بحيرة البطوار بسطات .. معلمة سياحية تتحول إلى أطلال كئيبة

بحيرة البطوار بسطات .. معلمة سياحية تتحول إلى أطلال كئيبة

عرفت عند السطاتيين ببحيرة البطوار أو القنطرة الخشبية أو بحيرة الأسماك، تتواجد بين المركّب الرياضي وحي البطوار، كانت منتجعا سياحيا وترفيهيا نوعيا بالمدينة، حيث كان يتوفر على مرافق للعب الأطفال ومقهى ومناظر طبيعية موزعة عبر مساحة تقارب 6 هكتارات، ولا يمكن لأي ضيف أن يغادر المدينة دون أن يصطحبه أهلها إلى زيارة تلك البحيرة المغرية بمياهها الصافية المليئة بالأسماك وطيور البط، حيث كان الأطفال يحملون قطع الخبز ويقدمونها غذاء لتلك الأسماك.

البحيرة اليوم جفت، باستثناء مياه الأمطار الراكدة الملوثة، والأسماك ماتت، والبط انقرض، وتحول الفضاء إلى مزبلة ومسرح للحيوانات، في منظر يثير الشفقة والتحسر على الماضي، حيث الكلاب الضالة والبهائم ترعى والجدران مهدمة والقنطرة الخشبية أتلفت وأعمدة ألعاب الأطفال صدئت والمقهى امتلأت بالأزبال وحوّلها المارّة إلى مرحاض لقضاء الحاجة.

الوعاء العقاري كسّر الطموحات

كانت بحيرة البطوار معلمة سياحية، ومكانا للمواهب الفنية وإقامة السهرات، وملتقى لمواعيد الأصدقاء والأهل والأحباب، ومتنفسا لقضاء نهاية أسبوع ممتعة، حيث كان يقدر عدد زوارها بالمئات يوميا.

الزعيم بودراع، أول المستثمرين بالبحيرة، في حديثه لهسبريس، عادت به الذاكرة، في ألم وحسرة، إلى سنة 1987، تاريخ بداية المشروع، حيث أورد أنه بعد توثيق عقد كراء بينه وبين بلدية سطات، قام بتجهيز البحيرة، وذلك بتسييجها وتزويدها بالأسماك والبط وإحداث قنطرة خشبية تربط بين ضفتيها وبناء مقهى لاستقبال الزبناء، باعتبار المكان المتنفس الوحيد لأبناء مدينة سطات آنذاك.

وأضاف بودراع أنه سافر إلى اسبانيا من أجل نقل تجربة نوعية تتعلق بألعاب الأطفال، حيث جرى قبول طلبه من طرف الشركاء الإسبان، إلا أن الزعيم اصطدم بالوضعية الملتبسة للعقار، موضحا أنه عند إعداد ملف إداري وتقني يخص البحيرة، اكتشف أن الوعاء العقاري ليس في ملك بلدية سطات التي أبرمت معه العقد، بل يعود إلى مجموعة من ذوي الحقوق، وهو الأمر الذي أوقف طموحاته من أجل الاستمرار في تطوير مشروعه، مشيرا إلى أن العائق نفسه وقف أمام مستثمرين أجانب حلوا من إيطاليا لإحياء المشروع.

وقدر المتحدث الخسارة التي مني بها بسبب تهيئته حديقة البحيرة، بمائة مليون سنتيم منذ ذلك الوقت، ليتوقف المشروع منذ سنة 1997 إلى الآن.

وعد بإعادة التهيئة

وعد المجلس البلدي لمدينة سطات، من خلال تصريح سابق لرئيسه، بالالتزام بتهيئة بحيرة البطوار وإعادتها إلى سابق عهدها، إلى جانب ثلاث ساحات عمومية أخرى، وفق مواصفات تقنية متميزة، في إطار برامج التنمية الحضرية للمدينة، حيث إن مكتب الدراسات أنهى دراسته لبحيرة البطوار، في انتظار عرض نتائجها على المجلس البلدي من أجل المصادقة والتنفيذ، وذلك بإعادة ملء البحيرة من جديد وتجهيزها بحدائق خضراء، وملعب لكرة القدم وفضاء للأطفال، وإعادتها إلى حالتها الطبيعية السابقة.

التهيئة نفسها ستعرفها بحيرة المزامزة بعد التعثّر الذي عرفته الأشغال طيلة السنوات الست الأخيرة، حيث جرى إدخال مشروع تهيئتها إلى إستراتيجية التنمية الحضرية لمدينة سطات، والتي سيتم إنجازها خلال هذه الفترة الانتدابية للمجلس، وذلك بتجهيز البحيرة بالكراسي وتزويدها بالأسماك ومرافق ترفيهية أخرى.