الملك والشعب يسائلون ساسة إقليم سطات
يكشف واقع الحال أن حزمة من الكيانات السياسية بإقليم سطات لم تجدد عرضها السياسي للتفاعل مع أسئلة وتطلعات ساكنة الإقليم، حيث أن الأزمة التي دخلت إليها أرملة الشاوية تعزى إلى استمرار نفس الوجوه في التناوب على المسؤوليات باختلافات طفيفة في توزيع كعكة المناصب عبر بوابة كل استحقاق انتخابي، ما يجعل وقع هذه العملية لا يثمر إنجازات تساير تطلعات المواطنين التواقين للتغيير، كما أن استمرار اعتبار مدينة سطات (كاراج) ثاني لأم الوزارات، وزارة الداخلية وباقي الوزارات المركزية، من خلال إيفاد مسؤولين لتدبير شؤون مصالح مدينة الغنيمي، يطلون على التقاعد تارة، أو في إطار تنقيل عقابي، يزيد الطينة بلة بسطات.
وضعية استثنائية لمدينة تعيش سنوات استثنائية، جعلت شبابها يضطر للانسحاب من التدبير الواقعي لشؤونه المحلية متجها إلى بوابة العالم الافتراضي وانطلاقه في التنظير وتوجيه الانتقاد هناك وهناك، تارة بدوافع ومعايير معقولة وتارة أخرى باندفاع طائش قاد بعضهم وراء القضبان بعدما تجاوزوا حدود الانتقاد البناء و"حرية التعبير".
مجالس منتخبة جماعية وإقليمية تعقد اجتماعاتها وفق رؤيتها المنحصرة في إرضاء كوادر الانتخابات وينابيع الأصوات الانتخابية في انتظار كل استحقاق، ما يجعلها لم تتمكن من ولوج العهد الجديد للمقاربة التنموية التي يقودها صاحب الجلالة عبر ورش النموذج التنموي الجديد الذي يجعل من ركيزته خدمة المواطن كيفما كان لونه السياسي والانسلاخ عن الخلفية السياسية بمجرد تسلم كرسي التدبير، والسهر على صرف المال العام في مشاريع تنموية حقيقية بعيدا عن الولاءات السياسية، حيث تبقى أسئلة ورسائل ملك البلاد معلقة، خاصة ما يتعلق بسؤال انعدام ثقة المواطنين في مختلف الأحزاب السياسية، ولا سيما بعد تكرار نفس الوجوه على عرش كراسي التدبير.
إن فشل جل الهيئات السياسية بإقليم سطات مرده ضعف التأطير والتكوين والاستقطاب، والابتعاد عن الأدوار الحقيقية للأحزاب المتجلية في لعب دور الوساطة بين مطالب الشعب ومؤسسات الدولة، ما يجعل معظم شباب الإقليم يختار الانزواء ومقاطعة كل استحقاق انتخابي، لتذمرهم من الوعود التي تتبخر بمجرد الإعلان عن النتائج الانتخابية، في وقت تبقى شريحة الكهلة والشيوخ والمعمرات هي الفئة المستهدفة والمرغوب فيها لرفع نسبة التصويت وترجيح جهة على أخرى.
وضعية لم تعد مستعصية الفهم، حيث سبق أن صرح بسخافة أحد أكبر المحركات الانتخابية بالإقليم أنه قادر على جلب أي مواطن من مختلف ربوع المملكة ولو كان مجهول الهوية وتمكينه من الفوز بأريحية بمقعد في تدبير شؤون إقليم يجهل تاريخه، ما يعكس مقومات السياسة العرجاء التي يعرفها إقليم سطات.
صدقوني أسئلة الشعب والملك بإقليم سطات تبقى معلقة نتيجة التناحر بين الساسة، ما يجعل الشاوية تبقى خارج التنمية، في وقت أن البديهي أن يتحدوا رغم اختلاف تلويناتهم للترافع على قضايا الإقليم والسهر على التنزيل الفعلي للاستثمار العمومي في مشاريع تنموية حقيقية تساير تطلعات ساكنتها التي نخر معنوياتها الصبر وطول الانتظار دون ملامسة احتياجاتها واقعيا، مع انتظار اقتراب الاستحقاق الانتخابي للتشمير على سواعدهم والتسابق بحثا عن كنز كرسي التدبير.