هل ينجح عامل سطات في تنزيل “تيكي تاكا” الركراكي.. أم سنظل نعيش على أمجاد الوالي مفكر؟
يُقال سقطت ورقةُ التوت، كنايةً عن اكتشاف ما كان يُظنُ أنه لن يُكشف، أو انكشاف الستر عن شيء، حيث تستخدم لتدل على تعري حقائق وانفضاحها للملأ، فالأحداث والمشاهد الأخيرة التي تعيشها مدينة سطات، أسقطت ورقة التوت، فجولة بسيطة في ثنايا مدينة سطات، تكفي القاطن أو الزائر ليكتشف بجلاء أن الأمر لا يتوقف على أزقة الأحياء السكنية، بل امتد إلى الشوارع الرئيسية، والقلب النابض للمدينة (زنقة القايد علي، زنقة الشهداء، محيط قيساريتي الشاوية والرجاء، ساحة محمد الخامس، شارع عبد الرحمان سكيرج، شارع الزرقطوني، شارع القاضي عياض، شوارع إقامة سلطانة….)، التي ترصعت بمختلف أنواع الإهمال العمومي، فتحولت المواقع السالفة بقدرة قادر، إلى أسواق عشوائية تعج بالمتناقضات، ما عظم من شكيمة العشوائية في أبشع صورها، بعدما استهدفت هذه الغزوة حقوق المارة والسائقين في السير والجولان، وتشكل مصدر إزعاج للقطانين، وتقوض مجهودات عدد من الفاعلين والمتدخلين، الذين باتوا مجبرين على مضاعفة مجهوداتهم في مقدمتهم عمال النظافة….
سادتي الكرام؛
ربما العديد، سيوجه بوصلته اتجاه المجلس البلدي الجديد، لجلده رغم أن عمره الافتراضي لا يتجاوز الأسبوعين، أو نحو الباشا الجديد الذي لم يعمر بالمدينة إلا زهاء شهر تقريبا، أو في اتجاه قياد الملحقات الإدارية، علما أن معظمهم معينون في الحركة الانتقالية الأخيرة، أو في اتجاه المصالح الأمنية باعتبارها المسؤولة عن كل احتلال فوق الاسفلت رغم انشغالاتها المتشعبة في الجمع بين مكافحة الجريمة وبثر هذه الفوضى، لكن لا أحد حاول نفض الغبار عن كواليس هذه الهجمة الشرسة على الملك العام الجماعي، فلربما كانت هناك أيادي خفية تحرك هؤلاء المحتلين، الذين ينزحون في غارات بعد عصر كل يوم على المواقع المذكورة، فلعلهم مجرد كراكيز في مسرح للدمى يتحركون بتعليمات من خلف الستار ، على غرار ما كان يقدمه الفنان محمود شكوكو، فقط يتجلى الفارق في كون المتحكمين هنا، في “الماريونيت” هم أشخاص يحاولون بشتى الوسائل إما إفشال التجربة الجديدة للمجلس الجماعي لأهداف انتخابوية محضة، أو توجيه صفعات لبعض الجهات دون غيرها.
سادتي الكرام؛
فلا يمكن لعاقل، أن يتقبل أو يستوعد هذا الاجتياح للباعة كما للدواب الشاردة، على مختلف مناحي الحياة اليومية السطاتية، فلم يعد يخلو أو يسلم مكان منها، بل وصلت إلى محيط مقر قصر عمالة سطات أو أمام عدد من المؤسسات الحيوية في الشارع النابض للمدينة (بنك المغرب، ولاية أمن سطات، سرية الدرك الملكي، المحاكم…)، ما بات يثير لريبة تقتضي صحوة جميع المتدخلين، دون الحاجة لسرد او استعراض واجبات وحدود المسؤوليات القانونية لكل طرف.
سادتي الكرام؛
حان الوقت لعامل إقليم سطات، ليتقمص مهمة وليد الركراكي في إدارة المنتخب، لكن هذه المرة لتحرير عاصمة الشاوية من مظاهر العشوائية، وذلك عبر صياغة “تيكي تاكا” سطاتية، فلا تنجلي خيوط الشمس الأولى لصبيح يوم من الأيام القادمة، منسدلة بغنج ودلال على مدينة سطات، حتى يردد المارة والسائقون والقاطنون والغيورون على المدينة في سريرة أنفسهم أو علانية “سير سير سير…”، وهم يشاهدون الجرافات والشاحنات بإشراف وحضور مختلف المتدخلين دون استثناء، يزحفون لتحقيق “غول” سطاتي في مرمى مستعمري الملك العمومي ومبتدعي العشوائية بالمدينة، فينسف بذلك كل المحاولات التشويشية للوبي مقاومة التغيير والتطبيع مع البداوة التي أعادت المدينة إلى مظاهر قرى القرون الوسطى.
سادتي الكرام؛
كتبت في سنوات خلت، في نفس هذا الحيز من افتتاحية سكوب ماروك “كل المحتلين سواسية أمام جرافة الوالي مفكر” تعليقا على الحملة التي خاضها مختلف المتدخلون حينها بقيادة الوالي محمد مفكر، الذي ارتدى لباسه العسكري وخرج بنفسه ليشرف على حملة واسعة لاسترجاع هيبة الدولة وتحرير المدينة من الفوضى، وأعتقد بما لا يضع للشك مجالا بأن هؤلاء المحتلين الصغار سابقا، سيتفهمون اليوم مرامي الحملة المنجزة لإجهاض واستئصال مختلف مظاهر احتلال الكبار للرصيف واسفلت الشوارع والساحات العمومية والمرافق والبنيات الجماعية، رغم معاناتهم الاجتماعية، إنه الوطن الذي ننشده، حيث يحس كل أبنائه بأنهم سواسية أمام القانون!!!؟؟؟؟
الملعب هنا هو مدينة سطات، لا شك بأن الجميع سيعشقها بجنون، واللاعبون هم نسيجها السكاني مسؤولين ومواطنين وفعاليات جمعوية، والمدرب هو عامل إقليم سطات، فهل سيتحقق حلم ما سلف ذكره أم يبقى مجرد مناجاة على شكل أضغاث أحلام تضيع تحت راية التسلل دون الحاجة للعودة للاستعانة بـغرفة “الفار”.