في مسرح العرائس.. هل يعبد “الشاي بالياسمين” الطريق من سطات إلى روما؟

في مسرح العرائس.. هل يعبد “الشاي بالياسمين” الطريق من سطات إلى روما؟

في مسرح الدمى المتحركة، الدمى مجرد تماثيل جامدة من خشب، روحها في أنامل محركها، هي جزء منه، وخيال ظله، هي الصدى لصوته، وهي مرآة لضميره..، يمرر المحرك أفكاره الجريئة ورسائله إلى من يهمهم الأمر.. وإذا مر العرض رديئا، فالمذنبون هم الدمى، والمحرك المجهول يختفي وسط الجماهير الساخطة ويرفع معهم عقيرته احتجاجا، ويرجم الدمى البليدة بحجارة نهاية الخدمة.

في مدينتي، لسنا في حاجة إلى دمى متحركة من صنع الخيال الفني، فالفرجة عندنا تشبه تلفزيون الواقع، وأكثر صدقية وواقعية، لأن دمانا المتحركة من لحم ودم ولها شارب ولحية، والشعب هو الجمهور، بينما المحرك يحمل في يده الروموت “التيليكوموند” من داخل أسوار عمالة سطات.

سادتي الكرام؛

كثرت الدمى النطاطة في مشهدنا السياسي البئيس داخل مدينة سطات في الآونة الأخيرة نتيجة تعميم تجربة الفيلم المصري “مرجان احمد مرجان”، حيث أن “الشاي بالياسمين” بات العلامة البارزة لتعبيد أي طريق ولو من سطات إلى روما.

تعددت العروض الساخرة، وتنوعت التماثيل والأقنعة، وهناك عرض هزلي طويل بدأ ولم ينته ولن ينتهي يتعلق بكعكة الطريق 161، ولا مؤشر في الخط الدرامي للوقائع يوحي بنهايته القريبة،  فالأحداث تتحرك بسرعة البرق وتسير جميعها في اتجاه واحد هو أن الطريق 161 ستبقى مجرد “أسطورة” أو مجرد “أضغاث أحلام”، الشخوص تلوك الحوار نفسه بأساليب تدليسية، العقدة في ذروتها، والكراكيز بدأت تتعب، الجمهور مل واكتأب، والكركوز الذي يلعب دور البطولة بدأ يفقد عقله ويخرج عن سياق النص بعدما تورط في عدد من الاختلالات القانونية في مجال التعمير وغيره، وباقي الدمى الصامتة خيوطها معطلة، وطاهي المطبخ الذي يحرك الجميع، شارد في حركة انتقالية على أبوابه، بينما طابوره الخامس منشغل بفكرة صناعة دمى جديدة يأمل في أن تكون لها القدرة على إقناع باقي الكراكيز ومعها الجمهور بجودة كعكة الطريق 161.

سادتي الكرام؛

دون تردد تأكدت اليوم، أن أغلب منتخبينا لا يتحركون إلا بمشيئة المطبخ إياه، إنهم بلا إرادة أولا، وليسوا أصحاب قضية ثانيا، ولا يدركون مهامهم ومكانة أنفسهم ثالثا، ولا يمثلون إرادة الساكنة التي انتخبتهم رابعا، ولا يفقهون المسئولية الدينية الوطنية والإنسانية والدستورية التي يتحملونها على أعناقهم خامسا، وأنهم يجهلون أو يتجاهلون أو يحرصون على تجهيل الآخرين بالضوابط والتشريعات التي توضح بجلاء لا لبس فيه أن مختلف الخطوات والمراحل التي تم قطعها لطهي كعكة الطريق 161 في مطبخ عمالة سطات مجانبة للصواب والقانون والمنطق.

سادتي الكرام؛

كركوز بطولة المسرحية الهيتشكوكية للطريق 161، بإصرار مريب وتسرع مهزوز قام بتوريط الطباخ إلى إحالة كعكته للمصادقة في مسرح الدمى ببلدية سطات، قبل يتراجع بعد مقالة لسكوب ماروك التي كشفت اختلالات قانونية بالجملة في هذا الموضوع، لينقر على التليكوموند بتعليمات جديدة مفادها توجيه الدمى المتحركة إلى تأجيل النظر في الكعكة المذكورة بدعوى مفادها أن تصميم التهيئة غير موجود حاليا من جهة والملف غير جاهز لعدم خروج لجنة التقييم لتقدير تكلفة نزع الملكية من جهة ثانية، في وقت أخفى الطباخ وكركوزه الرئيسي على باقي الدمى عددا من الوقائع الجديدة المتعلقة بكون جامعة الحسن الأول بترسانتها المتكونة من عدد من المؤسسات الجامعية، إضافة إلى الحي الجامعي للدولة بنيانه فوق الطريق المذكورة، فهل سيتم هدم كل هذا الصرح العلمي من جهة والتعسف على باقي رعايا صاحب الجلالة لنزع ملكياتهم العقارية إرضاء وجبرا لخاطر مستثمر خاص وحيد، فحتى الحل الترقيعي المؤقت لتمرير قنوات شبكة التطهير من داخل الحي الجامعي للدولة توقفت مؤخرا بعد قرار منع من الإدارة المركزية بعدما تناهى إلى علمها السيناريو المحبوك بمدينة سطات.

سادتي الكرام؛

ولأن الكركوز الرئيسي حاول بهتانا بأساليب تدليسية إيهام باقي الدمى، التي لم تتحرى اليقين عبر النبش في الموضوع والوثائق لمعرفة الحقيقة، عاملا على توجيههم  أن كعكة الطريق 161 ستفك العزلة على عدد من المرافق العمومية الملحقة بالحرم الجامعي، في وقت تناسى عمدا أن يخبرهم أن الطريق 161 لا تمر أمام المرافق المذكورة أصلا، من قبيل أنها لا تمر أمام الحي الجامعي للمجلس الإقليمي ولا تمر أمام المعهد العالي لعلوم الصحة وكلية اللغات والعلوم الإنسانية، بل تهدف في الحقيقة الواقعية إلى إيجاد منفذ ثاني لفائدة مستثمر خاص قريب من الجامعة فقط، لأنه لو كان فعليا يريد فك العزلة على المرافق المذكورة، لتم اعتماد عدد من الطرق المنجزة والمسلمة إلى الجماعة كمرافق عمومية، بدل البحث عن طرق في الورق فقط، حيث على سبيل الذكر، لعل الذكرى تنفع ما تبقى من المؤمنين، يمكن الاستعانة بالطريق رقم 549 التي تؤدي إلى المعهد العالي لعلوم الصحة  وباقي أوراش المؤسسات الجامعية السالفة، قبل أن تتقاطع مع الطريق رقم 1 التي تمر أمام الحي الجامعي للمجلس الإقليمي، حيث أن الأخيرة تتقاطع مع الطريق رقم 4 التي يؤدي إليها الشارع رقم 163 الذي يخترق تجزئة المنظر الجميل، لتستمر الطريق رقم 1 من الحرم الجامعي إلى حي مجمع الخير مرورا بمختلف أحياء الجهة الشرقية لمدينة سطات.

سادتي الكرام؛

إن نهج الكركوز الرئيسي لتوجيه عدد من دمى مسرح العرائس إلى اختيار طريق من وحي الخيال لا تتواجد إلا على الورق، ومحاولة إخفاء طرق منجزة ميدانيا يهدف بالأساس لكي لا يتسنى لما تبقى من عقلاء جماعة سطات أخد القرار العاقل والمنطقي والصائب، ما يؤكد النية المبيتة للكركوز الرئيسي بأساليبه التدليسية المعروفة التي تهدف بالأساس خدمة أجندة المستثمر الخاص السالف ذكره فقط، ولا علاقة للأمر بفك العزلة ومختلف المبررات الواهية التي تم تداولها في أحد اللجن الإدارية ببلدية سطات.

يتبع….. “كل الطرق لا تؤدي إلى روما”  رواية من تأليف الكاتب المصري محمد طارق