رجاء أيها الساسة لا تحولوا مدينة سطات لكيس ملاكمة من أجل نفث طموحاتكم
مع بداية السنة الجارية، يقفز إلى واجهة النقاش العمومي بمدينة سطات سؤال حصيلة المجلس البلدي للمدينة الذي لم يعد يفصله إلا حوالي سنة عن الاستحقاقات القادمة مع احتساب الوقت البدل الضائع الذي يستغل للتراشق الفايسبوكي بين جيوش السياسيين من الموالين لهذا الحزب أو ذاك، الذي يتضح أنه انطلق بشكل مبكر هذه المرة.
لا يختلف المتتبعون للشأن المحلي بسطات، عن حتمية وجود مجموعة من الانشقاقات والصراعات الداخلية داخل الأغلبية المسيرة لجماعة سطات التي كان من السهل اكتشافها داخل دورات المجلس البلدي أو من خلال اللقاء التواصلي الأخير المنظم مع عامل الإقليم الجديد إبراهيم أبوزيد، حيث التحقت الأغلبية بالمعارضة في انتقاد طريقة تدبير المدينة، يضاف لهذا المعطى التصدعات التي خلفها إقصاء في ظروف غامضة للنائب الأول مصطفى الثانوي عن حزب النخلة والنائب الثاني توفيق الناصري عن حزب الميزان من حفل تدشين الملعب البلدي الملحق وتعويضهما بقدرة قادر عبر النائب الثالث عن حزب المصباح الذي مثل أخوه في نفس الحزب عبد الرحمان عزيزي رئيس الجماعة. وآخر المستجدات اقصاء عضو المجلس البلدي مصطفى القاسمي عن حزب الميزان، الذي يشغل في نفس الوقت منصب رئيس المجلس الإقليمي من حضور اللقاء التواصلي بين أعضاء المجلس البلدي وعامل الإقليم…ضربات متتالية للحزب الحاكم موجهة إلى حلفائه بالأغلبية المسيرة لجماعة سطات، توضح بجلاء انطلاق التسابق الانتخابي مبكرا بسطات.
ولعلَّ أهم ما ميّزَ ولاية المجلس البلدي الحالي التي كان يعول الحزب الحاكم خلالها على استقطاب المناصرين والمنافسين وبصم اسم الحزب بالمدينة لضمان استمراريته في قيادة سفينة الجماعة مستغلا الفراغ السياسي بالمدينة، لكن ظهور ارتدادات كفة الميزان المنبعثة من حليف المصباح بالمجلس الإقليمي، عبر تردد اسم القاسمي أو المجلس الإقليمي بين ساكنة سطات، نسف الصرح الهلامي السالف ذكره، الشيء أظهر صراعا جديدا بين بين المصباح والميزان. فتارة يتم التصارع حول "مول المشاريع"، وتارة أخرى يتحرك المناصرون لشن حروب ليلية لاقتلاع يافطات المشاريع لجعل المواطنين يسقطون في دوامة التيه حول القائم عنها.
الأمر لم يتوقف ها هنا، بل امتد إلى العالم الافتراضي في الفضاء الأزرق بنشر صور لهذا القيادي أو ذاك مرفقة بتغريدات من أجل تصفية الحسابات ونسب المشاريع لهذا أو ذاك.
هذا وزاد تأزم الوضع السياسي والتسابق بين الحزبين السالفين، نتيجة عودة المخضرم مصطفى الثانوي عن حزب النخلة إلى الواجهة بخرجاته المتكررة الأخيرة لتفنيد (تكذيب) مجموعة من المغالطات التي يتم الترويج لها حول أداء المجلس البلدي في الولائية السابقة التي كان يرأسها، حيث ترك تالته (النخلة الصغيرة) مصطفى فرازي يفتحص الأداء الجماعي من داخل الأغلبية عبر سلسلة أسئلة كتابية مستحضرا القانون في صياغتها كسبق بجماعة سطات، قبل أن يخرج الثانوي بنفسه للرد والتصحيح، ما يجعل الصراع تحول إلى تسابق بين ثلاثة أقطاب حزبية تمهيدا للاستحقاقات الانتخابية القادمة، سواء الانتخابات الجماعية أو التشريعية.
هذا الوضع، قال عنه ابرهيم أبوزيد العامل الجديد لإقليمي سطات، الذي التقط الإشارات من التقارير التي خلفها سلفه خطيب لهبيل بمكتبه بمقر عمالة إقليم سطات بعد أن تمت ترقيته لمنصب والي، حيث قال أبوزيد في اللقاء التواصلي الذي شهده مقر جماعة سطات مع أعضاء المجلس البلدي لنفس الجماعة، ان سفينة التنمية لا يمكنها الوصول لبر الآمان في ظل صراعات سياسية، لأن الساكنة تواقة للتنمية، مقترحا تظافر الجهود في انتظار اقتراب الاستحقاقات الانتخابية التي عندها يمكن لأي مكون حزبي أن يشمر على ساعديه ويستعين بما دونته ذاكرة السطاتيين عن أدائه التنموي بالمدينة ومدى سهره على ملامسة تطلعات الساكنة واقعيا بعيدا عن البهرجة والتصريحات الكاذبة التي سرعان ما يفتضح أمرها في المنابر الصحفية المهنية بالدليل والبرهان.
مع كل ما يجري ويدور داخل ساحة سياسية ضاقت بالخلافات التي تنتصر للأنا الحزبية على حساب المصالح العليا للمدينة والساكنة، يحق لأبناء المدينة أن يتساءلون هل يستحقون نخبة غارقة في صراعاتها وهل انتهت مشاكل الإقليم حتى تتحول جماعة سطات إلى كيس ملاكمة يستعرض فيه الفرقاء عضلاتهم الحزبية.
هل يمكن التعويل على ذاكرة المواطن/ الناخب لاستحضار كل هذا الهراء في الانتخابات المقبلة..
ربما نعم وربما لا ..
لكننا نأمل أن يستدرك نخبنا الأمر ويقدموا عرضا سياسيا وتنمويا يليق بتاريخ هذه المدينة ويحترم ذكاء ساكنتها.