ربورطاج: نساء كسرن جدار الصمت والجهر بحقيقة التحرش الكاتم للصوت من مسؤولين كبار في كراسي السلطة

ربورطاج: نساء كسرن جدار الصمت والجهر بحقيقة التحرش الكاتم للصوت من مسؤولين كبار في كراسي السلطة

حين تسقط النسوة كبار الحكام من عروشهم، يعتبرون الواقعة لعبة من ألاعيب النساء، ويصنفونها في خانة كيد النساء، وحين تتعرض المرأة لكل أشكال الاستغلال والظلم من طرف رجال السلطة، يذكرنا أهل الفقه بسطوة الرجل ويعيدون على مسامعنا حكاية «الرجال قوامون على النساء». وعندما تقرر المرأة كسر جدار الصمت والجهر بحقيقة التحرش الكاتم للصوت، تدان بتهمة إعداد وكر لممارسة الرذيلة أو التحريض على الفساد، وذلك أضعف الاتهام. في كتابها «توأم السلطة والجنس» تناولت الكاتبة المثيرة للجدل نوال السعداوي، العلاقة القديمة بين السلطة والجنس، وقالت إنها «نشأت منذ انقسام البشر إلى حكام ومحكومين وإلى نساء ورجال، منذ ما سمي في التاريخ النظام العبودي أو الطبقي الأبوي، حيث كان الرجل هو صاحب السلطة والنسب والأملاك التي تشمل النساء والأطفال والماشية والأرض». في هذا الملف سيرة نساء تمردن على الصمت، وخططن للإيقاع برجال مدججين بالسلطة، متحملات لكل مضاعفات الغارة، تبدأ القضية بنزوة جنسية عابرة وتنتهي بعناوين صادمة في مانشيطات الإعلام، مقرونة بعبارة «فضيحة». أسقط الحب الممنوع كثيرا من الحاكمين المالكين للسلطة بمختلف تلاوينها، ووصل الأمر إلى حد الإطاحة برجال السياسة الذين أعلنوا حصانتهم ضد عاديات زمن أصبحت فيه الفضيحة قابلة للتدويل بمجرد نقرة على كلمة «بارطاجي» في الفضاء الإلكتروني الأزرق. من سوليكة اليهودية إلى سهام نوال مروضة قائد الدروة، ترصد «الأخبار» حكايات نساء أطحن برجال السلطة وأنهين مسارهم على نحو فاضح، وتعيد قراءة مشاهد الإجهاز على شخصيات أشداء في مكاتبهم رحماء في أسرتهم.

إعدام اليهودية سوليكة بتهمة الردة
تقف نساء اليهود طويلا أمام ضريح لالة سوليكة بالمقبرة اليهودية بفاس، يذرفن دموعا غزيرة على القبر ومنهن من تنهار أمامه، حين يسترجعن حكاية هذه الولية التي صدر في حقها حكم الإعدام وفصل رأسها عن جسدها وعمرها لا يتجاوز 17 سنة، فقط لأنها فضحت نزوة حاكم.
اختلف المؤرخون في تسمية هذه الولية اليهودية، هناك من يفضل اسم لالة صليحة وهناك من يطلق عليها اسم لالة زوليخة ولكن الراجح هو اسم لالة سوليكة. إلا أن أغلب الكتابات التاريخية أجمعت على قصة الحب التي جمعتها بشاب مسلم، وإن اختلفت في بعض الجزئيات البسيطة للقصة.
في سنة 1817 ولدت سوليكة هاتشويل من أب وأم يهوديي الديانة كانا يقيمان في طنجة، ترعرعت الطفلة في كنف أسرة تنشط في مجال التجارة، وحين اشتد عودها وأصبحت فاتنة الجمال تحولت إلى حديث المجتمع الرجالي بالمدينة، بل وارتبطت وعمرها 14 سنة بشاب مسلم يكبرها ببضع سنوات وينتمي بدوره إلى عائلة عريقة تدعى الطاهرة، وهو شقيق صديقة سوليكة وعلبة أسرارها وقريب حاكم طنجة وواليها.
ذات يوم اندلع خلاف بين سوليكة وأمها التي كانت تحذرها من عواقب الزيارات المتكررة لمنزل الطاهرة، بعد أن استنشقت نسائم علاقة ود تنسج في الخفاء بين العائلتين، إلا أن سوليكة رفضت مصادرة حقها في زيارة صديقتها، بل إن هذا الخلاف العائلي دفع العشيق إلى تقديم مقترح الزواج من سوليكة شريطة تخليها عن ديانتها اليهودية واعتناق الدين الإسلامي، لكنها رفضت تغيير ديانتها.
في ظل هذا المأزق، عمد شقيق الفتى الولهان إلى استئجار شهود قدموا شهادة مزيفة في حق الشابة اليهودية، وحرروا محضرا يؤكدون من خلاله معاينتهم اعتناق سوليكة الديانة الإسلامية طوعا ودون أي ضغط، وأنها رددت الشهادة مفتاح دخول الإسلام. لكن سوليكة رفضت هذه التمثيلية وأصرت على الإبقاء على دينها، وهو ما جعلها مهددة بتهمة الردة، على اعتبار المحضر المزور. ولأن عاقبة الردة القتل فإن والي مدينة طنجة راسل السلطان مولاي عبد الرحمن في النازلة طالبا منه فتوى تنهي المشكلة التي هددت التعايش الإسلامي اليهودي في المنطقة. أحال السلطان القضية على قاض بفاس يدعى محمد بناني ملم بالشؤون الدينية، الذي لم يجد بدا لاستخلاص براءة الفتاة إلا بنفي الردة والقول أمام الحاضرين بأن الإسلام دينها.
في صبيحة أحد أيام سنة 1834، جيء بسوليكة مغلولة القدمين واليدين لتقول شهادتها أمام القاضي في حضرة السلطان، التقطت أنفاسها وصرخت: «ولدت يهودية وعشت يهودية ثم سأموت يهودية لن أغير عقيدتي ولن أستبدل ديانتي حتى ولو منحوني ذهب الدنيا كلها». أصدر القاضي حكما يقضي بسجن سوليكة ومنعها من الأكل إلى أن تقر ببقائها على دين الإسلام. بينما كان اليهودي السرفاتي يرسل لها الطعام سرا إلى السجن. وحين تبين للجميع إصرارها على الاعتقال مهما كلفها الأمر، تقرر إعدامها في عيد ميلادها وقطع رأسها في سوق أسبوعي أمام الجميع، ثم حرق جسدها تنفيذا لقرار المحكمة.
وتقول الروايات التاريخية أنه أثناء قطع رأسها رمى يهودي يدعى رفائيل قطعا من الذهب في السماء فانشغل الجميع بجمعها مما مكنه من سرقة الجثمان ودفنه في المقبرة اليهودية بالملاح قبل حرقه. ليصبح مزارا يحمل اسم «الصديقة سوليكة»، وهي الدراما التي استلهم منها الكثير من الكتاب رواياتهم.

ليلى الفاسية التي خططت لتصفية الكومسير الطويل
زرع «الكوميسير» السياسي أحمد الطويل الرعب في سكان الدار البيضاء، المسيسين وغير المسيسين، وكان يباشر انطلاقا من الدائرة الأمنية السابعة بدرب البلدية غاراته على المواطنين، ويمارس الاختطاف السياسي في بداية عهد الاستقلال قبل أن يكون لسنوات الرصاص ذكر في كتب التاريخ.
كان الرجل يتأبط رشاشه ويصر على تصفية كل من نظر إليه بعين وتقاسيم غضب، مع مرور الأيام تجاوز الرجل اختصاصته وأصبح يبيح لنفسه السفر خارج الدار البيضاء، بحثا عن الضحايا ويقضي لياليه الحمراء في محلات اللهو ورشاشه فوق فخذيه، ومن بين الضحايا، كانت هناك نساء متزوجات وفتيات قاصرات، تعرضن لاختطاف في الشارع العام، وتم اقتيادهن إلى أماكن سرية ليتم الاعتداء عليهن جنسيا.
لكن النقطة التي أفاضت الكأس، كانت عندما تعرضت بعض الفتيات الفاسيات للسيناريو ذاته على يد أحمد الطويل، واشتكى أولياء أمورهن هذا الأمر لبعض المقربين من الدوائر العليا، ليدور حديث خافت في الكواليس، وتصل أخبار ممارسات أحمد الطويل إلى مدير الإدارة العامة للأمن الوطني، ويتقرر إيقافه نهائيا عن العمل، بعد أن راجت أخبار مسؤوليته عن عمليات اغتصاب تعرضت لها سيدات من أسر فاسية معروفة. تأخر قرار إقالة الطويل وقررت ليلى بناني الفاسية التخطيط لتصفيته، ووضع حد لحياة أحمد، لأن أسر الضحايا كانت تخشى الفضيحة بالمثول أمام القضاء.
عندما قال أحمد البخاري، الضابط السري، على صفحات جريدتنا، إن أحمد الطويل هو المسؤول عن مقتل الشابة المغربية، ثريا الشاوي، تساءل الكثيرون عن مسار هذا الرجل الذي كان برتبة «كوميسير» أواسط الخمسينات، وكيف استطاع أن يتسبب في مقتلها، بعد أن أصبحت هذه الشابة أول سيدة عربية تقود طائرة في الجو، لكنها ظلت تشكو من مضايقات أحمد الطويل الذي قرر الانتقام منها عندما رفضت عرض الزواج منه، فتدبر أمر قتلها، في فاتح مارس سنة 1956.
رغم أن ليلى هي التي دبرت مخطط التصفية بتنسيق مع الإدارة العامة، إلا أن منفذي المخطط كانوا من زملاء الطويل، وتحديدا الدكالي الملقب بـ«لامتراييت»، حيث أفرغت في صدر الطويل كمية من الرصاص عند ملتقى شارعي الحسن الثاني وعبد المومن إثر كمين مدروس من فاس زكاه أمن الدار البيضاء.

حليمة.. أعدمت ثابت وأجهزت على كوميسارية عين السبع
رغم مرور أزيد من 22 سنة على إعدام الكومسير محمد مصطفى ثابت، إلا أن القضية لازالت تستأثر باهتمام إعلامي، كلما طرح موضوع الهوس الجنسي لرجال السلطة، سيما وأن محاكمة الرجل اعتبرت «محاكمة القرن». أعدم الرجل بسرعة وأريد لملفه أن يطوى قبل أن يتمخض فيلد فواجع أخرى، وحدها سيارته المرسديس زرقاء اللون ظلت جاثمة في المحجز البلدي للحي الحسني تنتظر حكما بالإعدام كسرا.
كشف العميد السابق مصطفى بن مغنية الذي أدين في نفس الملف، وقضى سنوات في المعتقل قبل أن يتلقى عفوا ملكيا، عن السيدة التي فجرت القضية، وقال في حوار صحفي إن امرأة تدعى «حليمة لام» قد طرقت مكتبه في شهر رمضان وهو حينها رئيس للشرطة القضائية بأمن عين السبع الحي المحمدي، «أخبرتني أنها تعرضت للاغتصاب من قبل رجل قدم نفسه على أنه الحاج حميد ويشتغل في إيطاليا، ثم ادعى أنه شرطي، وقادها رفقة صديقتها إلى شقته حيث اغتصبها، وصور لها شريطا. ما حدث هو أنها بعد ممارسة الجنس، غادرت الغرفة إلى الحمام، وعادت لتجد «حميد»، يعيد مشاهدة شريط العملية الجنسية. فاستفسرت عن سبب تصويره لها، فأجابها: أعجبتني. إذا جئت إلي في يوم العيد سأسلمك الشريط، إذا لم تأت سأبيعه».
لم يكن العميد يعلم بأن الجاني هو الحاج ثابت، لكن شرطة الأخلاق العامة وبعد مرافقتها للمشتكية اكتشفت أن الأمر يتعلق بشقة ثابت رئيس الاستعلامات العامة بنفس المنطقة الأمنية، علمت حليمة قبل مغادرة الدائرة الأمنية أن حميد مجرد اسم حركي لكومسير آخر، لكنها أصرت على تحرير محضر، وتم إشعار وكيل الملك بالموضوع.
جيء بحليمة من بيتها إلى مكتب رئيس الأمن أوعشي، وطلب منها التنازل عن القضية، لكنها طالبت بدورها بمهلة للتفكير، استغلتها في البحث عن محام وعرض القضية على القضاء. أزيح بن مغنية من طريق القضية لكنه وجد نفسه فجأة متهما بإتلاف المحضر، وبعد أيام أخذت القضية منحى آخر انتهى بوضع القيادة الأمينة لعين السبع في السجن، وإعدام العميد الشبق، أما السيدة مفجرة القضية فعجزت عن جمع توقيعات عشرات النساء أمثالها اللواتي نمن في حضن الكومسير.

رقية أبوعالي.. مروضة القاضي والدركي
مرت أزيد من 16 سنة على قضية رقية أبو عالي، المرأة الزيانية التي رفضت الخضوع لـ«نزوات دركي» بقرية تيغسالين بمدينة خنيفرة، كان يلقب بـ«شارون»، فتم اعتقالها هي وأفراد أسرتها بتهمة الاتجار في المخدرات لمدة ستة أشهر.
حين غادرت رقية السجن طلبت موعدا مع «شارون» حيث أوهمته بتطبيع العلاقات مع السلطة، والعمل على تنفيذ طلباته لتتمكن من تسجيله عبر شريطين صوتيين يعترف فيهما بفبركة التهمة لها ولأسرتها عقابا لها، غير أن «شاورن» سارع لفبركة تهمة أخرى لها لتزج رقية وشقيقها مرة أخرى بالسجن دون أن تأخذ المحكمة الشريط الصوتي بعين الاعتبار، لكنها برأتها من التهمة وسجنت أشقاءها.
دخلت القضية منحى آخر، إذ تلقت عرضا من أحد القضاة الذي دعاها لممارسة الرذيلة، فأصبحت عشيقته التي لا غنى عنها لمدة ثلاث سنوات في شقته بمدينة مكناس، بل كان يهددها بإنزال أحكام قاسية في حق أسرتها إذا قررت التخلي عنه. وحين حملت منه أمرها بإجهاض ما في بطنها مما زاد من رغبة الانتقام لدى رقية.
صورت ابنة تيغسالين شريط «فيديو» يتضمن اعترافات القاضي، خريج كلية الشريعة، وهو مجرد من ملابسه، بشأن تزوير الملفات والمبالغ المالية التي تلقاها عن طريق الإتاوات والرشاوى، بل إن الشريط كشف أسرار زملائه في «العدل». تم تسريب المشاهد لبعض الصحف، وعلى الفور عزلت الوزارة القاضي، في ما زج برقية في السجن مرة أخرى. وصلت القضية إلى البرلمان ودافع محمد بوزوبع، وزير العدل آنذاك، بشدة عن القاضي المتهم، خلال جلسة لجنة العدل والتشريع بمجلس المستشارين، بينما خرجت رقية من القضية بجرح نفسي غائر، ورضيع ظلت تخوض من أجله معركة إثبات النسب.

هدى تدفع وزيرا بلجيكيا إلى الانتحار
وضع ستيف ستيفارت، وهو وزير دولة سابق ورئيس للحزب الاشتراكي الفلاماني سابقا، حدا لحياته غرقا في بركة مائية شمال شرق بلجيكا، بسبب تداعيات قضية تورط فيها، حيث تتهمه شابة من أصول مغربية بالشطط في استعمال سلطته واستغلالها جنسيا. وأفادت صحيفة «لوسوار» البلجيكية أن الوزير البلجيكي السابق «ترك معطفه ودراجته بالقرب من قناة الصرف المائي، قبل أن يلقي بنفسه وسط النهر، ما دفع بأصدقائه من سياسيي الحزب الفلاماني إلى إعلان اختفائه طيلة اليوم، قبل أن يتم الإعلان عن العثور على جثة رجل في عقده الخامس تبين أنه ستيفارت».
وحسب ذات الصحيفة فإن إقدام المسؤول البلجيكي على الانتحار غرقا، جاء بعد أن قررت محكمة بروكسيل إدانته بتهم «الاغتصاب، والتحريض على الفساد، والشطط في استعمال السلطة».
تعود أطوار هذه القضية التي أطاحت بمستقبل الوزير البلجيكي وأنهت حياته بطريقة تراجيدية، إلى يناير 2011 عندما أقام المسؤول ذاته علاقة جنسية عابرة مع شابة من أصول مغربية تدعى «هدى.أ»، التي كانت تعمل رئيسة لخلية التواصل بإحدى الشركات الكبرى، قبل أن تتحول علاقتهما إلى تراشق بالاتهامات ببث تسجيلات تصور ممارساتهما، والابتزاز بالمال.. وبعد أن مرت سنوات على حادثة «الاغتصاب» وفق رواية هدى المغربية، تأثرت فيها بمعاملة المسؤول البلجيكي إلى حد أنها تعرضت لصدمة نفسية جعلتها تغادر وظيفتها.
بعد مرور سنتين من الانتظار قدمت هدى شكاية ضد الوزير البلجيكي، قالت فيها إن ستيف ستيفارت كان يلاحقها بعد أن التقى بها في مناسبة خاصة، وكان يقول لها بأن زوجته مريضة، ولا يمكنه تطليقها، وبأنه يرغب في علاقة جنسية سرية. وتحدثت هدى في حوار مع «لوسوار» عن «العلاقات الخطيرة للوزير البلجيكي السابق، وقصص المال الفاسد، واحتكاكه بأشخاص مشبوهين، مبرزة أنها فوجئت بهذا المسؤول يتهمها بابتزازه بغية الحصول على مبلغ مالي، وتهديده لها بتسجيلات لقاءاتهما الجنسية».

ابنة وادي زم تطيح بوزير أردني وداعية مصري
قادنا تحقيق صحفي إلى تعقب خيوط «أرناك وادي زم» تلك المدينة الراقدة عند قدم هضبة الفوسفاط في منطقة تادلة، هناك اكتشفنا حكاية الفتاة التي أسقطت مفتيا سابقا للجمهورية بمصر، عن طريق الابتزاز. حيث تتحدث التقارير الأمنية عن وجود أزيد من 63 شخصية مصنفة في خانة ضحايا النت، لكن شباب المدينة يؤكدون أن العدد يفوق هذا الرقم بكثير، وأن عدد المشتغلين في هذا «القطاع» يصل إلى 1742 أغلبهم شباب مارسوا «الشات» بغاية الابتزاز وجلب المال من كائنات تريد أن تؤدي ثمن غلطة العمر نقدا من زبائن أغلبهم من دول الشرق الأوسط والخليج العربي.
حين ضربت إحدى الوادزميات وتدعى «ميمونة» شخصية نافذة في الحكومة الأردنية وأجبرته على التعري أمام الحاسوب، هرع وزير الثقافة في بلد «النشامى» إلى سفارة المغرب في عمان التي راسلت الخارجية وقدمت بيانات حول شابة تتحدر من وادي زم جرت شخصيات سياسية واجتماعية نحو الرذيلة الإلكترونية، مما حرك البحث ودفع العديد من الشبان إلى إخفاء «أداة الجريمة» ومقاطعة خيوط الشبكة العنكبوتية والتخلص من عناوين وصور ووصولات استخلاص عملة أجنبية.
وفي حي الشهداء بوادي زم، يتحدث شباب المدينة عن «أرنكورة» لعبت دور فاتنة مفبركة، خاصة مع داعية إسلامي قالت عنه «جا يضحك ندمتو، شاف الفيديو وهو يلوح حوايجو والتسبيح وبدا يصيح بصوت شهواني غير مفهوم». كما قالت «وحين تبين لي أن الرجل الواعظ استجاب لكل رغباتي طالبته بممارسة العادة السرية ففعل، قمت بتسجيل هذا الصيد الثمين، أنهيت التصوير بعد أن بلغت قصدي ووضعت على الشريط اسم «اللحية»، وبعد دقائق أخبرته عبر النقل المباشر للواقعة وأكدت له وقوعه في ما هو محرم وأن كل الحركات الجنسية الخليعة التي قام بها قد تم تسجيلها، وأوضحت له بأنني لست فتاة لبنانية كما أوهمته في البداية».
نفس السيناريو حصل مع داعية مصري، وحين انتهت من «القناصة» أشعرته كالعادة بالحقيقة وأرسلت له الشريط ومعه رقما هاتفيا فشرع في البكاء، فطلبت منه أن يصلي مائة ركعة فأقسم بأغلظ الأيمان أن يقضي الليلة في الصلاة وطلب المغفرة.

سهام تكشف عورات قائد الدروة في غرفة النوم

بدأت أولى خيوط النكبة لبداية الموسم الدراسي الحالي حين كانت سهام نوال تلتقي صدفة بقائد الدروة الحسين العربان أمام بوابة روض للأطفال كان يدرس فيه ابن القائد وابنة البائعة سهام، التي قالت إن القائد كان يرسل إليها نظرات غير بريئة. شاءت الصدف أن يلتقي رشيد زوج سهام وزوجته في مكتب القائد بسبب استدعاء ناتج عن مخالفة في البناء، حينها توصل القائد بهاتف سهام ودخل في متاهة الرسائل النصية التي أفضت إلى مغامرة غير محمودة العواقب.
ترجع القضية إلى فبراير الماضي، حين تبادل القائد مع زوجة رشيد الود هاتفيا، وهو ما تطور إلى تحرش بسيدة اتهم زوجها بالبناء دون ترخيص، قبل أن تستدرجه للبيت بدعوى عدم وجود زوجها الذي كان يضع كمينا للقائد، حيث وثق الزيارة بشريط فيديو يدعم ادعاءات انتهاك حرمة بيت والتحرش، وهو الشريط الذي جرى تسريب مقاطع منه، مؤخرا، على صفحات مواقع التواصل الاجتماع.
واكبت «الأخبار» عبر مراسلها في برشيد ما بات يعرف بقضية «قايد الدروة» الذي ظهر في شريط فيديو بدون ملابس داخل غرفة نوم امرأة متزوجة، من أولى خيوط الملف إلى إصدار وزارة الداخلية قرارا بالتشطيب على «القائد» الحسين عربان من صفوف رجال السلطة، بعد مثوله صباح الثلاثاء الماضي أمام المجلس التأديبي للوزارة.
ويأتي صدور قرار وزارة الداخلية بعزل رجل السلطة، في الوقت الذي كان المفتش العام لوزارة الداخلية قد حل بمقر عمالة إقليم برشيد، برفقة إطارين من المفتشية العامة، «حيث باشروا فور وصولهم عملية التدقيق في محتويات ملف رجل السلطة المعزول، واستمعوا إلى مسؤولين بالإدارة الترابية بإقليم برشيد، للوقوف على كل كبيرة وصغيرة في هذا الملف»، الذي وصل صداه إلى قنوات أجنبية.
بموازاة مع قرار مفتشية الوزارة، قررت هيئة القطب الجنحي التلبسي بالمحكمة الابتدائية ببرشيد، إلى 25 من أبريل الجاري، في انتظار صدور قرار محكمة الاستئناف في الطعن المتعلق بعدم الاختصاص، كما رفضت هيئة المحكمة ملتمس السراح المؤقت الذي تقدم به دفاع المعتقليْن، الزوج وصديقه.
ومثل «قائد» الملحقة الإدارية ببلدية الدروة أمام قاضي التحقيق، حيث حضر جلسة التحقيق التفصيلي حول جنحة التحرش الجنسي المنسوبة إليه وفق المتابعة من قبل الوكيل العام للملك باستئنافية سطات. في الوقت الذي قامت فيه السلطات الإقليمية ببرشيد بنزع سيارة المصلحة ووضعها رهن إشارة عمالة برشيد. وكانت عناصر المركز القضائي للدرك الملكي ببرشيد قد استمعت إلى القائد المعني، وأجرت مواجهة بينه وبين زوجة أحد الأشخاص في فبراير الماضي، تنفيذا لتعليمات الوكيل العام للملك باستئنافية سطات.

سقطت الحصانة فاعتقل مغتصب مرشدة وزارة الأوقاف
حين كان أهل السياسة منشغلين بانتخابات مجلس المستشارين، كانت محكمة الاستئناف بالرباط تنهي تفاصيل قضية شغلت الرأي العام في عين عودة وما جاورها، وقضت بتأييد الحكم الابتدائي القاضي بحبس المستشار البرلماني ورئيس جماعة عين عودة سنة واحدة حبسا نافذا ودفعه تعويضا ماليا قدره 150 ألف درهم لفائدة الموظفة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المطالبة بالحق المدني، بعد أن استوفى ملف التهمة «الاغتصاب الناتج عنه افتضاض البكارة» شروطه بعد أن ظل منذ صيف 2009 يجوب ردهات المحاكم ومخافر الدرك.
بعد ست سنوات من المداولة القضائية، سقط سور الحصانة الذي كان يؤجل المحاكمة العادلة، حيث كانت الضحية تملك نفسا طويلا مكنها من متابعة القضية إلى آخر رمق، فقد تغير رجال الدرك وانتقل القضاة وموظفو المحكمة لكن المطالبة بالحق المدني ظلت تتابع القضية، بين المخافر والمحاكم ومختبرات الدرك الملكي لانتزاع خبرة طبية «لإثبات أن المتهم هو الأب البيولوجي للمولود بعدما ترتب عن هذا الاغتصاب حمل»، بل إن المعنية استعانت في معركتها مع البرلماني بأشرطة صوتية وتسجيلات هاتفية ورسائل نصية كتبها الرئيس في لحظة نزوة عابرة.
تحفل المحاكم بالعديد من قضايا الاغتصاب، لكن ما يميز هذا الملف عن غيره هو أن المتهم يحمل صفة مستشار برلماني ورئيس جماعة عين عودة، وأن الضحية موظفة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، قسم الوعظ والإرشاد.
حين انتهى الشوط الابتدائي من المحاكمة وإعلان براءة مبدئية للبرلماني، أقام أتباع هذا الأخير حفلا في عين عودة، جعل منه رفاقه لحظة لترويج البراءة وتسويق صفاء النية والسريرة، وحين كان الجميع يرقص على «فوز قضائي» كانت الضحية تهدد بإضرام النار في جسدها أمام خيمة الاحتفال، في ما يشبه أفلام الرعب، وأمام صرخاتها تم اعتقالها وتقديمها أمام قاضي التحقيق بتهمة إهانة القضاء، وهي التهمة التي عرض عليها تقديم اعتذار مقابل سحبها، لكنها رفضت وتشبثت بموقفها. فتبين أن الأمر جد لا هزل فيه، وأن الواعظة تصر على السير بعيدا في قضية حياة أو موت، بل إنها تعرضت لمحاولات تصفية لكنها نجت بأعجوبة من حادثتي سير في عين عودة.
رفعت الواعظة لافتة تقول مضامينها «ثابت عين عودة لا بد أن يفضح»، فانخرط في صفوفها حقوقيو القرية وخصوم الرئيس، ومرشحون كانوا يستعدون لدخول الانتخابات الجماعية، تحت مسمى محاربة رموز الفساد، بل إنها استغلت زيارة الملك لعين عودة لتقرر الاعتصام في باب البلدية مما أعطى للقضية بعدا آخر، دفع بالرئيس إلى فتح قناة تفاوض معها رفضته جملة وتفصيلا. كان مطلبها أن يأخذ العدل مجراه وهو ما حصل حين أحيلت القضية على الوكيل العام للملك في الرباط بعيدا عن قضاء تمارة. وعلى امتداد مراحل المحاكمة ظلت الضحية ترفض إغراءات التسوية والتي تعدت حدود تمليك بقع أرضية في اسمها أو الحصول على شيك على بياض، أو وعد بالزواج مؤجل إلى ما بعد الانتخابات. إلى أن صدر الحكم القاضي بإدانة برلماني كان قبل ذلك يجوب شوارع القرية متحدثا عن برنامجه الاستعجالي لإنقاذ عين عودة من الضياع.

نساء أسقطن رؤساء من عروشهم

موظفة تطيح برئيس وزراء إسرائيل
انكشفت أولى الفضائح الجنسية لموشيه كاتساف في العام 2006، وذلك عندما اتهمته موظفة حكومية بالتحرش بهما جنسيا، واغتصابها عندما كان وزيرا للسياحة في أواخر التسعينات. وفي ظل تلك الاتهامات، اضطر كاتساف إلى الاستقالة من منصبه في يوليو 2007 ليخلفه شيمون بيريز، وفي نهاية المطاف، صدر حكم قضائي بإدانة الرئيس الإسرائيلي السابق، وهو الحكم الذي قررت المحكمة على أساسه تغريمه ما يوازي 30 ألف يورو كتعويض للمدعية بالإضافة إلى سجنه لمدة 7 سنوات.
المتدربة مونيكا تجهز على كلينتون
كانت الفضيحة مدوية عالميا في العام 1998 عندما اضطر الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون إلى الاعتراف بأنه أقام علاقة جنسية غير كاملة مع المتدربة الشابة مونيكا لوينسكي في المكتب الرئاسي، أظهرته نتائج التحقيقات أن كلينتون ومونيكا اعترفا بممارسة «الجنس السطحي» دون أن يصل الأمر إلى المعاشرة الجنسية الكاملة. واضطر كلينتون في نهاية المطاف إلى الاعتراف بأنه كذب على الشعب الأميركي، بشأن علاقته السرية مع مونيكا، لكنه أصر وهو يذرف دموع الندم خلال مؤتمر صحافي على أنه لم يشهد زورا بشأن ممارسة الجنس معها مؤكدا على أنه لا يعتبر الجنس عن طريق الفم ممارسة جنسية.
جون كينيدي ومارلين مونرو
قالت مارلين مونرو في مذكراتها إنها كانت على «علاقة» بالرئيس الأميركي جون كينيدي وأنها كانت متيمة به، إذ قال لها ذات مرة: «لقد استطعت أن تأسريني من بين كل نساء العالم لأنك امرأة تكرس كل ما بداخلها من حب وشهوة للرجل الذي تحبه». وأضافت «لقد كان جون صديقا لي أكثر من كونه عشيقا». وقال الصحافي الأميركي سيمور غيرس «لقد كان سجل جون إف كينيدي الجنسي حافلا بشتى أصناف النساء الجميلات بمن فيهن فتيات نوادي التعري وموظفات البيت الأبيض وسيدات المجتمع ومضيفات الطيران والممثلات واللواتي كن يحضرن إلى منزله كلما غابت زوجته جاكلين خارج البيت الأبيض».
روبي المغربية التي بعثرت مشاعر بيرلسكوني
على الرغم من السحل الفضائحي الحافل لرئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو بيرلسكوني، إلا أنه كان حريصا على انتقاء القاصرات خلال حفلاته الماجنة، أبرزهن ابنة الفقيه بنصالح كريمة المحروقي الشهيرة بلقب «روبي»، بطلة فضيحة بيرلسكوني الجنسية والتي نالت شهرة واسعة امتدت لتشمل مشاهير من عالم الفن والرياضة، بدأت العلاقة حين توسط بيرلسكوني لإخراجها من السجن بعد اتهامها بسرقة 3 آلاف يورو وزعم آنذاك أنها مقربة من رئيس دولة عربية، فاستجاب القضاء لملتمسه.
إيدونا تعصف بحزب المحافظين
كان جون ميجور يشغل منصب رئيس وزراء بريطانيا خلال الفترة من العام 1990 إلى العام 1997، قبل أن يشغل الرأي العام بعد الكشف عن فضيحة علاقة جنسية جمعت بينه قبل أن يصبح رئيسا للوزراء وبين رفيقته في حزب المحافظين آنذاك إيدوينا كوري التي شغلت لاحقا منصب وزيرة الصحة.
ووفقا لما ذكرته كوري في مذكراتها التي نشرتها صحيفة «تايمز» على حلقات في العام 2002 فإن تلك العلاقة بدأت في العام 1984 واستمرت لمدة 4 سنوات متواصلة عندما كان ميجور وزيرا للخزانة في حكومة مارغريت تاتشر. اعترف الوزير بالفضيحة مؤكدا أن زوجته نورما كانت على دراية بتلك العلاقة وانها صفحت عنه بعد أن تعهد لها بعدم الانزلاق في أي نزوات جنسية أخرى.
الملك فاروق وكاميليا والموساد
أما الملك فاروق فاشتهر بنزواته ومغامراته الجنسية، لكن أشهر تلك المغامرات وأخطرها كانت علاقته مع ممثلة يهودية شابة كانت تدعى أساسا ليليان كوهين لكنها اختارت لنفسها اسما فنيا هو كاميليا، ويقال أنها كانت عميلة لجهاز الموساد الاسرائيلي، وقد بدأت تلك العلاقة في العام 1946 عندما شاهد فاروق الفاتنة ليليان كوهين وهي ترقص بإغراء في أحد الملاهي الليلية، فأمر على الفور باصطحابها إلى قصر عابدين لقضاء السهرة معها ثم استمرت علاقتهما بعد ذلك على الرغم من اعتراض زوجته الملكة فريدة. لعبت الراقصة دورا كبيرا في التأثير على قرارات الملك، سيما تلك القرارات المتعلقة بتحرير فلسطين في أعقاب إعلان قيام دولة إسرائيل في العام 1948، وما أعقب ذلك من هزيمة نكراء للجيوش العربية في مواجهة الصهاينة، وساهمت في الإطاحة بحكمه.