أبرار لوطن يهمش فيه أهل العلم ويحترم فيه أهل الجهل
عمودي لهذا الأسبوع وشاح لصدور علماء وأدباء ومثقفي ورياضيي ومبدعي هذا البلد الذين كتب عليهم العيش في هامش الحائط، بينما ولج آخرون بدون إنجازات لحياة الرغد. أكتب إليكم وإن لم يحصل لي شرف معرفتكم، لأني مؤمن كل الإيمان أن "الإنجازات تتكلم عن أصحابها".تتداول أسمائكم في كبريات المجلات والجرائد والقنوات والمجالس العالمية، وتلوح إنجازاتكم في سماء العلم والاختراع والإبداع والثقافة والرياضة في حين يتنكر لكم أبناء بلدكم.
تناقضات هذا الزمان تجسد مقولات الأسلاف المغاربة "بدل العتبة يا بغيتي تزيد القدام". عالم الغرب الذي قدر قيمتكم وحاول اقتناصكم في أكثر من فرصة، واضعا حياة الرفاهية أمامكم والتهميش في وطنكم ورائكم. فقررتم بكل بسالة وجرأة الإنتصار لوطنكم وعدتم وأنتم مرفوعي الرأس خاوي الحقائق لا تملكون إلا إنجازات لا زال مسؤولي بلدكم لا يتحلوا بالثقل الفكري والمعرفي لتثمينها.
أبيتم أن تبيعوا وطنكم كما فعل غيركم فنجى بنفسه وعاش في بحبوحة ورغد الحياة، لكن كل الأبواب صدت في وجهكم لأن الحاجة اليوم وغدا إلى مزيد من الرقص والغناء حتى ينشط الشباب أكثر ويرقص وينسى الهم والغم، لأن الحاجة اليوم ليس للبحث والمعرفة بل لتبادل أفكار الدلالة.
أنتم الأبرار لوطن يهمش فيه الباحث وتعتلي قنواته الراقصات، أنتم جنود وطن لا يستفيد من خيراته إلى الانتهازيون…أنتم عبق هذا العالم فلا تحزنوا أسيادي فلا تعايش بين أهل الجهل وأهل العلم منذ قديم الزمان، لا تحزنوا إن غاب اسمكم في سمائنا اضطرارا، لا تحزنوا إن اتجهت عدسات وطننا لغيركم، لا تحزنوا إن لم تنالوا حقكم في وطنكم، لا تحزنوا إن جدفتم خارج التيار، لا تحزنوا إن لم يستقبلوكم بمطارات بلادنا، لا تحزنوا…لا تحزنوا… فالمجد في وطننا للسيف ليس للقلم، إنما نحن للأسياف كالخدم، كما جاءعلى لسان الشاعر قائلها.
شمعتكم مضيئة تقول للمغاربة اسلكوا هذا الطريق الوعر من أجل الوطن، من تكسير القيود، ستبقوا نبراسا ووقودا من أجل الاستمرار في طريق الإبداع رغم الطغيان والجحود.
{facebookpopup}