عامل إقليم سطات إبراهيم أبوزيد: الأجندة والرهانات

عامل إقليم سطات إبراهيم أبوزيد: الأجندة والرهانات

اليوم نخلد مرور ستين يوم على رحيل العامل السابق لإقليم سطات لهبيل خطيب صوب بني ملال بعد ترقيته إلى منصب والي لجهة جهة بني ملال خنيفرة وتنصيب خلفه ابراهيم أبوزيد بحضور الوزير عبد القادر اعمارة، المكلف بالتجهيز والنقل واللوجيستيك، يتذكر قراءنا الأوفياء بأننا نخصص افتتاحية بمثابة خارطة طريق لكل وافد على إقليم سطات من المسؤولين الترابيين لتنويره ووضعه بكل تجرد في صلب اهتمامات رعايا صاحب الجلالة بتراب عروس الشاوية.

اليوم، وبعد انقضاء شهرين على تربع أبوزيد على عرش تدبير تراب إقليم سطات، ويمنطق المتتبع الصحفي لما يجري ويدور على صعيد إقليم سطات لا شك وأن تمة قناعة ترسخت لذى مواطنيها بأن هناك حفاظا على المكتسبات واستمرارية في الإدارة مع تغييرات إيجابية في العديد من المجالات وأهمها طريقة التعاطي مع منتخبي الإقليم، الذي انسلخت من ربط الودال الأحادي أو الحجر على العامل من طرف هذا وذاك، حيث أن لهجة أبو زيد في أكثر من محطة تواصلية كانت صارمة وحاسمة في وجه منتخبي الإقليم دون تزلف : الإدارة الترابية لا يمكنها الاشتغال لوحدها والقيام بأدوار المنتخب، يجب الانسلاخ من الألوان السياسية والاشتغال بشكل تشاركي لا فرق بين الأغلبية أو المعارضة إلا بالعمل الجاد وخدمة قاطرة التنمية بالإقليم، أما من يفكر في السياسة والانتخابات  واستمالة المواطنين فهناك استحقاقات انتخابية يجب انتظارها…

كانت تلك بضعة عبارات ورسائل واضحة المعالم من عامل إقليم سطات إلى منتخبي نفس الحيز الترابي، الذي اعتبرها استراتيجيته لتنزيل الرؤى الملكية السديدة واستشراف أن مستقبل تنمية إقليم سطات لا يمكن أن يتحقق في ظل صراعات سياسية ضيقة، ما يكشف بإمعان أن أبوزيد استطاع قبيل حلوله إلى عروس الشاوية تكوين فكرة جلية عن خصوصيات المنطقة وإعداد تشخيص دقيق على طريقة تدبير جماعاتها الترابية، بعدما تم تمكينه من المفاتيح الأساسية لأهم القضايا المطروحة على طاولة النقاش والكوادر التي تديرها من وراء الستار.

سنا أولى خطوات عامل إقليم سطات يستشف من أول خرجته لتدشين الملعب البلدي الملحق بسطات، حيث لم تمر إلا ساعات قليلة على تنصيبه، إذا به يخرج شخصيا لتدشين المشروع السالف للذكر دون الحاجة لتعيين من ينوب عنه في هذه المهمة إلى حين تكوين تشخيص عن المنطقة، ما يقدم ملخصين رئيسيين أولهما يتعلق بأن عامل إقليم سطات تمكن في فك شيفرات المنطقة قبيل وصوله إليها وثانيها أن له إرادة قوية على العمل ومتحمس للاشتغال لتحقيق نهضة حقيقة بالإقليم في انتظار تظافر جهود باقي المتدخلين لتدليل مهمته.

ما ميز الشهرين الماضيين كذلك، هو الأداء الإيجابي من خلال فتح بابه أمام عامة المواطنين وفي كل أيام الأسبوع، وهو ما يرفع من إيقاع عمل كل مصالح العمالة بشكل مضطرد نظرا لجحافل الشكاوي التي منها ما هو حقيقي ومنها ما هو كيدي بتحريك من فعل فاعل، يضاف له كثرة التطلعات التي تحملها الساكنة في طياتها، حيث أن ستون يوما كانت كافية لتمكين ساكنة سطات ومسؤوليها من التأكد أن إبراهيم أبوزيد رجل سلطة ميداني وليس بيروقراطي من خلال سهره على الخروج إلى الميدان لتفقد و متابعة سير الأوراش والأشغال الجارية ومتابعة عن كثب لتدخلات رجال ونساء الإدارة الترابية، وحرصه  على الإشراف الشخصي على مختلف اللقاءات التواصلية لقطع الطريق على لوبي الانتخابات الذي يهوى تقمص أدوار ثلاثية بتجييش محتجين ولعب دور الوساطة قبل حلحلة المشاكل ما يحول المحتجين  لا محالة إلى أبواق انتخابية، فسهر العامل على كل المفاوضات يعطي ثقلا أكبر لهذه الحوارات ويسمح بالحصول على نتائج مرضية.

معطى آخر جد مهم، وهو شغفه لمعرفة التراث اللامادي لإقليم سطات باختلاف تلاوينه، فرغم انحداره من الأقاليم الصحراوية المغربية وما تحمل من خصوصيات في تقاليدها، فإن إبراهيم أبوزيد كان متحمسا للتنقل إلى مختلف الجماعات الترابية لإقليم سطات لحضور تظاهراتها الثقافية والتراثية والتفاعل معها بحس من الشغف قصد الوقوف على طقوسها والتعرف على فسيفسائها، مؤمنا أن حضارة الأمم تبنى من قراءة تاريخها. وتاريخ إقليم سطات كان له الخير العامر مع ممثلي صاحب الجلالة المنحدرين من الأقاليم الصحراوية المغربية.

كانت هذه ثلة من الإشارات التي تم التقاطها، علما أنه أدبيا وأخلاقيا لا يمكننا إصدار أحكام جاهزة على رجل سلطة وطأت قدمه تراب إقليم سطات لستين يوم فقط، لكن سقف التفاؤل العالي لذينا ولباقي المواطنين يجعلنا نعتقد بأن عامل إقليم سطات تمكن من فك شيفرة الإقليم دون الحاجة لانتظار 100 يوم كما هو متعارف عليه كلاسيكيا لتقييم عطاء المسؤولين، وربما مرد ذلك يتلخص في إيمانه الراسخ لضرورة التنزيل الميداني للتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى ملامسة تطلعات رعاياه بتراب إقليم سطات، وربما كذلك لمسار هذا الرجل كفاعل في مجلس المستشارين ومسير رياضي ومدبر ترابي وأكاديمي مثقف، ما يكشف بإمعان أنه ليس بالرقم الهين..

يتبع.. بعد مضي 100 يوم.