ضيع المفسدون مجد مدينتي لكن سترد الحياة يوما وشاحه

ضيع المفسدون مجد مدينتي لكن سترد الحياة يوما وشاحه

في الوقت الذي اشتعلت فيه حمى الانتخابات وتسابق فروع الأحزاب داخل مدينة سطات، الوقت لكسب نقاط إضافية قبيل الانتخابات الجماعية التي ستنظم في شتنبر المقبل، ما تزال نسبة كبيرة من الساكنة لا تبدي أي اهتمام لما يجري داخل هذه الأحزاب بما يعطي الانطباع أن الانتخابات المقبلة لن تشكل حدثا استثنائيا في إفراز النخب. إلا أن عدم الاهتمام الشعبي بالتحضير للانتخابات المقبلة يوازيه في المقابل اهتمام واسع من طرف بعض الصحف التي دأبت منذ مدة على تخصيص زوايا لنشر أخبار تتعلق بالانتخابات سواء باستقلالية تامة إو بإيعاز من هذا وذاك.

 

في السياق ذاته، بمدينة سطات وفي مشهد مثير للسخرية لا يوجد له نظير بالمغرب و بمثابة رصاصة الرحمة على المؤسسات المنتخبة و الاستحقاقات الجماعية و الجهوية لسنة 2015 المقبلة، يعرض بعض من يحسبون ويعتبرون أنفسهم محترفين للعملية الانتخابية امتيازاتهم على بعض موظفي الإدارات العمومية للإشتغال معهم من وراء الستار في إدارة الحملات الإنتخابية حيث روضوا العديد منهم وطعموهم بأفواج أخرى قادمة من الجماعات القروية المجاورة في تأكيد سارخ للتوظيف المباشر الذي حاربته الحكومة شبه الإسلامية، كما أن هؤلاء السياسيين المحنكين يعرضون خدماتهم على العديد من المواطنين لقضاء حوائجهم وهم الذين كانوا بالأمس القريب لا تجيب إلى علبهم الصوتية "علبة مخاطبكم مملوءة عن آخرها"، كما لم يكتفوا عند هذا الحد بل امتد خيط وصالهم إلى بعض المقاولين والمنعشين العقاريين للحصول على دعمهم المالي لشراء الأصوات مقابل منحهم امتيازات بعد حصولهم على مقعد بات يظهر لهم ضمن المستحيلات السبع نظرا للمفاجئات التي يهيئها لهم الشارع السطاتي لكبح جماحهم ودحرهم كما تمت الإطاحة بمن قبلهم ممن دفعوا بعروس الشاوية إلى سنوات الضياع.

في هذا الصدد، من يتأمل مسار هؤلاء الناس في دهاليز التسيير سيلاحظ أنهم ظلوا طيلة خمس سنوات متوارين عن المواطنين وحتى مكتبهم ظل شاغرا قبل أن يظهروا مؤخرا  بجلبابهم الأبيض تارة لأداء صلاة العيد أو الجمعة أو ببدلة رياضية في اختتام دوريات رياضية أو ببدل رسمية في تدشين مشاريع لم يساهموا في إنجازها ولو بدرهم وحيد.. كما أنهم اخيرا فعلوا هواتهم النقالة وبعثوا لأرشيفهم من الأرقام بتهنئات العيد في منظر يبعث على القهقهة كلما تلا أحدهم "عيدكم مبارك سعيد، بالصحة والعافية وطول العمر"، إنهم قناصون يجيدون فعلا استغلال فقر و جهل عينة من الناخبين التي يركزون عليها سهامهم مستغلين بعض السماسرة الذين تحولوا بين ليلة وضحاها بين عدة حرف بين التسمسير والخياطة وبيع المواد الغدائية وربما طموحهم يقودهم للإستفادة من بعض ممتلكات الجماعة التي يحاول سيدهم تفويتها قبيل آخر ولاية لتدبيره.

إن الإدارة الترابية لا يمكن لها أن تجاري رغبات الطوباويين المفسدين من المسيرين بمنعهم من الترشح أو استعمال المال لأنهم يجدون طرق مختلفة متوارية لتوزيعه، ولكن على الأقل يمكنهم منع الترويج بنسب مشاريع مولتها وزارة الداخلية إليهم عن طريق  ندوات صحفية تنور الرأي العام عن حامل المشاريع الحقيقي، كما على ممثل الإارة الترابية توجيه مذكرات لكافة الدوائر بتوسيع انتشار رجال السلطة لمراقبة التجمعات المشبوهة والولائم التي تضم أكثر من ثلاث وجبات في آن واحد.

خلاصة القول أن بعض المواطنين وخاصة الفئات المثقفة والواعية القادرة على التمييز بين الصالح والطالح من خلال الإقبال على خدمات هؤلاء المفسدين والبهرجة لهم تصبح شريكة في نسف عملية البناء الديمقراطي مما يجعلنا نقرأ الفاتحة على مستقبل مدينتنا ما لم يقلبوا الطاولة بأصحابها في الدقيقة التسعين، عندها سأقول لكم باعتزاز "ضيع المفسدون مجد مدينتي لكن ردت الحياة يوما وشاحه"

{facebookpopup}