معالي.. سياسي بروح مراهقة!!

معالي.. سياسي بروح مراهقة!!

يتقاضى راتب بالملايين، يركب سيارة فاخرة سعرها بالملايين، يقطن في فيلا فخمة لا يكسبها إلا الميسورون ولا يدخلها إلا المحظوظون.. يعالج لدى طبيب لابد وأن يصنف في خانة أحسن بروفيسور.. وامتدت أنانيته ليزاحم الشباب في اختيار شريكة حياتهم التي في مثل سنهم من خلال وضع منصبه وامواله هودجا لركوب شابة من عمر اولاده ونسج علاقة تثير أكثر من علامة استفهام… لمن لا يعرفه.. إنه "معالي" في حكومة يقال والله اعلم أنها اسلامية.. فبغض النظر على أن الحب غريزة فى كل الكائنات الحية ويثير القلب والعقل، لكن فارق السن الذي يصل إلى عشرات السنوات لا يمكن أن يحرك إلا الغريزة.

مقطع فيديو لقيادي حزبي ودعوي ويحمل صفة "معالي"، شكل مادة دسمة للنقاش منذ تداوله على نطاق واسع في شبكات التواصل الاجتماعي باختلاف أنواعها، حيث من اعتبر أن الأمر يتعلق بحياة شخصية ولا علاقة لها بقضايا تسيير الشأن العام، لكن آخرين اعتبروا الأمر غير مقبول من مسؤول كهل في وقت هناك من انبرى للدفاع وتبرير المفضحات.

صحيح أن الأمر يتعلق بحياة شخصية لـ "معالي"، إلى أن سلوك هذا الأخير يقتضي لحظة للتوقف  والتامل أمامه، على اعتبار أن الشخص الذي نتحدث عنه هو عضو في حكومة تسير بلد إسلامي بقيادة أمير المؤمنين، ويسهر مع غيره على تسيير قطاع من قطاعات الشأن العام، وبالتالي فالخوض في عورته مباح ما دام أنه قيادي دعوي طالما أطرب رؤوس رعايا أمير المؤمنين بضرورة احترام القيم والضوابط الدينية، خاصة فيما يتعلق بمجال العلاقة بين الجنسين، وبناء عليه حق للمغاربة أن يتساءلوا عن طبيعة العلاقة التي تربط المعني بالأمر، بالفتاة التي كان يتجول معها في شوارع باريس ذات ليلة مقمرة ممسك بيدها.

فإلى حدود كتابة الأسطر لم يصدر أي بيان في الموضوع من المعنيين بالأمر يؤكد صلة نسبية أو سببية، حيث أن الفتاة هي تلك المدلكة التي أنكر قبل فترة علاقته بها، قبل أن يعود الجدل مرة أخرى ويقال لتبرير الموقف أنه قام بخطبتها.. وهناك يكون تبرير الزلة بزلة أكبر منها، لأننا إذا افترضنا جدلا أنه قام بخطبتها، فهذا لا يعطيه الحق أن يسافر معها ويتجول ممسكا بيدها، طالما أن الشرع الإسلامي الذي طالما دعا "معالي" أعضاء حركته وحزبه إلى التمسك به يعتبر الخطبة وعدا بالزواج ليس إلا، ولا يترتب عنها أي شيء من الواجبات والحقوق، فكيف بالسفر خارج البلاد والتجول ليلا في شوارع باريس وما خفي أعظم.

بقيت نقطة صغيرة في هذه القضية، تحتاج تسليط الضوء عليها، و هي ما راج على أن "معالي" الإسلامي، سيطلق أم أطفاله الرجال، ليتزوج الفتاة التي ظهرت معه، و هذا لعمري لظلم عظيم، فما ذنب سيدة بلغت من الكبر عتيا، أن تدفع ثمن نزوة عابرة لشيخ هرم، قرر في مرحلة متأخرة من عمره أن يستعيد شبابه وأن يجدد حياته بعدما راودته المراهقة المتأخرة، و أصبحت زوجته التي أفنت زهرة شبابها في خدمته وتربية أبنائه لا تليق بمقامه، فهل هذا هو العدل الذي ينادي به رفقة زمرته، أم أن كل ذلك وغيره ليس إلا دغدغة عواطف الأتباع والمناصرين وحشد الجماهير، من أجل دنيا يصيبونها وكراسي مناصب يعتلونها وفتاة ينكحونها.