عن رقصة الديك المذبوح نتحدث.. لا تقلب الصفحة حتى تقرأ السطر الأخير لهَلْوَسَاتْ الدكتور يوسف بلوردة

عن رقصة الديك المذبوح نتحدث.. لا تقلب الصفحة حتى تقرأ السطر الأخير لهَلْوَسَاتْ الدكتور يوسف بلوردة

خلال السنوات الأخيرة كان كل من تسأله عن مستقبل مدينة سطات، يرفع حاجبيه إلى الأعلى ويقول لك، إن الله وحده يعرف. كان منسوب الثقة ينخفض بشكل مخيف، وقد كان عامل فقدان الثقة يشكل نفورا للمستثمرين وهروبا للكفاءات، لكن حدث ما لم يكن يتوقعه كثيرون، فالطريقة التي دبر بها المجلس البلدي لمدينة سطات بداية ولايته التدبيرية مع مطلع السنة الجارية، فاجأت الجميع.

المواطنون السطاتيون؛ اكتشفوا أن  بلورة ثقتهم إلى أصوات انتخابية لم تذهب سدى، بل باتت لديهم مؤسسة منتخبة لها القدرة البشرية والمادية  لجلب الاستثمارات وتوفير مختلف البنيات التحتية لتحفيز المستثمرين، حيث دشن المجلس ولايته بالتأشير على أكبر مشروع استثماري لفك معضلة السكن بالنسبة للطلبة بميزانية خرافية تناهز 184 مليار وفق ما تروجه بعض أعرق قنوات روتيني اليومي، وهذا في حد ذاته إنجاز كبير من شأنه أن يعيد الثقة إلى المستثمرين في مسؤولي مدينة سطات، حيث رغم عدم توفر الرسم العقاري للمشروع على البنية التحتية لشبكة التطهير والماء الشروب، إلا أن ثقل المشروع وأصحابه والمتعاونين معهم جعل مسؤولي الجماعة لا يترددون لحظة في منحه رخصة بسرعة البرق، خصوصا أن عددا من مسؤولي الإدارات العمومية بنفس المدينة أظهروا رغبة جامحة في تعبئة خبرتهم لدعم هذا الاستثمار، ما يظهر جاهزيتهم وفعاليتهم ومهنيتهم القانونية لجعله نبراسا يحتدى به في مطابقته واحترامه لمختلف  قوانين التعمير والوثيقة المرجعية لتصميم التهيئة وباقي التشريعات المغربية.

سادتي الكرام؛

قد يبدو الموضوع تافها ولا يرقى إلى مستوى النقاش العمومي، لكن الحقيقة وجب أن تسطع إلى الرأي العام، حيث أن ما قام به عدد من مسؤولي المدينة يستحق التنويه والإشادة بطريقة أسطورية، من خلال مسطرة الترخيص لهذا المشروع التي مرت في سرعة الضوء، ما يجعل نفس المسؤولين يقدمون صورة عن العهد الجديد للإدارة العمومية بمدينة سطات، التي تخدم وتقدم التسهيلات بكل تجرد وبدون مقابل للمستثمرين، ما يبعث على التفائل ويحول معه نفس الإدارات إلى محط أنظار المواطنين، فأسماء هؤلاء المسؤولين المكلفين بإنفاذ القانون حاضرة في معظم حديث المجالس بالمقاهي وستبقى حاضرة بحبر من ذهب في التاريخ المجيد لعروس الشاوية، على اعتبار التطابق والتفاهم غير المسبوق بين مختلف الأطراف المتدخلة في قضايا التعمير داخل المشروع، ما ينم  عن طفرة توحي بجلاء زخم المواطنة والمسؤولية التي على وزر المسؤولين لدعم الاستثمار المذكور دون الحاجة لطلب نسبة منه أو عمولة لتعبيد الطريق له.

صدقا يا سادة؛

اليوم سكوب ماروك تقولها بصوت جهور، لأول مرة نجد مقالات إشهارية لمشروع في المستوى المطلوب، تتناقلها بتقنية “كوبيي كولي” عدد من المنابر الصحفية الأكثر متابعة وقراءة، بعدما تم صياغتها وتحريرها بشكل مسبق، حتى يتسنى اكتفاء بعض ممثلي صاحبة الجلالة، إضافة أسماء محرريها فقط، اللذين أصبحوا أبطالا أشهر من “نار على علم”.

يبدو جليا الآن؛ أن الرابح الأكبر هو مدينة سطات ومسؤوليها، الذين تمكنوا من جلب استثمار مهم من هذا النوع، كفيل بتوفير السكن لأزيد من 2400 طالبة وطالب بثمن رمزي فقط، يصل إلى كذا 1500 درهم للشخص الواحد عن كل شهر، كما سعت إدارة الاستثمار على توفير كمية مهمة من الماء الشروب تصل 3 متر مكعب وكمية من الكهرباء تصل 20 كيلو وات في لكل شخص في الشهر الواحد، في وقت جسدت مقاربتها البيئية المستدامة من خلال فرض أداء الكميات المستهلكة من الماء والكهرباء التي تتجاوز العتبتين السابقتين…

سادتي الكرام؛

يستمر السخاء والكرم الحاتمي للقائمين على المشروع السالف للذكر، عند اكتفائهم ببضعة دراهم فقط، كمصاريف التسجيل والتأمين قبل أداء واجبات الكراء الشهر، حيث لا تتجاوز 500 درهم فقط كمصاريف اعداد الملف، يضاف لها 1000 درهم مصاريف التسجيل، مع ضرورة تسديد 3000 كفالة، و240 درهم للتأمين، الشيء الذي يجعل لا محالة هذا المشروع، اجتماعيا وانسانيا محضا، يستهدف خدمة تطلعات الأسر الهشة والفقيرة القادمة من قرى ومداشر جماعات إقليم سطات، عبر أدائها فقط  مبلغ يناهز ما مجموعه 4740 درهم فقط بشكل قبلي دون احتساب واجبات الكراء الشهري.

سادتي الكرام؛

إن الصورة التي روجتها بعض المنابر الصحفية وعلى رأسها سكوب ماروك، حول المشروع كانت عارية من الصحة ومغلوطة البتة، حيث يبدو أننا بحاجة لأخذ الأمور بجدية أكثر، لأن هذا المشروع الاجتماعي الخيري، يستحق أن يحظى بكل هذا التآزر والتلائم من طرف عدد من مسؤولي المدينة لمساندته، بعدما عمد القائمون عليه على استقطاب اليد العاملة والآليات والمواد الأولية من عاصمة البوغاز إلى عروس الشاوية، احتراما لحرمة أهل الشاوية ولكي لا يتعبوا المقاولات أو اليد العاملة المحلية أو يحملونها مالا طاقة لها به، امتثالا للمقولة الشهيرة “خيرنا ما يديه غيرنا”، علما أن أحد القائمين على المشروع صرح بتوظيف 500 عامل بعد انتهاء المشروع ما يحيل بعد عملية رياضية حسابية بسيطة إلى كون كل أربعة قاطنين من الطلبة لهم عامل يخدمهم، بالرجوع طبعا لعدد المستفيدين المحتملين البالغ عددهم أزيد من 2400 فرد.

مسؤولو مدينة سطات، استطاعوا على اختلاف مواقع إداراتهم الانخراط في هذا الورش المواطن، والاتحاد قصد دفع أهل جوار المشروع إلى تجسيد مكارم الأخلاق وحسن القِرًى (الاستقبال) لضيفهم القادم من العاصمة المتوسطية، حيث يحاولون إقناعهم إلى عدم الحاجة لذبح الأضاحي التي تنحر عادة لاستقبال الضيوف في الشاوية، بل الاكتفاء فقط بمنحه بضعة أمتار قليلة لتمرير قنوات تصريف مياه الصرف الصحي “بوخرارة” ومسلك طرقي من أراضيهم، اللهم أحد الشباب الذي وقف حجرة عثرة أمام هذا الهدف النبيل، بعدما عمد إلى اللجوء في مرحلة أولى إلى القضاء في مواجهة بضعة إنذارات لمخالفات التعمير توصل بها كتمليص للأذن من أب لحفيده لعدم تمكينه من جزء من رسمه العقاري المحفظ بظهير ملكي، حيث أن طبيعة تكوين الشاب الذي ليس إلا نجل الأستاذ الراحل “الفاسي” وعنفوان الشباب يقوده إلى قرع أبواب عمالة سطات احتراما لها، قبل تحويل وجهته إلى التصعيد عبر اللجوء إلى الإدارات المركزية بالعاصمة الرباط وباقي وجهاء عائلته، الذين يتربعون على مواقع حساسة في وطننا الحبيب، قصد الدخول على الخط،  ما سيشكل لا محالة مماطلة تصل إلى سنوات للجري وراء ردهات المحاكم والإدارات المركزية، والانشغال بتحرير الأجوبة على الاستفسارات وتهافت لجن الافتحاص والتفتيش المركزية في العلبة السوداء لطائرة هذا المشروع “السماوي”.

صدقا يا سادة؛

كان حري بنجل “الفاسي” التخلي عنوة عن جزء رسمه العقاري المحفظ لفائدة مستثمر المشروع المذكور، قربانا لمسؤولي المدينة وجبرا لخاطر محرري إنذارات الشطط في التعمير الموجهة له، حتى لا يكون المطبة “مكسر السرعة” أمام هذا المشروع الحداثي، الذي يعتبر منارة داخل القطب الجامعي، ما سيجعل مدينة سطات لها ناطحات سحابها التي تضاهي بها مجمع العمارات ” “Twin Centerالبيضاء.

سادتي الكرام؛

إن السمة البارزة للمشروع هو جاذبيته وقوة التحالف لعدد من مسؤولي المدينة لمساندته بشتى الطرق المشروعة وغيرها بدون مقابل طبعا، الشيء الذي جعل أحد مسؤوليه لا يتردد في الخروج بحوار صحفي مع ستة من ألمع نجوم “الصحافة”، خصوصا أن الحوار يتزامن أياما قبل مناسبة عيد الأضحى المبارك وما يرافقها من مصاريف تتثقل كاهل المواطنين، وذلك لتعداد محاسن المشروع الاجتماعي الخيري ونثر شعر المديح والغزل لسرد مناقب المسؤولين، الذين التأموا وساهموا من قريب أو من بعيد لإخراجه لحيز الوجود، حيث ظهر المسؤول وملامح التعب والإرهاق النفسي والفكري بادية على محياه، نتيجة السهر الليلي المكثف لهندسة كيفية إخراج المشروع في الوقت الزمني المحدد له، خاصة أن المدة المتبقية لإعلان افتتاح باب التسجيل تناهز الشهرين، ولازال المشروع يبحث له عن طريق قريب إلى مؤسسات جامعة الحسن الأول وبنية تحتية تضمن الربط بشبكة التطهير و…و….و….

سادتي الكرام؛

اليوم، يصادف مطلع شهر أكتوبر من سنة 2022، نجل “الفاسي” ببذلة رسمية ضمن الحضور الرسمي لمراسيم حفل تدشين المشروع، بحضور عامل إقليم سطات الذي يرافقه وفد رفيع المستوى من الفعاليات العسكرية والأمنية والمنتخبة يستمعون للشروحات التقنية والفنية للقائمين على المشروع على هامش تدشينه، وعشرات عدسات الكاميرات توثق الحدث الاستثنائي، الذي يأتي أياما قبل انطلاق بداية الدخول الجامعي المقرر في منتصف نفس الشهر، حيث يتبادل المسؤولون مقصا لقص شريط التدشين، في وقت تتعالى تصفيقات الحاضرين.

وبعد لحظات، أحسست بالموازاة مع الهتاف والتصفيق، بقبلة على جبيني، تلتها كلمات رقيقة “بابا، بابا، بابا…كي بقيتي”، لأستيقظ من هلوساتي وهذياني بعدما أصابتني ضربة شمس في هذا الفصل الحار، مكتشفا أن الهتاف والتصفيق لم يكن إلا حركات لعب الصبى ومحاولات طفلتي الصغيرة إيقاظي وهي تردد أغنيتها المفضلة “بيبي شارك Baby Shark”، بعدما أغدقت في النوم العميق مباشرة بعد تناولي لدواء الحمى “السخانة”.