شاي الله أسيد الغنيمي
يرتبط موسم سيدي الغنيمي في مخيلنا منذ أن كنا أطفالا بالفرحة و الحبور، بالمتعة و السرور، كنا نتسمر أمام شاشة التلفزة لنشاهد إشهارا إخباريا بالموسم”خيول و قصبة و سنابل و اسم مدينة سطات يصدح بصوت جهري، مرحبا بكم في موسم الولي الصالح سيدي الغنيمي بمدينة سطات،
الكثير من العائلات كانت تستعد كما يستعد المسؤولون بالمدينة لاستقبال الأقرباء و الأهل و الأحباب من مدن أخرى بل و حتى من خارج أرض الوطن، لا أحد يريد تفويت هذا الحدث، و الكل يستعد بحماس، و الإحساس السائد وقتها داخل المدينة أن الجميع من كل الأعمار و المستويات و المسؤوليات ، يعمل كما لو كان “الموسم في منزله”. الأطفال يجدون ضالتهم، مثقفو المدينة يجدون كوة لسجالاتهم، الرياضيون حاضرون، و الفنانون متحمسون للحدث و “الموسم” فرصة لأغلبهم لإطلاق أغاني جديدة تتغنى بالعطاء و الخصوبة و الأرض و الفلاح و الشاوية.
بين الأمس و اليوم الكثير من الأحداث سارت تحت الجسر ، و تحول الموسم ألى مهرجان للأغلبية المسيرة للمجلس البلدي بعد أن كان موسما لكل المدينة، اختزل الحدث الثقافي و الثراثي ، في حبة و بارود و كمان و طعريجة، هذه هي سطات كما يحاول البعض تسويقها محليا و وطنيا، مدينة بدون مثقفين و بدون جمعيات وبدون ماض و بدون حملة أفكار.
لا نعرف صراحة ماذا كان سيضر المجلس البلدي و هو يطلق “مهرجانه” لو انفتح على فعاليات المدينة، ماذا سيحدث لو استمع لتوفيق حماني، لشعيب حليفي لنجيب سلامي، لزهير لخيار ليوسف بلوردة، لضمير ياقوتي، لعبد اللطيف البيضي، لربيعة الشاهد، لرشيد متروفي …. ماذا لو فتح نقاشا داخل المجلس البلدي أغلبية و معارضة و استمع الرئيس لاراء بلبصير و رجالي ، ماذا لو عقد اجتماعا مع مجلسي دار الشباب الحي الاداري و سيدي عبد الكريم و استمع لاقتراحات المجتمع المدني ماذا و ماذا… صراحة و مع سبق الاصرار و الترصد للمدينة وأصواتها الانتخابية، ضيع المجلس البلدي فرصة ثمينة لتقديم صورة مشرقة على كل المستويات و النواحي للمدينة، و ضيع على سكانها استعادة أمجاد موسم الفرح و السرور وصلة الرحم، أما النشاطين اليتيمين (الفروسية و السهرات) اللذان سميا ظلما و عدوانا مهرجان، و صرف لهما من ميزانية الجماعة حوالي 60 مليون سنتيم، لا تعدوا أن تكون أنشطة عادية لمدينة تعيش وضعا غير عادي.