أي صحافة نريد؟
عندما يصبح قول الحقيقة مرهونا بالتلاعب، فعلى الصحافي ان يقرأ على المهنة السلام، وحين تشعر وسائل الاعلام ان المهنة مهددة جراء التهور، فان الواجب الاخلاقي يفرض عليها كسر القواعد التقليدية والنضال من أجل الوقوف عند الصدارة.
الصحافة مهنة مغرية تدفع بالصحافيين على الإدمان عليها، رغم كل المتاعب والمصاعب التي تلحق بعد الممتهنين لها، فإنها تبقى مهنة مشرفة، تسعى إلى تعميم المعلومة والخبر على نطاق واسع.
ثم إن مهنة الصحافة تعد فنا من فنون الديمقراطية، لأن العاملين بها يقدمون الأخبار للمشاهد أو القارئ، بعد مسيرة من العمل الجاد والمظني بحيث يستطيع رجال ونساء الإعلام في ربط خيط تشاركي بينهم وبين المواطنين من أجل بناء الدولة وترسيخ قيم المجتمع.
لكن للأسف أصبح البعض يبتعد عن الوظيفة الاساسية للصحافة، ويقوم بتشويه صورتها، بحيث تصبح في يد البعض وسيلة للتشهير بالناس ونشر المغالطات لأن الهدف عند البعض هو الربح المادي وليس احترام المهنة، لان المعيار الرئيسي في أخلاق الصحافة هو الحقيقة، لأن هذا المبدأ هو الذي تسعى إليه الصحافة من أجل تجسيد الديمقراطية، وضمان العيش الكريم للصحفي.
إن الصحفي عند التحاقه بأي مؤسسة إعلامية لا يوقع تعهدا بالحفاظ على أخلاق المهنة ولا يؤدي قسما أمام المحكمة من أجل تأدية واجبه المهني على أكمل وجه، لأن واجبات الصحافة تتطلب الاستقلالية والعمل الجاد واحترام الآخر وعدم التشهير بالناس.
يقول الصحفي وأستاذ الصحافة الكندي "ستيفن وارد" في كتابه "تصبح الصحافة هابطة حين تبحث عن الفائدة من خلال حيل رخيصة عبر طرح النعرات القومية والطائفية وموضوعات الإثارة أو خلق الفزع بطريقة متعمدة تافهة، تصبح الصحافة فنا مضادا للديمقراطية عندما تستخدم المؤسسات الخبرية الصحافة من دون شعور بالمسؤولية، وعندما يوظف الصحفيون مسؤوليتهم المهنية من أجل المال والشهرة."
{facebookpopup}