في وقت أهملوا فيه باقي المجالات المكونة للخريطة الانتخابية للإقليم، ما جعلهم يغيرون من خطتهم بالهجوم على معاقل الأحزاب المنافسة وفي مقدمتها الأصالة والمعاصرة. ويحاول الحزب الحاكم في دعايته التركيز إنجازات وإصلاحات حملوها أثناء تدبيرهم لبعض الجماعات، إضافة لمشاريع أخرى لمؤسسات قطاعية ومجالس أخرى يركبون عليها للوصول إلى مفتاح المقعد الشاغر.
حزب الجرار الذي يعول على قلاعه بالقرى محاولا استمالة بعض المستشارين من جماعات مختلفة لضخ أصواتهم لصالح مرشحه الذي لم يكن معروفا بالإقليم قبل أن يظهر اسمه بشكل قوي ضمن لائحة المنافسين على المقعد الشاغر ليس لخبرته الانتخابية ولا لمساهمته في ضخ دماء جديدة بالإقليم بل لكون ظهره مدعوم جيدا بالعجلة الكبيرة الخلفية للجرار والتي كشفت التجارب السابقة أنها باتت متمرسة على صنع الفارق بسرعتها النهائية وتعبيد الطريق بمختلف الوسائل نحو المقعد الشاغر.
في الضفة الثالثة يتموقع رئيس المجلس الاقليمي بسطات بلون الميزان، هذا الأخير الذي تحدوه رغبة جامحة للظفر بالمقعد ويعوض خسارة حزبه الذي مني بها بعد قرار المجلس الدستوري، متسلحا بحزمة من القرارات والمشاريع التي تبناها على رأس المجلس الاقليمي وجولاته الماراطونية بالعديد من الجماعات القروية وحتى الحضرية منها والتي توجت بعقد شراكات وإنشاء مرافق وغيرها، وهي الانجازات التي يعتمد ممثل الميزان لتكون شفيعا له غدا أمام خروجه في مواجهة المواطنين خلال حملته الانتخابية، حيث أنه يحاول إثبات الذات وتأكيد وتعزيز تموقعه وحضوره القوي داخل الخريطة السياسية للإقليم بعدما كون له جبهة من المتتبعين بجل الجماعات الترابية للإقليم نظرا لكم المشاريع التنموية التي أشرف على إدارتها وخروجها لحيز الوجود باسم المجلس الإقليمي، ومراهنا كذلك على عدم تصويت الناخبين على مرشح حزب المصباح والجرار كعقاب للحكومة وممثليهم بسطات الذين ميز مدة تدبيرهم بالإقليم الحضور الباهت والجمود التنموي.
ويبقى التحدي الكبير أمام مرشحي الأحزاب المتنافسة٬ حسب المتتبعين٬ مدى قدرتهم على إقناع الناخبين من جديد بصدقية وجدية وواقعية برامجهم الانتخابية بالتوجه لصناديق الإقتراع وبالتالي ضمان مشاركة مكثفة على غرار تلك التي شهدتها الانتخابات التشريعية المنصرمة وهو ما ستكشف عنه صناديق الاقتراع في الأيام القليلة القادمة.