إذا عرف السبب بطل العجب.. عن الرئيس التونسي أتحدث
يأتي استقبال الرئيس التونسي لزعيم “البوليساريو” بعد نحو أسبوع على تشديد الملك محمد السادس على أن ملف الصحراء هو “النظارة التي ينظر منها المغرب إلى العالم وهو المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس صدق الصداقات ونجاعة الشراكات”.
استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد زعيم جبهة “بوليساريو” الانفصالية إبراهيم غالي، في مطار قرطاج الدولي بالعاصمة التونسية، سابقة لم يفكر في اقترافها أي من رؤساء الجمهورية التونسية من العقلاء، الذين كانوا حريصين على استقرار المنطقة وتجنيبها التوترات، وكان المغرب بدوره يتفهم إكراهات تونس بسبب سياقها الجغرافي، بما فيها إكراهات تصل حدود الابتزاز من جيرانها.
خلف البساط الأحمر الذي بسطه الرئيس التونسي قيس سعيد لإبراهيم غالي زعيم عصابة البوليساريو لحضور مؤتمر طوكيو الدولي لتنمية الأفريقية يوجد الجواب عن سؤال من هي الجهة التي فرضت هذا الضيف المزعج، فخلف البساط الأحمر تقف الطائرة الخاصة التي أقلت إبراهيم غالي إلى تونس والتي تحمل شعار الجمهورية الجزائرية، أعقبتها خرجة وزير الخارجية الياباني، يوشيماسا هاياشي، لتأكيد الأمر، عبر تحميله المسؤولية إلى الجانب التونسي فيما يخص حضور زعيم جبهة “بوليساريو” الانفصالية إلى قمة “تيكاد 8″، حيث قال وزير الشؤون الخارجية الياباني، إن بلاده لم تستدع الكيان المذكور، في إشارة إلى جبهة “بوليساريو”، إلى القمة.
وإذا عرف السبب بطل العجب، تونس حسب صندوق النقد الدولي دولة على حافة الإفلاس، والمفلس عادة ما يقبل جميع العروض طمعا في إنقاذ وضعيته ويمد يده نحو أية قشة يراها لتفادي الغرق، ولذلك فالرئيس قيس سعيد استقبل زعيم عصابة البوليساريو استقبال المكره الذي ينفذ تعليمات الجزائر التي تنفق على تونس وتتكلف بمصاريف الحياة اليومية للتونسيين.
لقد حول قيس سعيد تونس إلى مقاطعة جزائرية وحديقة خلفية لقصر المرادية، وأصبح ينفذ بتفاني أوامر العسكر ويوجه الضربات في الظهر لبلد ظل دائما يعتبر تونس امتدادا طبيعيا له.
تونس تستحق رئيسا أفضل من قيس سعيد، الشعب التونسي الذي ضحى بدمه في ثورة الياسمين يستحق رئيسا متعقلا غير مرتهن لأجندات دول أجنبية من أجل حفنة دولارات أو شحنة غذاء.
سيظل التونسيون يتذكرون أن رئيس الدولة الوحيد الذي زارهم في 2014 ومكث عندهم عشرة أيام متجولا في شوارعهم دون حراس عندما كانت تونس ممزقة خارجة للتو من أتون العمليات الإرهابية التي خربت سياحتها هو الملك محمد السادس نصره الله وأيده. الشعب التونسي يتذكر وسيتذكر ذلك الأجيال، وهذا هو المهم، فالرؤساء، مثلهم مثل نزلة البرد، يأتون ويذهبون بينما الشعوب تبقى وتتذكر.