إلى تناطحو الثيران.. سخط الله على سطات
وأنا أتابع كواليس وتداعيات تحريك مسطرة عزل رئيس جماعة سطات، أيقنت بما لا يدع مجالا للشك، أن المرء ولو اقتضى الحال، الحركة مثل طابور النمل بجوار الجدران، يجب أن يطلب “السلامة”، على اعتبار أن قراءة لخلفيات الموضوع السالف، لا تعدو أن تكون ملاحظات أو مؤاخذات كثمرة لتقرير نهائي صادر عن لجنة “الغات”، سرعان ما أصبحت بقدرة قادر اتهامات أو اختلالات بمنطق النكتة المغربية الشهيرة “مالك مزغب”، بعدما رفض الرئيس الانبطاح لعدد من التعليمات على قول الظاهرة الغيوانية “مهموني غير الرجال إلى ماعو”، علما أن “ماعو” نسبة إلى صوت الخرفان “التمعميع”، دون الحاجة للغوص في نبع التعليمات أو غاياتها، التي بات يعلمها العام قبل الخاص، ما يعيد إلى أذهاننا الأغنية الغيوانية الشهيرة “يا جمّال رد جمالك عـليـنا راه احنا أولاد ناس وف العز تربينا”.
يا سادتي الكرام؛
من يعمل مثلي، كمشاهد أو متفرج من أعلى مدرجات الساحة السطاتية، يتمسّك بالتّنقيب الدقيق عن الوقائع، بعيدًا عن حرارة المواقف الحماسية أو الانفعالية أو الانتهازية، خاصّة عندما تنمّ بعض الأفعال والمناورات عن بُعدٍ رمزيٍ أو استغلالٍ إعلاميٍ لتسجيل نقاط معينة أمام الكاميرات، على اعتبار أن قلمي التحريري، يحمل بين طياته مسؤولية أكاديمية وأخلاقية تقضي بضرورة تشريح القرارات والخطابات السياسية لتصفية الوقائع من الإسقاطات السياسية أو التشويشات الأيديولوجية، باعتبار أنّ كلّ طرف يمكن أن يلوّح بمجرّد “نصف الحقيقة” أو تطويع التاريخ والتلاعب بسيكولوجيا الجماهير، حسب تعبير غوستاف لوبون.
يا سادتي الكرام؛
لا غرابة أن يثير تحليلي للمشهد السياسي السطاتي، الجدل ويجر ورائه سيلا من اللغط، عبر إثارة حفيظة أنصار كل طرف في لعبة الشطرنج، خصوصا إذا ما تابعنا معالجة التسابق المحموم السابق لأوانه مثلما استبق قرارات المحكمة، لخلافة الثانوي على عرش جماعة سطات، لكن وفق منطوق المثل المغربي الشهير “كون كان الغربال عندو العقل، غاعما يطيح الدقيق ويشد النخالة”، فاستثارة التغيير داخل المؤسسة الدستورية لجماعة سطات، أبدي خلاله حذراً أكبر اتجاه هذا “التغيير”، خاصة عندما تفرضه علينا عوامل خارجية، حيث يستوجب أيضا استحضار “قيمة الاستقرار” وتفادي “الاحتقان”، مع تعزيز إدراكنا بما يطلق عليه “إدارة الاستقرار”.
يا سادتي الكرام؛
إن تمسّك خطي التحريري، بعقلانيتي وأخلاقيات الفعل الأكاديمي وحياد فلسفة تسوية الصراعات والوساطة والتحكيم، وبقية آليات الحدّ من التّصعيد، لأني لا أمِيلُ ولا أُسْتَمَالُ نحو تأليب المشاعر والنفخ في قِرَبٍ مثقوبة هنا أو هناك. وهنا يكون من الأجدى بمن يُغذق على هذا أو ذاك صّفات قدحية، أو يُسقط عليه جامّ لعناته وأحقاده، لأنه رفض الامتثال أن يكون فردا ضمن مجموعته او لم يجد فيه ضالّته، أن يعيد إلى ردهات أقسام الصف الابتدائي لمتابعة دراسته، إلى أن يعي يوما أن مختلف المساطر القضائية والقانونية لم يتم استنفادها، وبالتالي فلهطه وهرولته على الكرسي مجانب للصواب أخلاقيا قبل أن تكون قانونيا، لكن ما عساي أقول لما يؤمن بالمثل المغربي “فاش كطيح البقرة كيكثرو الجناوي”، حيث بزغت بعض الأطرف لتتقمص شخصية ” تشي جيفارا” لتنطلق في إعطاء الدروس عن الوطنية ومنافع المحاسبة ومحاربة الفساد، وهو حق يراد به باطل عند البعض، لأن سيكولوجيا كل فرد مدونة في تاريخه منذ نعومة أظافره، دون الحاجة لسرد لطخات كل طرف، ودون الحاجة لمناقشة الببغاوات التي تصيح قبل ديكها.
يا سادتي الكرام؛
المهم بين هذا وذاك، أن مختلف هذه المناوشات أو الصراعات، الظاهرة والخفية منها على كرسي رئاسة جماعة سطات، لن تخدم بأي حال أو أحوال، احتياجات وتطلعات الساكنة السطاتية، التواقة للتنمية، علما أن هناك جانب اعتاد الصيد في الماء العكر، يستغل هذه الخلافات والاختلافات لقضاء مآربه، بل منهم ما من يعمل وفق المثل المغربي “صَبَّ الزيت على النار، باش تزهر”، في وقت تبقى عزيزتي ومدينتي سطات هي ضحية أولى قبل كل شيء لهذه الجلبة، وبالتالي من حقي النطق بنافلة القول “إلى تناطحو الثيران، سخط الله على البرواغ”، مع اعتبار الاستعارة لكلمة “البرواغ” تحيل إلى مدينتي سطات.