مدينة سطات تستنجد بالدكتور التازي
جولة بسيطة في ثنايا مدينة سطات، تكفي الزائر ليكتشف بجلاء أن الأمر لا يتوقف على أزقة الأحياء السكنية، بل امتد إلى الشوارع الرئيسية، التي ترصعت بمختلف أنواع الإهمال الذي أثمر أشكال هندسية مختلفة للحفر تتوزع بين الندوب والتجاعيد والأخاديد والحفر القريرة… رغم ما التهمته مشاريع ما قيل عنه التأهيل الحضري لمدينة سطات من ميزانيات ضخمة خطفت الأضواء وسط ساسة يتسابقون للأكشن وساكنة متعطشة لتأهيل حضري حقيقي بعدا عن "الخدمة المعاودة".
وضعية كارثية بكل المقاييس تعيشها البنية التحتية الطرقية بعروس الشاوية، سرعت من حدتها الارتجالية التي تسير بها الوكالة المستقلة لتوزيع الماء بالشاوية (راديك) أشغالها بالمدينة، حيث تنشر هذه المؤسسة، حفرا غائرة في مختلف انحاء هذه المدينة المكلومة دون أن تكلف نفسها عناء إعادة الوضعية لحالتها الأصلية الإسفلتية، مكتفية فقط ببضع ترقيعات من قبيل در التربة في الحفر، الشيء الذي يجعلها تتحول مع بضع قطرات مطرية إلى برك ضحلة تتربص بالحالة الميكانيكية للمركبات أو بعض الراجلين الذين لا يحترمون الممرات الخاصة بهم…عبث لم يجد مسؤولين حقيقيين من جماعة سطات، لهم الجرأة والشجاعة الكافيين لدق المسمار في نعش هذه المؤسسة باللجوء لمقاضاتها بتهمة عرقلة التنمية، بعيدا عن توجيه انتقادات لها خلال الاجتماعات الرسمية، التي اتضح أنها لم تجد الآذان الصاغية لها.
وحتى لا نكون جاحدين، فقد شهدت البنية التحتية الطرقية لبضعة شوارع لقسط من الإصلاحات، لكن سرعان ما تعرضت في أحسن الحالات لالتواءات جعلت حركة السير والجولان فوقها مثل ركوب أمواج البحر، في وقت شهدت مواقع أخرى نتوءات ناتجة عن الاسمنت المتساقط لأشغال بعض مقاولات البناء، ما يجعله يتصلب محولا الشوارع إلى تضاريس تعرقل التحرك بكل سلاسة في ظل غياب المراقبة والتتبع لذوي القرار.
قلق السكان وتذمر المواطنين سرعان ما اضمحل أمام صمت القبور الذي يخيم على مسؤولي المدينة الذين يترقب كل واحد منهم على حدة، ساعة الحسم المتمثلة في الاستحقاقات الانتخابية، ليحمل زاده من الوعود المعسولة التي يوزعها في كل استحقاق على المواطنين الذين استسلموا لهذه الوضعية التي جعلت البنية التحتية الطرقية لمدينة سطات، التي كانت إلى حدود الأمس عروسا للشاوية تشبه بكثير المسالك القروية غير المعبدة، ما يمكن أن يرجح إمكانية لجوء مجلس جماعاتها إلى دعم مجلس جهة الدار البيضاء سطات الخاص بالمسالك لثنية طرقها وليس تعبيدها. هذا في قمة التفاؤل إذا كان لسطات نصيب من ميزانية الجهة التي التهمها الغول البيضاوي والجماعات المحظوظة.
صدقا، إن مدينة سطات في حاجة إلى عملية تجميل حقيقية لبنيتها التحتية الطرقية بعيدا عن المساحيق الترقيعية… فهل هناك دكتور تازي من ساسة الإقليم داخل المدينة المكلومة كفيل بإجراء هذه العملية؟