مدينتي.. جوهرة يتيمة وجواد تخلى عنه الفارس

مدينتي.. جوهرة يتيمة وجواد تخلى عنه الفارس

عمودي لهذا الأسبوع وشاح على صدور علماء وأدباء ومثقفي ورياضيي ومبدعي عروس الشاوية الذين كتب عليهم العيش في الهامش أو قرروا مغادرة المدينة المكلومة بعدما باتت السياسة دينامو تحريك دواليبها، أكتب إليكم وإن لم يحصل لي شرف معرفتكم أو مجالستكم، لأني مؤمن كل الإيمان أن "الإنجازات تتكلم عن أصحابها".وعلى ذكر الإنجازات فإنه في زمن العبث السياسي الذي انحط إلى درجة محاولة استبلاد المواطنين والمسؤولين بتصريحات مجانبة للصواب في محاولة لاستجداء عطفهم أو خطف الأضواء بإنجازات عبارة عن أضغاث أحلام، فقد كذبوا أرقاما ووثائقا، لكن حبكهم للأدوار المتقمصة بإحكام جعلهم يصدقون كذبهم ولو سقط بالبرهان.

غريب أمر بعض الناس سريعي تصديق كل ما يروج في الإعلام والصحافة والفضاء الأزرق مستهلكين للخبر دون قراءته من زوايا مختلفة ومرجعيات صاحبه، ما يجعلهم مستهلكين لا منتجين للخبر، فالخبر يستند للدليل والمستندات، والبينة على من ادعى واليمين على من أنكر.

صدقوني يا سادتي، إنها حالة من الترقب، من الجمود ومن الانتظارية القاتلة تعيشها كل دواليب الحياة التنموية بمدينة سطات، بعض مسؤولي المدينة ونتيجة لاقتراب حمى الانتخابات من جديد، فإنهم منشغلون بترقيع إن لم نقل بتبييض ثلاثة سنوات من التواجد الصوري على مسرح الأحداث، ويراهنون على ذاكرة أضعفها ثقل واقع تكالبت عليه كل الظروف لتجعله عصيا على التجاوز. بهرجة وتسويق لما يسمى إنجازات في حاضرة الشاوية، بينما شبابها مثقل بوزر العطالة، فتدشين ما يقال مشاريع استثمارية يبقى جسدا بدون روح، عبارة عن أطلال ينتظر أن تثقل مدبري المستقبل، بالأمس استبشرت ساكنة المدينة خيرا بما سمي أسواق للشاوية.. مشروع ضخم تم تقديمه كأنه الفانوس السحري المنقذ لسنوات عجاف من العطالة، لكن مرت الأيام والأسابيع والشهور ولا شيء تغير خلف ألواح القصدير المحيطة به، اللهم بعض الصدأ الذي بدأ ينثر وقعه في محيط المكان. فهل يستحق مسؤولونا مواطنين بكل هذا الخنوع واللامبالاة؟

أكيد لا يا سادتي الكرام؛

تحولت حاضرة سطات إلى قصبة سطات بشتى مظاهر البداوة (انتشار الدواب والكلاب الضالة والعربات المجرورة) وزادها عطر الأوراش المتوقفة والمفتوحة هنا وهناك دون السهر على اتمامها جمالا في انتظار الفصل المطير حتى يطير كل "الزواق" وتظهر حقيقة مشاريع تأكل كل سنة الملايين دون أن يكتب لها الاستمرارية.

صدقوني يا سادتي الكرام؛ لن أؤمن لأي مدبر سيقول إن الميزانية ضعيفة لأن هناك إجراءات وقرارات لا تتطلب ولو درهما وحيدا، بل تتطلب جرأة وشجاعة فقط، بعيدا عن الحساب السياسي الذي ينظر به إلى ملاكي مظاهر البداوة كأصوات انتخابية سيتم فقدانها…

أبناء الشاوية وسطات بالخصوص كانوا ينتظرون من ساستهم ومن مؤسساتهم أن "يخوضوا معركة تنموية" من أجل حق منطقتهم ومن أجل تنفيذ الالتزامات الحكومية بهذه المنطقة، لكن هل كان وقت مسؤولينا الهلاميين يسمح؟ بل هل الأمر في الاساس يشكل أولوية في رزنامتهم الزمنية؟ لأن التقاطهم للصور هنا وهناك لنشرها على حساباتهم في الفايسبوك بات أولويتهم كأنها انجاز مسبوق وتاريخي حصيلة بعد انتهاء مهامهم التدبيرية.

ليعدرنا خنوعنا لتقليب المواجع على مسؤولينا المبهرين والنبش في انجازاتهم، فلا شيء أنجز ولا شيء تحقق اللهم اعمال بروتوكولية لحسابات جوفاء ترتكز على توزيع استثنائي للمال العام باستهداف مواقع ومحيط الأصوات الانتخابية، وكذا توزيع آخر ميكانيكي لميزانية في مشاريع ولدت معاقة مع احترامي لذوي الاحتياجات الخاصة.

أدوار مسؤولي مدينتنا أكبر من أن تختزل في كونهم بطون تجلس على الكراسي أو مناسبة للالتقاء على أكواب الشاي وقنينات الماء المعدني والحلوى في حالات استثنائية والخروج بتصريحات هلامية لا تمت للواقع والحقيقة بصلة.  لكن مدينتنا اليتيمة أبتليت من حيث لا تدري بمن لم يقدر كونها جوهرة يتيمة و جواد تخلى عنه الفارس..