دعوني أقول للملك عن حلمي ومعي الآخر

دعوني أقول للملك عن حلمي ومعي الآخر

في مدينة سطات، ونتيجة حتمية لتحول أحلامنا البسيطة إلى أضغاث أحلام، بات العديد منا يردد في كينونته، احتمالية تحقيق الحلم الكبير، متمثلا في زيارة ملكية لهذه المدينة التي تشكل جزءا لا يتجزأ من جغرافية المملكة الشريفة، التي ناضل أجدادنا في فترات سابقة لنيل استقلالها بكل بسالة وغيرة على الوطن.

هناك من يحلم ويكبر، وهو يمارس الحلم لا غير، ثم يتحول حلمه في مراحل لاحقة إلى كابوس عندما يجد بعض المسؤولين بسطات يعيشون على سفك أحلام الآخرين، في حين أن هناك من المواطنين من يذهب للحلم ليلا على شبكات التواصل الإجتماعي بغد مشرق للمدينة، فيما البعض الآخر يذهب ببساطة للنوم لا غير، فعلى سريره لافتة تحمل عبارة واحدة بخط عريض “صنع للنوم فقط وكل استعمال لغير هذا الغرض يعرض صاحبه للمتابعة …. الكابوسية”.

فلماذا يا ترى، أحلم وآخرون معي من ساكنة المدينة بزيارة ملكية؟

الجواب بسيط بالطبع، فبعض المسؤولين على اختلاف مناصب ومواقع مسؤولياتهم في هذه المدينة، التي لبست جلباب القرية، يستحقون عن جدارة واستحقاق، لقب متقاعدين عن أدائهم الوظيفي إلى حين إشعار آخر رغم توصلهم بداية كل شهر بمستحقاتهم من مالية تجمع من جيوب دافع الضرائب المحلي.

لنجري تشخيصا بسيطا لواقع المدينة بصراحة ونحصي إنجازاتمسؤولينا على اختلاف رتبهم ومواقعهم في المسؤولية: تتجول الدواب بكل أريحية في شوارع وأزقة المدينة مما يؤكد أن مسؤولي المدينة يحترمون الحيوان !! كلاب شكلت تمثيليات لها داخل الأحياء الشيء الذي يجعلنا ننوه بالمجهودات في إطار الرفق بالحيوان !!الملك العمومي والشوارع مزدحمة بالباعة المتجولين تشارك المارة في رصيفهم تتعالى أصواتهم بجوار مؤسسات تعليمية وإدارية تفعيلا لحرية الصياح والتجول !! شوارع ومؤسسات إدارية عبارة عن علب إسمنتية لا تشابه نفس المؤسسات في مدن نفس الوطن تفتقد إلى اللمسة الجمالية ما يجعلنا نقتنع أن مسؤولي المدينة لا يبدرون المال العام ويكتفون بـ “التسلاك” !! عربات جائلة بالدواب والأيادي لبيع الخضراوات والفواكه يديروها من خلف الكواليس منتخبون في تشجيع لتشغيل اليد العاملة!!!

يا سادتي الكرام؛

إنارة متردية في العديد من المواقع ربما حفاظا على الطاقة واندماجا في التنمية المستدامة !! براريك تقف شامخة خلف الثانوية الإعدادية بن عباد وبشارع الزرقطوني حفاظا على التراث البراركي من الانقراض !! منطقة صناعية فارغة من المصانع خوفا على المدينة من التلوث الصناعي !! بضعة عمال لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة ينتمون لما يسمى الإنعاش الوطني يسبقون الخرجات العاملية وينمقون محيط إقامته، في وقت أدوارهم مثل عددهم أكبر وفق الميزانية المخصصة لذلك، ما يحيل إلى “ترشيد المال العام” ومنهم محظوظون يتوفرون على بطائق لنفس المؤسسة موزعة على ذوي القربى ما يجسد الشعار “خيرينا ما يديه غيرنا” !!! مشاريع أطلال متعثرة الإنجاز تفعيلا لمقولة “العجلة من الشيطان” !! متشردون ومتسولون يحتلون مدارات وبوابات الإدارات العمومية تماشيا مع معاهدات حقوق الإنسان !! حدائق بأشجار وأعشاب مصفرة خجلا من الزوار !!مدينة بحافلات للنقل الحضري على قلتها منعا للتلوث بسطات ودفعا للموطنين للمشي وممارسة الرياضة!!…!!.. !!

سادتي الكرام؛

عندما نرسم وردة على الورق، لا تكتمل روعتها بدون عطرها، كذلك بعض المشاريع عندما نرسمهم صورا في دفاتر التحملات والدراسات والاتفاقيات بمختلف ردهات مؤسسات القطاعات الحكومية ونقطا ضمن جدول أعمال دورات المجالس المتعاقبة بقصر بلدية سطات ومواضيع محورية في اجتماعات موسعة بمقر العمالة…، لا يحققون التنمية إلا إذا خرجوا للوجود… بمدينة سطات عشرات المشاريع المدونة على الورق، إنه ما يشبه التحالف المقدس بين استراتيجية التنمية الحضرية وبرنامج التأهيل الحضري وأخرى قطاعية لمؤسسات حكومية، مع مسؤولين هلاميين لم ينسجموا مع العهد الجديد لروح وفلسفة دستور 2011، كما لم يستوعبوا الدروس المعلنة والرسائل المشفرة لخطب صاحب الجلالة الملك محمد السادس حول التنمية.

إنها إنجازات مبهرة لمسؤولين تعاقبوا على كراسي المسؤولية بمدينة سطات، منهم منتخبون وآخرون يمثلون قطاعات حكومية وآخرون يمثلون أم الوزارة “الداخلية”، دفعت الساكنة لتحلم وهي نائمة أو يقظة بزيارة ملكية لعاهل البلاد، وذلك مرده أني ومعي الآخر من بنات وأبناء هذا الوطن، لم نعد نثق إلا في الملك.

…يتبع…