مصباح البيجيدي يحترق أمام عراب الجرار.. نتائج انتخابات سطات توضح اندحار المصباح وفوز كاسح للجرار
تبين النتائج الرسمية وكذا الغير رسمية للانتخابات الجزئية بدائرة إقليم سطات عن فوز كاسح لحزب الأصالة والمعاصرة عن طريق ممثله محمد غياث الذي فاز بشكل مريح بالمقعد الشاغر عقب حكم المحكمة الدستورية بإسقاط مقعد الاستقلالي عبد الله أبو فارس، حيث أطاح ممثل الجرار بكل التكهنات التي كانت تشير إلى إمكانية تأثره بممثل حزب المصباح محمد الحراري خاصة داخل معاقله وبالمجال الحضري لمدينة سطات.
وإذا كانت هذه الانتخابات قد كرست تفوق عراب حزب الجرار "العربي الهرامي" وليس محمد غيات بإقليم سطات، الذي تكشف النتائج المحققة لحدود كتابة هذه الأسطر والتي تشير إلى تحصيل الجرار على ما يناهز 23 ألف صوت في وقت حصل المصباح صاحب الصف الثالث على حوالي 7000 صوت فقط، على أن عراب الأصالة والمعاصرة له من الآليات والخبرة في استمالة الناخبين ما يوفر إمكانية فرض تفوقه لصالح أي مرشح ولو كان بنكيران نفسه.
ومما لا شكل فيه أن نتائج الانتخابات الجزئية بدائرة سطات سيعقبها، لا محالة، جدال سياسي نظرا لوجود عدد من الأسئلة العالقة التي تتطلب إجابات مدققة، ومن بينها أكبر الخاسرين ودائماً باحتساب عدد الأصوات المحصل عليها هو حزب المصباح الذي تراجعت شعبيته بشكل مخيف خاصة داخل المدار الحضري مقارنة مع عدد الأصوات المحصل عليها في انتخابات سابقة.
في ذات السياق، فإن العين الفاحصة ترى المخيف في هذه الانتخابات والباعث على القلق والتوجس، وهو نسبة العزوف العارم الذي عرفه الاقتراع، وهو ما يعتبر مؤشراً غير مريحا، حيث لم تصل نسبة التصويت إلا حوالي 17 بالمائة، ما يفرض على النخب السياسية باستثناء عراب الجرار طبعا أن تعود له بشكل دقيق، وتقف وقفة طويلة لتحليله وتحديد أسبابه؛ لأن نسبة المشاركة الرسمية المعلن عنها لم تكن مريحة وتعد ضعيفة جداً.
نسبة من التصويت ضعيفة تشكل قطيعة المواطن مع صناديق الاقتراع، ونوعا من الغضب وعدم الثقة في المنتخبين وبرامج الأحزاب ووعودها، وهو ما يدل على انعدام الثقة في العملية السياسية والانتخابية الحالية بكل شروطها وظروفها وممارساتها وخطابها المتردي الذي شهد به الجميع، وذلك في غياب الضمانات الحقيقية التي يمكن توفرها النخب المرشحة.