عندما يبرأ التحقيق الوزير، وتبتلع النغافات لسانها…
كتبت في ذات الجريدة شهر دجنبر الماضي، عن ما عرف آنذاك بفضيحة مركب مولاي عبد الله، وتشبث ببراءة الوزير، مما نسب اليه، من اتهامات، جانبت في أغلبها الصواب، ولم تلتزم الحياد، وخصوصا، أن لجنة التحقيق، التي أشرفت على التدقيق في الفضيحة، وسبر أغوارها، لم تكشف شيئا، مما جعل ما يقال ويشاع آنذاك، مجرد ادعاءات لا أساس لها من الصحة، واذ أنها في غالب استندت الى اسس غير واضحة، مما دفعني ودفع العديد من المتتبعين، لطرح علامات استفهام كبيرة، حول حقيقة الهجمة الاعلامية الموسعة على الوزير محمد أوزين، استهدفته بشكل جارح، أخلت في العديد من جوانبها بالأدبيات الاخلاقية لمهنة الصحافة.
هذا وذهبت بعض المنابر الاعلامية، الى اقحام ملفات وأشخاص، لا علاقة لهم بالموضوع، ولكن رغم ما تم نسجه من سيناريوهات، الا أن قرار الوزير بطلب اعفائه من على رأس الوزارة، كان جريئا، وبوأه مكانة متميزة، كأول مسؤول حكومي في المغرب، يطلب تنحيه من منصبه الحكومي على اثر تفجر فضيحة في قطاع، يعتبر هو الوصي الاول عليه، غادر الوزير أوزين الوزارة، ورغم ذلك ترصدته عيون وكاميرات الصحافيين، ومنهم من ذهب بعيداً في فبركة سيناريوهاته على طريقة البوليودية، والفاق بعض التهم بالوزير، أستحيي من ذكرها، لا لشيء سوى لأني أذكر شهامة رجال الاطلس، وأنافتهم، تلك الآنفة التي يحسدهم عليها الكثيرون. ظهرت نتائج تحقيق لجنة الداخلية، بداية الاسبوع الجاري، نتائج كانت واضحة في عنوانها، الوزير بريء، ولا علاقة له بما ساهم في تفجر تلك الفضيحة، وأن سبعة من كبار موظفي الوزارة، هم المسؤولون الحقيقيون، على ما شهده مركب مولاي عبد الله، يومه 13 دجنبر 2015 الماضي، نعم الوزير بريء. لكن ما أثار تساؤلاتي واستهجاني، هو التعتيم الاعلامي، الذي تعاطت به العديد من المنابر الاعلامية الوطنية، مع نتائج التقرير، تلك النتائج التي برأت الوزير، ومن هنا نفهم أن الامور، لا تسير بتلك البساطة، كما يظن البعض، وانما الهجمة التي تعرض لها الوزير، ما هي الا جزء من جبل الجليد، بحيث توالت فيما بعد الهجومات على وزير وعلى حماته السيدة العسالي، وحتى الامين العام لحزب الحركة الشعبية، السيد امحند العنصر هو بدوره لم يسلم من هجمات، أقل ما يقال عنها، أنها لا تستحق الرد. وكما يقال العبرة بالخواتيم، ومن يضحك جيداً، يضحك اخيراً، ومن كان يسعى لهدم الحركة الشعبية، سينتظر كثيراً، وسيتعب كثيراً، لأن ما يربط الحركيين، أكبر بكثير من أن تزعزعه ، شطحات اعلامية، وندوات صحفية، الوزير بريء، والحاضر يبلغ الغائب.
{facebookpopup}