أحلام طوباوية
يجْرُون وراء "أحلام طوباوية"، سرعان ما تتلاشى بين أقدام اللاعبين وأرقام ورموز صارت جزء من حياتهم..ولا يبقى لهم سوى فراغ جيوبهم؛ مراهقون ويافعون يركضون آملين في الحصول على الملايين كالفراشات التي تجذبها الأنوار، لكنها لا تدري حتى فوات الأوان..
نماذج عدة تطرقنا لمعاناتها اليومية مع ظاهرة القمار بكل أصنافه، حيث البعض أدمن على ممارسته وأصبح شغله الشاغل، فيما مراهقون يقضون من الزمن في محلات وصالات القمار المعتمدة أكثر ما يقضونه في المدارس..
شركات اليانصيب ومحلاتها المعتمدة، آخر ما ستفكر فيه هو تطبيق قوانين اللعب المدونة على ظهر أوراق الرهان، وإعلانات إشهارية تنتشر على جنبات الطرق كالفطر، تحفز وتغري شبابنا المصاب باليأس وتبيع له الوهم..
تختلف المراهنات بين "التقليدي" منها (الكارطة) و"العصري" المرتبطة بالتكنولوجيا، غير أن القاسم المشترك بينها هي أنها "أورام سرطانية" تشتت "خلايا" الأسر المغربية، ذنبها الوحيد أن أحد أفرادها جرته آماني واهية لاستدرار مبالغ بأرقام على يمينها أكثر من ثلاثة أصفار..
شباب وكهول، بعدما عجزوا عن تحقيق أحلامهم بالعمل والمثابرة، يتسمرون في محلات الرهان، لعل آلاتها تستقر على الأرقام أو الرموز التي اختاروها وربطوا بها أمانيهم لسويعات طوال في كل يوم..
في انتظار أن تكون هناك أرقام ومعطيات وافية حول ظاهرة القمار، وحلول للحد منها، ستبقى آخذة في التزايد والارتفاع واكتساحها لفئات اجتماعية جديدة، وخاصة المراهقين التي يتقاذف عقولهم أقدام ميسي ورونالدو..عبر تخمينات وتوقعات لا تنتهي..في محلات وصالات خاصة بالرهان لا تنتهي..
{facebookpopup}