معطيات وأرقام حول وضعية التلاميذ المغاربة: تلميذات تمتهن الدعارة وأخريات يتحرش بهن أساتذتهن كما لم يسلم بعضهن من زنا المحارم
من خلال المعطيات التي كشفت عنها الجمعية المغربية للإنصات والتحاور، حول الوضعية النفسية والصحية والمشاكل الاجتماعية التي يتخبط فيها التلاميذ المغاربة، يظهر بشكل جلي أن التعليم في المغرب يعاني من مشاكل عميقة، في ظل نقصان أو غياب الاهتمام بوضعية التلميذ الذي يعتبر العنصر الأساسي في العملية التعليمية/التعلمية، خاصة في الجانب النفسي، فحسب تقرير الجمعية فإنها سجلت طرد 60 تلميذا بسبب سلوكهم العنيف، وفي إعدادية أخرى طُرد أربعة وعشرين تلميذا لذات السبب.
وقالت أمينة باجي رئيسة الجمعية المغربية "إن النّزعة الانتقامية متفشية في أوساط التلاميذ على نحوٍ جد خطير"، في سياق التقرير الذي أعدته الجمعية بناء على جلسات الإنصات للتلاميذ وذويهم، بسبب وجود مشاكل وصفتها بالخطيرة تستدعي التدخل العاجل من طرف المسؤولين عن تدبير القطاع، زادتها تفاقما تجاهل آبائهم لهذا المعطى، وأوضحت أمينة باجي أن "أولياء التلاميذ خصوصا الرجال، لا يستجيبون لدعوات الجمعية بالتحدث إليهم، كما أنهم يرفضون علاج أبنائهم، لأنهم كما قالت هم أنفسهم بحاجة إلى علاج".
وما زاد الأمر "سواء" حسب ذات التقرير الذي قدمت الجمعية خلاصاته، بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيس الجمعية خلال ندوة صحافية في بحر الأسبوع الجاري، هو تفشي الإدمان على المخدرات وإقامة علاقات جنسية تنتهي بالحمل وبالإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا وحتى الإجهاض، حيث قالت رئيسة الجمعية إن "تلميذات تمتهن الدعارة وأخريات يتحرش بهن أساتذتهن كما لم يسلم بعضهن من زنا المحارم"، وأوردت المتحدثة قصة فتاة كان والداها يطلبان منها أن تزودهم بمبلغ مالي كل شهر من أجل أداء رسوم قرض من البنك لشراء بيتهم، إضافة إلى تزويد والدها بشكل يومي بثمن شراء السجائر.
وخلصت الجمعية المغربية للإنصات والتحاور، التي تشتغل في مجال محاربة الهدر المدرسي والإنصات لحوالي 30 ألف تلميذ وتلميذة إلى توفر مجموعة من الشروط المساهمة على الانحراف، أجملتها خاصة في الاضطرابات النفسية المرتبطة بالدرجة الأولى؛ بالخوف والقلق وعدم الثقة بالنفس ووجود ميولات انتحارية لدى البعض، الشيء الذي يدعو إلى دق ناقوس خطر حول واقع ومستقبل المدرسة المغربية، إذا علمنا أن الجمعية وقفت على حالات خطيرة لتلميذات تحملن أمراض منقولة جنسيا، الشيء الذي يسمح بتفشيها في صفوف أكبر عدد، كما روت ذات المتحدثة قصة فتات عملت على إجهاض نفسها ب "مهراز" خوفا من أن يكتشف أمرها والديها.
وإذا كان سابقا قد أقر وزير التربية الوطنية رشيد بلمختار، أن المدرسة فضاء "غير محبوب" من طرف التلاميذ، نفس الشيء ذهبت إليه أمينة باجي التي طرحت السؤال بهذا الخصوص، لتوضح أن السبب حسب تجربة الجمعية راجع إلى كون الإدارة تتميز بالعنف ما يؤدي إلى تنامي النزاعات الانتقامية بين التلاميذ من جهة الإدارة من جهة أخرى، بالإضافة إلى غياب الثقافة الجنسية، الفكرة التي أكدتها رقية الهواري أخصائية نفسية، حيث يلجئ التلاميذ إلى ممارسات جنسية خارج المدرسة في أولى علاقاتهم الجنسية وهو ما يؤدي إلى "عقد" نفسية من الجنس، وبخصوص العلاج فقد اعتبر بارودي محمد، وهو أخصائي نفساني يعمل مع الجمعية أن التلميذ مجرد أن يسمع اسم مستشفى الرازي للأمراض العقلية يتراجع، ويرفض الخضوع للعلاج من الإدمان، وهو ما يفرض إخضاع التلاميذ الذين هم بحاجة إلى العلاج لجلسات من أجل إقناعهم بدخول المستشفى..
{facebookpopup}