قراءة أولية.. ابراهيم أبو زيد عامل إقليم سطات الجديد تحت مجهر سكوب ماروك
ماهي إلا دقائق، وينطلق بمقر عمالة إقليم سطات حفل تنصيب ابراهيم أبو زيد القادم من سيدي قاسم عاملا على تراب عروس الشاوية، الذي سيخلف لهبيل خطيب العامل السابق لإقليم سطات الذي حظي بشرف ترقيته إلى منصب والي لجهة بني ملال خنيفرة. يتذكر قراءنا الأوفياء بسكوب ماروك بأننا خصصنا عدة مرات ملفات توضح بجلاء إنجازات لهبيل خطيب منذ أن وطأت قدمه تراب الشاوية وكم التحولات النوعي الذي شهدته مختلف جماعات تراب الإقليم على يديه.
واليوم بمنطق المتتبع لما يجري ويدور على صعيد إقليم سطات، لا شك وأن تمة قناعة ترسخت لذى مواطنيها بأن هناك تغييرا إيجابيا في العديد من المجالات خاصة حجم المشاريع المفتوحة سواء في الاستثمار أو الإنارة العمومية أو الماء الصالح للشرب أو البنية التحتية، و هناك أيضا بعض المطبات وأعطاب الطريق التي تسببت في معظمها النعرات السياسية الضيقة لكي لا نتحول إلى مبهرجين ندق الطبول والطعريجة لهذا أو ذاك.
ابراهيم أبو زيد العامل الجديد لإقليم سطات الذي تم تعيينه من طرف ملك البلاد، وسيتسلم مهامه مساء اليوم، يحل بمنطقة الشاوية ورزمانة التعليمات التي يحملها معه تتلخص في التنزيل الفاعل للتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى ملامسة تطلعات رعاياه بتراب إقليم سطات، فلمحة عن مسار هذا الرجل يكشف بإمعان أنه ليس بالرقم الهين لمستواه الثقافي الرفيع المكلل بشهادة الدكتوراه في الصيدلة والمرصع بتجربة طويلة سواء كعضو بمجلس المستشارين منذ أكتوبر 2003، أو تجربة طويلة داخل أم الوزارات منذ سنة 2009، التي حظي فيها بالثقة السامية لجلالة الملك محمد السادس، فعين عاملا على إقليم أسا الزاك وهو المنصب الذي ظل يتولاه إلى حين تعيينه سنة 2014عاملا على إقليم سيدي قاسم، قبل أن يتقرر نقله صوب مدينة سطات كعامل جديد لها.
وهنا نلفت انتباه قرائنا الأوفياء إلى نقطة استثنائية بكل المقاييس وتتعلق بأن كل من السيد عمر الحضرمي، الذي سبق وأن كان عاملا على إقليم سيدي قاسم ما بين 2002/2003، وابراهيم ابو زيد 2014/2019 كعاملين من أصول صحراوية تم تنقيلهما من سيدي قاسم إلى سطات. وهنا نتساءل عن السر في هذه النقطة الفريدة: هل هي عفوية أم مدبرة أم لأن الاقليمين يوحدهما حرف الشين أي قبائل الشراردة وقبائل الشاوية؟ كما أن تاريخ الحضرمي بإقليم سطات كان حافلا بالإنجازات والعطاء لعروس الشاوية، كما أن البديل بسطات ابراهيم أو زيد ساهم مساهمة قوية وجدرية في تنمية العديد من الأقاليم التي أشرف عليها، اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وجعل منها أقطابا صناعية مهما وترك بصمة قوية ومشاريع قائمة، علما أنه من عائلة مغربية صحراوية عريقة مثقفة لها مسار مشرف في تاريخ المغرب الحديث، ما يرجح بقوة أن قدومه لإقليم سطات سيرافقه الخير أينما حل وارتحل، نظرا لأنه يكرس جل وقته لتفعيل إدارة القرب، والتسيير المعقلن للأقاليم التي أشرف عليها، كما أن شجاعته في اتخاد القرارات المسطرية والقانونية في التدبير، أهم سمات وخصال هذا الرجل الذي لا يردخ لمتطلبات الجهات التي تسعى للريع.
أدبيا وأخلاقيا، لا يمكن لأي أحد إصدار أحكام جاهزة على رجل سلطة وطأت قدمه تراب إقليم سطات لأول يوم، لكن سقف التفاؤل العالي لذى الساكنة كبير جدا نظرا لأن تاريخ ممثلي الإدارة الترابية المنحدرين من المناطق الصحراوية المغربية حافل بالعطاء المثمر داخل عروس الشاوية.