هشام الأزهري يكتب: الحاج بلملاح متطوع بلا حدود في مدينة الجحود.. آسف عزيزي لم اجد ما اهديك اياه في هذا المكان
تابعت بعضا من فعاليات ما اطلق عليه اسم حملة احياء نظيفة بسطات، تم توزيع الصباغة والمكانس وتحفيز الناس بمسابقة قيل عنها انها لاختيار اجمل حي، بغض النظر عن ان المجلس الجماعي تعامل مع المسألة بعقلية البهرجة ولم ينفذ لعمق الاشكالات المرتبطة بوظيفة المجلس في الحفاظ على نظافة احياء المدينة وهي العملية التي تكلف الملايين من الدراهم من جيب دافع الضرائب المحلي وتصب في حساب شركة خاصة عهد اليها بامور النظافة، لكن واقع الحال وبشهادة اعضاء المجلس الجماعي اغلبية ومعارضة يوضح بجلاء ان خدماتها دون تطلعات الساكنة. قبل ان ينخرط رئيس المجلس في اكبر عملية ماكياج لوجه الشركة المغضوب عليها محليا وليس للاحياء المعنية بما سميىبالمسابقة.
مناسبة هذا الحديث هو صديق ذكرنا بصور من الماضي القريب للمدينة لشخص بصيغة الجماعة والبلدية ايضا، رجل تعودت اعيننا على مشاهدته منهمكا في تنظيف المدينة بشوارعها واحيائها، لم يستعمل ختما رسميا ولا شاحنات تابعة للجماعة ولا موظفين جماعيين، اعتمد بشكل تام على اجرته كرجل تعليم ولما لم تعد تسعفه في الوفاء لهوس النظافة والتزيين الذي كان يسكنه لجأ للاقتراض من اجل الاستمرار في تقليم نباتات المدينة وصباغة طواراتها وتهيئة حدائقها، وكأنه يراهن في داخله على ان تلتقط المدينة الرسالة وتهب بمسيريها وجمعياتها وساكنتها وتلتحق به لتغيير وجهها واعادة النظارة له.
لاشيئ من ذلك حدث قاوم تم قاوم فقاوم الحاج بلملاح متطوع بلا حدود تم اقدم على خطوة المنفى الاختياري بالاراضي الامريكية.
ومنذ ذلك الوقت لا نشهد سوى حملات استعراضية تزفها الات التصويت والبهرجة لكنها تفتقد لعمق العملية وهو المشاركة الواعية بتطوع طبعا خارج الوظيفة المنوطة بالجماعة، وبالتالي فمكان المنتخبين ليس التسابق لالتقاط الصور خلال الخملات التي يصنعونها وانما خلف شاحنات الازبال التابعة للشركة من اجل مراقبة عملها.
كان الحاج بلملاح كلما أنهى تهيئة مكان يقول : اهديكم هذا الفضاء وفي اخر زيارة له لسطات الصيف ما قبل الماضي عندما انهى تهيئة الفضاء المجاور للمحكمة الابتدائية اتصل هاتفيا بي وقال لي حرفيا: سي هشام اهديك واهدي ساكنة سطات هذه الحديقة . كان يبدو فرحا كطفل حصل اخيرا على لعبته المفظلة، فهمت انه مسكون بحب هذه المدينة ولا يتخيلها الى قطعة من الجمال وفهمت ايضا ان هذا الرجل يجب ان يكون جزءا من ذاكرة هذه المدينة لكها للاسف او بعبارة ادق مسيريها للاسف يرفضون النظر لمن هم انقى سريرة منهم واجزل عطاء منهم يرفضون النظر في مرأة متل هؤلاء الرائعون لكي لا يكتشفوا كم هم صغار.
سي بلملاح آسف صديقي لم اجد ما اهديك في هذه المدينة لكن تيقن بانك تسكن قلوب العديدين وهذا هو الاهم