ربورطاج: مهرجانات الوثار، التشكيل وسينما الهواة سفراء فوق العادة للثقافة والفنون الشاوية.. الثقافة والفنون جسر الشاوية نحو الانفتاح

ربورطاج: مهرجانات الوثار، التشكيل وسينما الهواة سفراء فوق العادة للثقافة والفنون الشاوية.. الثقافة والفنون جسر الشاوية نحو الانفتاح

استطاع إقليمي سطات وبرشيد ترسيخ مناشط وفعاليات قارة ساهمت بتحقيق إشعاع المنطقة، مما مكنها من احتلال مكانة متقدمة على مستوى رزنامة المواعيد الوطنية الهامة.

وارتباط الشاوية عموما بالثقافة والفنون ليس وليد اليوم، بل اعتبر تنظيم موسم الولي الصالح سيدي الغنيمي منذ ثمانينيات القرن الماضي، استيعابا مبكرا لدور الفنون في اشعاع منطقة اجتهدت نخبتها بتوجيه من رجل الشاوية القوي آنذاك الراحل ادريس البصري، في التعريف بها وتقديمها كنموذج حضاري وعمراني وفني لمنطقة تنمو بسرعة مضطردة.

 لكن بداية القرن الحالي حملت جديدا لافتا، باستلام فعاليات المجتمع المدني مشعل تطوير أنشطة ذات طبيعة ثقافية وفنية ببعدين وطني ودولي، وساهم هذه الديناميكية في فرز مواعيد أصبحت مواعيد قارة لها صيت كبير.  

بعث آلة "الوتار" إحياء للتراث

يشكل المهرجان الوطني للوتار الذي تنظمه جمعية المغرب العميق لحماية التراث بشراكة مع المجلس الإقليمي و بدعم من المجلس الجهوي و وزارة الثقافة و المجلس البلدي لسطات، حدثا ثقافيا و فنيا بامتياز بمدينة سطات خصوصا بعد النجاح الذي عرفته الدورات الأربعة السابقة من حيث المشاركة و الإبداع والحضور الجماهيري (80 000زائر و متفرج)، إذ استطاعت هذه التظاهرة الثقافية أن تجمع و تكرم أشياخ آلة لوتار و تخلق مناخا ملائما و مناسبا لحوار الثقافات المختلفة و تعرف بالموروث الثقافي اللامادي بهدف المحافظة عليه وتثمينه و من تم إعطاء الإشعاع لهذا الفن و لهذه الآلة التي أصابها الإهمال بفعل التطورات الاجتماعية التي تأثرت كثيرا بانعكاسات العولمة على ظروف ووسائل الإنتاج الثقافي بشكل عام.

و رد الاعتبار لهذه الآلة راجع إلى كونها رافقت أجيالا من أشياخ ورواد الأغنية الشعبية بمختلف أشكالها و أنواعها واللذين تم تكريم بعضهم في الدورات السابقة تقديرا لعطاءاتهم (الشيخ محمد ولد قدور، المرحوم محمد رويشة، الثنائي قشبال و زروال، الشيخ محمد عويسة و النظام أوهاشم بوعزمة و الشيخ العربي الكزار و مولود أوحموش)، و سيستمر المهرجان خلال الدورات القادمة في رد الاعتبار لأشياخ كابدوا من اجل بقاء هذا الفن مستمرا في اشعاعه.

فمهرجان لوتار بسطات أصبح يشكل رافعة للتنمية الثقافية و الفنية بجهة الشاوية ورديغة و بإقليم سطات على الخصوص لأن المهرجان أصبح محطة سنوية يلتقي حولها كل الممارسين و الصناع التقليديين و الدارسين لهذه الآلة  و لهذا الفن المغربيين الأصيلين.

التشكيل في خدمة التنمية

راهن مهرجان بصمات الدولي للفنون التشكيلية بسطات، طيلة السنوات الماضية على السير في اطار مقاربتين رئيسيتين اولاهما الخروج بالفن من نخبوية المتاحف الى رحمه الحقيقي الذي هو المجتمع والشارع ليكون بذلك فنا تفاعليا وتشاركيا.
من جهة اخرى تحاول اللجنة التنظيمية حسب تصريح مديرة المهرجان السيدة ربيعة الشاهد، اعطاء الفن بعدا تنمويا من خلال تشجيع الشباب والأسر في وضعية صعبة، بان يخوضوا هذا الميدان ويتكونوا في مجال الحرف الفنية، وذلك من خلال الورشات المختلفة التي تم الحرص على استمرارها بمركز الفنان احمد بن يسف للفنون. وأضافت بأنه "نظرا لإيماننا بان الفن وحدة لا تقبل الانفصام، كانت نظرتنا لبرامج المهرجان تتسم بالانفتاح عبر استحضار الموسيقى في بعدها الروحي والابداعي، والشعر ودلالاته الإنسانية، فكانت أنشطتنا بابا مفتوحا على جميع الطاقات المبدعة لنفسح لها المجال للتفاعل مع جمهور هذه المدينة الواعدة"

سطات عاصمة المغرب  لسينما الهواة

انبنت الفكرة العامة التي تأسس عليها المهرجان الوطني لفيلم الهواة بسطات على التماهي مع العديد من الإصلاحات و التدابير التي اتخذت خلال السنوات الأخيرة بالمغرب بحيث عرف المجال السينمائي و التلفزي الوطني تطورا مهما كما و نوعا من خلال تزايد الإنتاج السينمائي المغربي و إقبال الجمهور على مشاهدته و كثرة المهرجانات الوطنية و الدولية الكبيرة والمتكاملة، دون اغفال العديد من  الملتقيات المحلية والجهوية المتنوعة التيمات السينمائية ، والتدفق السنوي لعدد هائل من الأفلام القصيرة.

إلا أن حلقة ظلت مفقودة حسب القائمين على تنظيم المهرجان في المجال السمعي البصري بالمغرب وهي حلقة سينما و فيديو الهواة.

و إذا كانت الصعوبات المادية بالأمس تحد من فرص ولوج مجال سينما الهواة وتجعلها حكرا على العشاق الذين تسمح لهم إمكانياتهم باقتناء تجهيزات و أفلام من مقاس سوبير 8 ( Super 8)وتحميضها و توليفها و عرضها . فاليوم و بفعل امتيازات التكنولوجيات الحديثة المتجلية في وفرتها وخفة وزنها وسهولة استعمالها وسعرها غير المرتفع و جودة منتوجها ، فقد أصبح بإمكان كل العشاق التجريب و الإبداع والتوثيق في المجال السمعي البصري بدون عناء كبير.

إلا أن غياب فضاء لتشجيع و تأطير المبادرات التلقائية ، بإتاحة فرص العرض والتنافس والتلاقح و التكوين ، قد يحد من قيمة المنتوج أو يفسدها .

في سياق هذه الأسئلة الإشكالية  تبلورت قناعة جمعية "الفن السابع" بسطات بضرورة خلق فضاء وطني يعنى بالإنتاج السمعي البصري الهاوي،  فضاء لا يقتصر على خلق فرص العرض والتباري بل فضاء يرقى إلى مستوى إطار للتكوين و التوثيق و المساعدة   و ذلك من خلال  توفير الخبرة التقنية للهواة على امتداد السنة، والمساهمة في إنتاج بعض أفلام الهواة، وخلق فرص توزيع و مشاهدة أفلام الهواة على مدار السنة.

ويهدف المهرجان حسب جمعية الفن السايع الساهرة على تنظيمه إلى إغناء المجال السمعي البصري المغربي بفضاء خاص بفيلم الهواة، والتعريف بعشاق الإبداع السمعي البصري الهاوي عبر المغرب، و  خلق ملتقى وطني للإبداع الفيلمي الهاوي لعرض الإنتاجات و تلاقح التجارب.