ربورطاج: تفاصيل دقيقة عن حملة أمنية ضمن حملات يومية بسطات اختتمت باعتقال “الكيدار”
الساعة تشير إلى حوالي الثامنة مساء، عشرات السيارات الأمنية تتحرك ذهابا وإيابا، حركية غير عادية لعناصر الامن باختلاف رتبهم وأزيائهم، دراجات نارية للأمن تسير بسرعة متعقبة دراجات مواطنين، جحافل من المواطنين كبار وصغار تلاحق التحركات الامنية بأعينها في دهشة فاتحة باب التأويل والتساؤل حول هذه الخرجة الامنية: هل هناك شبكة إرهابية بالمدينة؟ هل ظهرت عصابة معينة؟
بعد الاتصالات المتكررة بسكوب ماروك نزل طاقم الموقع إلى الشارع وتعقب العناصر الامنية عن بعد لفك طلاسم هذه الخرجة قصد تنوير الرأي العام، تدخلات رجال الأمن بدأت مبكرا بحيث جرت أولى الاعتقالات في حدود الساعة الثامنة وخمس دقائق بجوار الدائرة الامنية الخامسة، عندما تم اعتقال شابين في حالة سكر طافح، يجلسان في بوابة أحد المنازل بالشارع العام وهما يتحرشان ويضايقان المارة قبل أن تختتم بالقبض على "الكيدار" الذي روع مدينة سطات. إنهم رجال الامن بسطات لم يأبوا إلا أن يجعلوا المواطنين يعيشون صيفهم في هدوء واستتباب للأمن كما كانت عليه المدينة دوما..طاقم سكوب ماروك اقتفى آثر رجال الامن بمدينة سطات ووثق تفاصيل حملاتهم التمشيطية في أحياء المدينة الآمنة عبر فيديو سيتم بثه في نشرة لاحقة على الموقع، تفاصيلها كالتالي:
سيارات الأمن ممتلئة عن آخرها بحي الخير
يتضح أن حالة التدخل الأمني قد عرفت ارتفاعا بمجرد ما وصلنا الى الشريط الممتد على طول حديقة الخير، حيث الحركة المرورية كثيفة جدا، يوازيها تواجد عدد كبير من الشبان أمام بوابات بعض نوادي الانترنيت وفي أركان متفرقة بالحديقة، وعلى مقربة من مسجد الخير، فيما فئة أخرى من عائلات الحي اختارت رفقة أطفالها الهروب من حرارة الصيف بالخروج لهذه الفضاءات الخضراء بالحي من أجل الترفيه.
العميد المركزي رفقة عناصر أمنية من مختلف الرتب توزعوا في أرجاء المكان يتابعون عن كثب تحركات المشبوهين ويتأكدون من هوياته، قبل أن تتحول أربعة سيارات أمنية إلى قفص مكتظ نتيجة الاعتقالات التي طالت شباب طائشا إما يحمل أسلحة بيضاء او أقساطا من المخدرات او بدون بطائق هوية.
توقيف مبحوث عنه بسد أمني
في اتصال بأحد أعضاء طاقم سكوب ماروك الذين تفرقوا في أرجاء المدينة بحثا عن تحصيل المعلومة لتفسير الخرجة الامنية، كشف أن صيدا ثمينا وقع في يد عناصر السد الأمني ويتعلق الامر بـ "يوسف.ر" المبحوث عنه من أجل الإعتداء والسرقة بالعنف في حق ضحية يتوفر على شهادة طبية تصل مدة العجز البدني فيها إلى 28 يوم، ليتم وضعه تحت تدابير الحراسة النظرية إلى حين انتهاء التحقيق.
تجفيف حي سيدي عبد الكريم من المشبوهين
ماهي الا دقائق قليلة من التوقف بحي سيدي عبد الكريم، حتى تجمهرت العشرات من العائلات على العناصر الامنية وهي تتأكد من هويات بعض الشباب الذين اختاروا الإنزواء في أحد الأركان المظلمة بالحي المذكور، تبين أن أحدهم يحوي أكثر من ثلاثة هواتف نقالة وبدون بطاقة هوية الشيء الذي زرع الشك في نفوس العناصر الامنية مما دفعهم لاعتقاله قصد التأكد من هويته بمصلحة الديمومة. كما قصدت العناصر الامنية السوق الشعبي لنفس الحي، حيث جرت عملية تفتيش بعض الباعة المشبوهين، ناهيك عن الولوج لأحد المقاهي الشعبية في إطار حملة تمشيطية.
أسلحة بيضاء وممنوعات بجوار اعدادية العروسية
بجوار إعدادية العروسية ثلاثة شبان يجلسون أمام أحد المتاجر المغلقة متوارين عن الانظار ببضعة أشجار وأعشاب تشكل حديقة أحد المنازل، باغتتهم العناصر الامنية لتكتشف بحوزة أحدهم سكين وآخر "ميكة" تضم مخدر ما يسمى بـ "الكالة". رئيس الدائرة الامنية الخامسة عميد الشرطة الممتاز يطلب سيارات الأمن بالتعجيل بالحضور والتي رحلت لإفراغ حمولتها من الموقوفين قصد نقل الموقوفين الجدد.
مصلحة الديمومة ممتلئة والمحاضر لا تنتهي
نظرة بسيطة داخل مقر الشرطة لمصلحة الديمومة المتواجد بحي السماعلة تضعك امام صورة واحدة وهي ارتفاع عدد الموقوفين باختلاف التهم الموجهة اليهم، أصوات تتعالى من هنا وهناك، والعناصر الامنية تفرغ السيارات الامنية من الموقوفين، في حين آخرون تركيزهم على شاشات الحاسوب وهو يدونون المعطيات الشخصية الخاصة بالموقوفين، بينما تفرغ آخرون للهاتف اللاسلكي لاستقبال التعليمات من باقي الدوريات أو المعطيات من المركز اللاسلكي القار بولاية امن سطات.
حجز عشرات الدراجات بدون تأمين
بالموازاة مع هذه الحملة، عمل رئيس الهيئة الحضرية على إعطاء تعليماته بتكثيف مراقبة الوثائق التبوثية الخاصة بالدراجات والسيارات، وضبط المخالفات، حيث تم حجز 15 دراجة نارية من مختلف الأحجام في مواقع مختلفة من مدارات مدينة سطات لأسباب تتوزع بين غياب التأمين أو عدم توفرها على أوراق الملكية ليتم توجيهها نحو المحجز البلدي.
نباهة العناصر الامنية تقود لاعتقال لصين
الساعة اقتربت على الحادية عشرة، ولجت العناصر الامنية إلى حي البطوار، حيث توقف العميد المركزي فجأة ليترجل باقي العناصر الامنية بسرعة ليتم توقيف شابين على مستوى الزنقة 10، عثر بحوزتهما بعد التفتيش الوقائي على سلاح أبيض من الحجم الكبير "غرادة" مخبأة بإحكام تحت الملابس وكذا هواتف نقالة مختلفة النوع، ليعمد أحدهما إلى شيء من الاستعطاف لاستدرار "شفقة" رجال الأمن حتى يُفرَج عنه سريعا، فيما كان الثاني غير مبالي بالمرة بما يحدث له، ليتم إركاب الموقوفان في السيارة الامنية والتوجه بهما صوب مصلحة الديمومة للتحقيق.
حي ميمونة تحت رحمة الظلام
مؤشر الساعة يسير للإعلان عن الحادية عشرة والنصف ليلا وبجوار مسجد الأزهر بحي ميمونة، يتضح أن مصابيح الانارة العمومية غائبة، ظلام كثيف يخيم على الاجواء ،وصمت لا تكسر من وحدته سوى بعض منبهات السيارات أو أضواء سيارات الامن، سيارة رئيس المنطقة الامنية تتوقف في احد الزوايا لينطلق في سرد تعليماته التوجيهية لمواجهة عتمة الظلام وبسط الحملة في كل أرجاء الحي.
العناصر الامنية بأزياء مدينة ترجلت عن السيارات وتفرقت متوغلة وسط الازقة المظلمة، أربعة شبان منزوين في أحد الزوايا المظلمة، أطلق أحدهم قدميه للريح بمجرد لمحه لأحد العناصر الامنية ليتم توقيف الثلاثة المتبقين الذين اتضح ان أحدهم كان في حالة سكر، فيما تجمهر المئات من المواطنين خاصة النساء منهم مترجين العناصر الامنية للإفراج عن الموقوفين رغم أن حناجرهم لطالما طالبت باستتباب الامن وتنظيف حيهم من الظواهر الشاذة وتكثيف الحملات الأمنية، مما يعكس التناقض في الخطاب والممارسة، لكن العناصر الأمنية لم تأبه لمحاولاتهم التضييقية ومارست عملها بشكل قانوني واستمرت في حملاتها التمشيطية في شارع فلسطين، زنقة الواد المالح، قرب بريد ميمونة وكذا بلوك ميمونة.
الأمن يسدل حملته التمشيطية باعتقال "الكيدار" الذي روع المدينة
الساعة تشير إلى منتصف الليل، عائلات متفرقة تقصد مصلحة الديمومة التي كانت تشرف عليها الدائرة الامنية الثالثة، قصد التبليغ على شخص يدعى "الكيدار" قيل أنه روع حي السماعلة وخلف وراء جولته "محلبة" كسر واجهتها وبعض السيارات المركونة التي كسر زجاجها الامام والخلفي والجانبي.
رئيس الدائرة الثالثة يوجه نداء لاسلكي إلى كل السيارات الأمنية لتطويق الجانح بحي السماعلة، لكن الجانح خرج من الحي هاربا صوب قلب المدينة وبالتحديد على مستوى ساحة الحرية، رئيس الدائرة الامنية الأولى لمح الجانح وهو في حالة عربدة ماسكا بيده ساطورا من الحجم الكبير ونازعا قميصه محاولا التوغل لزنقة الشهداء، العناصر الأمنية تترجل من السيارات وتلاحقه ليباغثه رئيس الدائرة الامنية الأولى الذي عمل على الانقضاض عليه على حين غرة مغامرا بحياته أمام السلاح الحاد الذي كان يحمله بين يديه، ليؤازره عنصر امني آخر اضطر للسقوط مع الجانح أرضا نظرا لمقاومته الشديدة وبنيته الجسمانية القوية، قبل أن يتم إحباط محاولاته من خلال تصفيده ليتم نقله صوب مستشفى الحسن الثاني لتلقي العلاج نظرا لوجود إصابات على مستوى جبينه جراء صدمه لعدة سيارات برأسه مما يؤكد أنه كان متأثرا بحبوب الهلوسة قبل وضعه تحت الحراسة النظرية إلى حين تقديمه للعدالة.
من هنا وهناك..
في الختام أود التأكيد أن رجال الأمن بمدينة سطات سواء الذين رصدتهم عدسة سكوب ماروك أو الذين خرجوا في حملات تمشيطية داخل أحياء أخرى لم نستطع أن نغطي كل تنقلاتهم وديناميتهم في العمل هم شخصيّات مواطنة يخاطرون بحياتهم وتركيزهم وجهدهم وعلاقاتهم العائلية فداء لحماية مدينتا وساكنتها من كل جيوب التخدير والإجرام. تحية شكر وإجلال وإكبار لكل نساء ورجال الأمن بمدينة سطات باختلاف رتبهم أولا لتجاوبهم التلقائي والصريح مع المنابر الصحفية وتسهيلهم التغطية الإعلامية وثانيا لسهرهم الليل ونحن نيام ، لكل من ترك اهله وأولاده لحراسة المدينة، لكل من لم يذق الطعام لساعات، لكل من تخلى عن واجباته العائلية وهو يحرس المدينة ونحن نأكل وننام بأمان، لكل من يضحي بحياته من أجل أمن المدينة وساكنتها.
أولئك الأبطال الساهرين على أمن الناس في عروس الشاوية مدينة سطات، أولئك الشجعان الذين يواجهون المصاعب رغم ما في عملهم من الأخطار والتضحية بالأرواح، أولئك الذين يتحملون بكل شجاعة المخاطر والصعاب، أولئك الذين لا يرتاحون حتى نرتاح، ولا يأمنون حتى نأمن..
حقٌ لهم علينا أن نشكرهم، وحق لهم علينا أن ندعو لهم بالنصر والتأييد، أولئك الذين نقول لهم: نحن معكم في السر والخفاء وندعو لكم الليل والنهار، بكل آيات الشكر والعرفان والتقدير نتقدم لكل رجل أمن في هذا الربورطاج ونقول نحن فخورون بكم…فشكرا لكم جميعا.