في الأخير.. اللهم إني قد بلغت
فى جرائم القتل.. السرقة.. الاغتصاب.. حوادث الطرق.. الطلاق.. إلخ، فتش عن المخدرات!!.. لم تكن معظم الحوادث فيهن إلا وكان تعاطي المخدرات طرفا فيها، فالمتتبع لمعظم النوازل التي باتت تقع بمدينة سطات التي كانت تعيش إلى حدود الأمس كمدينة محافظة، نجد الإدمان وتعاطى المخدرات على اختلاف أنواعها قاسما مشتركا بينها جميعا من حيث الأسباب المؤدية إليها.. وصدق من أطلق على المسكرات أم الخبائث.
وحسنا تفعل الأجهزة الأمنية سواء تعلق الأمر بالدرك الملكي أو الأمن الوطني بتوقيف المشتبه فيهم لترويج هذه الممنوعات وتقديمهم للعدالة لنيل جزائهم، لكن ذلك يقتضى في الوقت نفسه تظافر جهود الجميع بدءا من الأسرة، لمجابهة هذا الخطر الداهم، الذي يبدد طاقات الأمة جراء غياب العقل وتعطيله بسبب الإدمان وتعاطى المخدرات، من خلال المدرسة أو الجامعة اللتان انسلختا عن أدوارهما التربوية ومن خلال الشارع الذي بات المارة فيه يعيشون عزلة منسلخين عن التضامن والوطنية بالتبليغ على كل الظواهر المشينة لدى الأجهزة المعنية التي تضع أرقام هواتفها فعالة على مدار الساعة لاستقبال كل الشكايات والإفادات.
ومن هذا المنطلق الأخير، يدق سكوب ماروك ناقوس الخطر بمنطقة حي النسيم بسطات أو ما بات يعرف لدى ساكنة المدينة بالمعاريف، حيث رائحة المخدرات القوية (الكوكايين) استطاعت أن تصبح مادة سهلة الترويج بين فئات واسعة من الطلبة بالمقاهي والشقق المختلطة هناك، إضافة لبروز ظواهر أخرى مثل الاختلاط الجنسي بين الطلبة في شقق مفروشة وما يرافق ذلك من ظواهر مشينة، جعلت العديد من الأسر والعائلات بهذه العمارات تقرر مغادرة شققها خوفا على فلذات كبدها من هذه الظواهر واضطرارهن لكراء شققهن والهروب نحو أحياء أخرى بالمدينة، ما يقتضي معه يقظة مضاعفة من كل الأجهزة لأن رقعة الظاهرة تتسع بوثيرة متسارعة وما يرافق ذلك من انعكاسات على باقي أحياء المدينة، من خلال محاولة شابات وشباب من المدينة تقليد هؤلاء الطلبة المتحررون من طوق المراقبة الأسرية.
وفي الأخير …اللهم إني قد بلغت….