كفى من جعل الحمقى مشاهير ومن التفاهة بوزا..
أصبحت التفاهة والخروج عن المألوف، هو القاعدة الثابتة التي ينطلق منها عدد ممن يعتبرون أنفسهم نجوم، في عدد من المجالات التي تحظى باهتمام المغاربة، بعد أن أصبح البحث عن عدد اللايكات او التعليقات في الفايسبوك أو عدد المشاهدات في اليوتوب هو الهدف الأساسي لهواة التصنطيح.
تصفح بسيط فيما بات متداولا عند شريحة واسعة من نشطاء شبكة التواصل الاجتماعي بشتى أنواعها يكشف مواكبة لمواضيع آنية بطريقة مقززة وبئيسة محاولين دغدغة مشاعر المراهقين، والخروج عن المألوف بأشياء تافهة لصناعة التميز، وشد انتباه المتتبعين ومرتادي مواقع التواصل الاجتماعي.
إبداع متدني أصبح هو السمة الأبرز، ما جعل بعض الأقلام الصحفية والمنابر المحترمة تزيغ عن خطها التحريري بحثا عن البوز بمعالجة مواضيع وإصدار نشرات محتشمة لا ترقى لتطلعات فئات واسعة من مثقفي ونخب الوطن الباحثة قراءات وتحليلات وقراءة مواضيع بطريقة أقل ما يقال عنها محترمة، تحترم آدمية الانسان من جهة وذكاء الشعب من جهة ثانية.
لكن اللهث على تحقيق البوز من حمقى الوطن وجعلهم مشاهير يجعل بعض عقلاء البلاد سرعان ما يركبون مع القافلة ويزيغون عن أذواقهم ومبادئهم الحقيقية بحثا عن مكانة لهم وسط الساحة الوطنية بتداول أو انتاج التفاهة.. وضعية استثنائية وغير عادية بكل المقاييس لأن ما بات ينتج على مواقع التواصل الاجتماعي من تغريدات وصور وفيديوهات يصب في اتجاه تخريب أذواق الناشئة، ويشجع المراهقين والأطفال الصغار والقاصرين على السير على منوالهم، بحثا عن البوز، بعيدا عن الأدوار الحقيقية للوسائط الإلكترونية الرامية إلى تنوير المجتمع، والعمل من أجل خدمة حق المواطنين في الوصول إلى المعلومة، وليس تضليله بأخبار زائفة، ومواضيع تافهة، يضاف لها النقص الكبير في التواصل بين المؤسسات التربوية والجيل الناشئ، ما أثمر أزمة أخلاقية في وطننا الحبيب ستتوسع دائرة تداعياتها مستقبلا إذا لم يتم إيقاف نزيفها بشكل مستعجل لتفادي انهيار القيم الأخلاقية والمجتمعية لشعب يقال مسلم محافظ، والله أعلم.