الشاب “سليمان” في حوار مكاشفة حول تجربته السياسية قبل دخول قصر بلدية سطات
حل الشاب سليمان إدريسي خضراوي، الذي ليس إلا رجل أعمال ناشط بحاضرة سطات ومستشار جماعي يمثل ساكنتها ضيفا على سكوب ماروك، لتسليط الضوء على اهم الجوانب التي رافقت دخوله السياسة بعد نجاح استثماراته بعروس الشاوية، إضافة إلى مقاربة الجوانب الخفية التي تفرمل وصول الطاقات الشابة إلى مراكز التدبير…
هل تعتقد أن النخب السياسية بسطات التقطت بما يكفي من ذكاء سياسي إشارات العهد الجديد الذي نادى به ملك البلاد؟
إذا وضعنا الأمور في سياقها العام، أظن أن ساكنة سطات، على وعي بالتحديات الراهنة، بالنظر إلى الوضع القائم، حيث نلمس أن هناك رغبة قوية لذى المواطنين للمطالبة بالتغيير، وهو ما جسدته مقاطعة العديد الكبير منهم لاستحقاقات 8 شتنبر المنصرم، نتيجة اضمحلال الثقة مع الفعاليات السياسية السابقة من جهة، وخروج الشباب لتقديم ترشيحهم السياسي كبديل منتظر، ما يجعل النخب السياسية في محك مباشر مع “المنطقين” على قاعدة “الحاجة تحدد الإستراتيجية” وهذا يكفي لإعطاء صورة واضحة أن الوضع المعاش لا يبشر بالخير، وهو ما قاد النخب السياسية الناشئة إلى جلب تزكيات حزبية بقيادة شبابية، تمكنت من نيل حصتها من المقاعد في التدبير أو المعارضة بجوار شيوخ السياسة، الشيء الذي يقدم إشارات قوية لاستشراف معالم المجالس القادمة.
هل أنت متفائل بإمكانية التغيير مع الجيل السالف وخلفه الذي أفرزته استحقاقات 8 شتنبر المنصرم؟
نحن مطمئنون في هذا الباب، خاصة أن الناخب السطاتي بات يدرك جيدا جسامة الثقة التي وضعها لدى الأحزاب السياسية من خلال مرشحيه. هذه الثقة، تفرض توفر المرشح على الأخلاق الحميدة، الكفاءة العلمية والتجربة في إدارة الاعمال التي تخوله الإسهام بشكل فعال في التنمية المحلية، بدل الاعتماد على نفس الوجوه التي ترددت على المجالس المنتخبة ولم تقدم الجديد لكون أدائها موسوم بالحدودية، ورؤيتها للأمور لا تتجاوز أنامل أرجهم أو حدود مكتبهم، ما سيثمر لا محالة نفس نتائج الولايات التدبيرية السالفة، إن لم نقل أقل منها.
كيف للمجتمع المدني أن يلعب دورا في تنمية سطات، خصوصا مع تراجع دور الفاعل السياسي في أداء واجباته المرتبطة بدفع عجلة التنمية المحلية؟
طبعا، للمجتمع المدني دور مهم في الدفع بعجلة التنمية المحلية، بالنظر إلى الفاعلين المحليين: أولا القطاع العام والذي يتجسد في الدولة والقطاعات الحكومية، ثانيا القطاع الخاص الذي يتجلى في المقاولات والشركات بأنواعها، حيث نجد هناك عنصر ثالث وهو المجتمع المدني ،هذا الأخير ما زال ينظر إليه في خانة الدور المكمل وهو ما يتضح جليا في الدور التي تقوم به جمعيات المجتمع المدني، فالجمعيات لعبت دورا مهما في السنوات الأخيرة في التنمية البشرية والمحلية، كما أن معظم النخب الشابة التي أفرزتها انتخابات 8 شتنبر هي نتاج هيئات جمعوية.
ما هي الرسالة التي توجهها لشباب سطات الذين تنتمي إليهم؟
لا يختلف اثنين على أن الشباب ساهم بشكل كبير في خلق دينامية جديدة بمدينة سطات، وضخ دماء جديدة في محرك السياسة، بل تحكم في كواليس التحالفات التي أفرزتها استحقاقات 8 شتنبر المنصرم، ما يفسر الإدراك السياسي لشريحة واسعة في المجتمع الشبابي.
رسالتي إلى الشباب بمدينة سطات هي ضرورة الانخراط بقوة لتحفيز المواطنين على المشاركة في السياسة، وإعادة الثقة في الحقل السياسي، ولمواجهة قوى العدمية والشعبوية التي تريد أن تبقى مسيطرة على كراسي التدبير معمرة في مواقعها دون أن تنعكس أقدميتها السياسية على تطلعات المواطنين، وبالتالي فمن الضروري مشاركة الشباب في العمل السياسي حتى يتسنى لجيل جديد مفعوم بالطاقة والحيوية في بناء بلد ديمقراطي قادر على مسايرة التحولات الحديثة.
ما هو تقييمك لمقاربة النوع في الممارسة السياسية وخاصة في الفئات الشابة؟
أمام تنامي الحركة الشبابية بصيغة المؤنث التي تريد اقتفاء أثر الحركة النسائية من أجل تحقيق مطالبها المتعددة. ويعكس هذا تعدد وتوالد الإطارات الشبابية، ومحاولة تلمسها احتياجات الشباب وصياغة مطالبه وخوض حملات ترافع من أجل تحقيق هذه المطالب، أمام عقلية ذكورية كلاسيكية تجسد احتكار السلط، تتجسد ميدانيا في غياب التمثيلية النسائية في المجلس المسير لعروس الشاوية، ما يجعل رسالتي بالمانشيط العريض أن يكون الشباب واعيا ومسؤولا.
واعيا بالإكراهات التي تحول دون تحقيقه حلمه في الوصول لمراكز التدبير، مؤمنا أن حقوقه لن تتأتى إلا عبر الترافع والمشاركة السياسية، فربما تعتبر النخب السياسية المعمرة أن الحركة الشبابية ستزيحهم بعيدا على التدبير، وهذا خاطئ، على اعتبار أن الرؤية المتنورة تقتضي الاحتفاظ بالسلف كتراث يؤرخ لفترة معينة من التدبير داخل حاضرة الشاوية، مع فسح المجال للطاقات الشابة لحمل المشعل.
يتبع…