تحقيق: سكوب ماروك يقيم تجربة التدبير المفوض لقطاع النظافة بمدينة سطات
لا يختلف اثنان أن تدبير قطاع النظافة بمدينة سطات ليس في أحسن أحواله لكنه يبقى أفضل من الفترة التي كان فيها التدبير ذاتيا للجماعة، لكن هذا لا يعفي من البحث عن الأسباب و مكامن الخلل التي أعاقت الوصول لعتبة التشبع، حيث تتعدد الإكراهات بين المواطن و المجلس المنتخب و الشركة المفوض لها، لذلك سهر طاقم سكوب ماروك على محاولة اجراء قراءة بسيطة في دفتر التحملات وانعكاساته في الساحة السطاتية. في السياق ذاته، فإن المصادقة على التدبير المفوض لقطاع النظافة بالمجلس البلدي لمدينة سطات انطلق في 18 ماي 2008، لتتم المصادقة عليه من طرف عمالة سطات في 17 يوليوز 2008، بينما صودق على دفتر التحملات من طرف وزارة الداخلية في 29 يوليوز 2008، لتباشر الشركة عملها بمدينة سطات في 22 غشت 2008. ماهو تقييم تجربة التدبير المفوض لقطاع النظافة بمدينة سطات؟ سؤال جوهري عجز المجلس البلدي عن الإجابة عنه وهو في آخر أيامه التعاقدية مع الشركية الحالية، لكن طاقم سكوب ماروك لم يأب إلا أن يتسلق الصعاب وينبش في دفتر التحملات ليقف على التقييم التالي:
معيقات عمل الشركة داخل مدينة سطات
اختلاط النفايات الطبية بالمنزلية (وجود حقن ومواد مخبرية وصيدلية بالحاوية)، وكذا إقدام بعض المواطنين بالحرق المتعمد للحاويات أو رمي المواد المشتعلة داخلها بشكل عفوي الشيء الذي يقلص من عدد الحاويات ويحول هذه المواقع إلى نقط سوداء، كما أن طبيعة البنية التحتية للشوارع والمتميزة بكثرة الحفر مما يعيق تجول الشاحنات ويساهم في تلاشي المكانس والآليات المستعملة بسرعة، وجود أسواق عشوائية متعددة بالمدينة، وجود بعض الباحثين داخل المخلفات المنزلية (البوعارا)، دون أن ننسى الدواب التي تقتحم الحاويات وتقلبها رأس على عقب مما يساهم في انتشار الأزبال او تكسير الحاويات، ناهيك عن وجود أحياء غير مدرجة بالعقدة المصادق عليها بين الطرفين.
أحياء غير مدرجة بدفتر التحملات
هناك مجموعة من الأحياء غير المدرجة في دفتر التحملات بين المجلس البلدي والشركة ومع ذلك عملت الشركة على تقليص التجهيزات والعمال من وسط المدينة وتوجيهها نحو هذه الأحياء لسد الثغرات ومن بينها: مجمع الخير، حي السلام، الحي الحسني، مفتاح الخير، طريق بن احمد…
بلدية سطات لا تؤدي مستحقات الشركة
وصلت حجم الديون التي على عاتق جماعة سطات نحو الشركة سنة 2014 إلى حوالي 13 مليون درهم، مما يجعل الشركة أمام اضرار دفع مستحقات العمال لإتمام الأعمال والاستثمار في التجهيزات وانتظار ما ستجود به الأيام من خزينة الجماعة على الشركة كمستحقات في ذمة بلدية سطات
عدم احترام بنود دفتر التحملات
نص دفتر التحملات على ضرورة إعداد مرآب خاصة للآليات المستعملة في النظافة من خلال بقعة أرضية تمنحها الجماعة في حين تتكلف الشركة بالبناء، لكن رفض الجماعة تفعيل هذا البند دفع الشركة إلى اللجوء إلى كراء مرآب مما ضيع على الجماعة بناية كان بإمكانها استغلالها بعد انتهاء العقدة مع الشركة الحالية.
تغيير الأسطول
نص دفتر التحملات على ضرورة تغيير أسطول الشركة مرة وحيدة، لكن بفعل الحالة المتردية للآليات التي فوتت من الجماعة إلى الشركة، اضطرت الشركة إلى جلب أسطول كامل في بداية العقدة مما أعفاها من تجديد الأسطول المتكون من 12 شاحنة و600 حاوية من الحجم الكبير والمتوسط. لكن غياب وعي لدى بعض المواطنين دمر المكتسبات وجعل مدينة سطات بدون سلات للمهملات الصغيرة مما يجعل باقي المواطنين إلى حمل نفاياتهم داخل جيوبهم أو حقائبهم أو رميها في الشوارع حسب وعي كل فرد.
العمل التحسيسي البيئي في الإتفاقية
نصت العقدة التي تربط الجماعة مع الشركة على ضرورة تنظيم حملتين تحسيسيتين في السنة واحدة بمناسبة عيد الأضحى وأخرى وسط السنة ، في حين نجد الشركة بناء على الطلبات المتزايدة من جمعيات المجتمع المدني بالمدينة تنظم أزيد من 25 حملة سنوية مع وداديات الأحياء وجمعيات المجتمع المدني.
حصيلة سنة 2014
تشغل الشركة حاليا 33 عامل بما فيهم الإدارة، وبلغت كمية النفايات سنة 2014 ما يناهز 45 ألف طن من النفايات المنزلية !!(نفايات منزلية، صناعية، طبية)، بينما قامت الشركة بصرف عدة ملاين من الدراهم تتوزع كالتالي : 6,5 ملايين درهم كتكلفة لأجور الموظفين وتعويضات، 2 ملاين لصيانة الأجهزة والآليات والمحروقات،مليون ونصف درهم لتسيير الإدارة.
الآفاق
صادق المجلس البلدي لمدينة سطات في دورة أبريل على دفتر تحملات جديد سيربطه بالشركة التي سيفوض لها بقطاع النظافة مباشرة بعد شهر غشت على اعتبار تاريخ انتهاء العقدة الحالية. فماهي أهم مستجدات دفتر التحملات الجديد؟ وخاصة أن أعضاء المجلس البلدي أغلبية ومعارضة اعترفوا في آخر دورة للمجلس عن مسؤوليتهم في غياب التتبع والتقييم لدفاتر التحملات التي تربطهم مع الشركات المفوض لها بقطاعات حيوية كالنظافة.
{facebookpopup}