سطات.. جوهرة يتيمة و جواد تخلى عنه الفارس..
حالة من الترقب، من الجمود و من الانتظارية القاتلة تعيشها كل دواليب الحياة التنموية بمدينة سطات. مسؤولو المدينة منشغلون بترقيع إن لم نقول بتبييض سنوات من التواجد الصوري على مسرح الاحداث، ويراهنون على ذاكرة اضعفها ثقل واقع تكالبت عليه كل الظروف لتجعله عصيا على التجاوز .
هل يستحق مسؤولونا مواطنين بكل هذا الخنوع واللامبالاة ؟ أكيد لا ، فالأمر بالنسبة لهم مثل ابتسامة المهزوم التي تنفد كالسهم لقلب الفائز و تسرق لحظات الزهو و نفخ الاوداج. دعونا يا سادة نستأذن خنوعنا و نحاول اعادة تركيب الصورة ، على مسؤولي مدينتنا باختلاف انواعهم ورتبهم إلا من رحم ربك تدخل شؤوننا واحتياجاتنا وتطلعاتنا التنموية في خانة وقتهم الثالث، يحضرون والله أعلم الى مقر مكاتبهم فقط.
تحولت حاضرة سطات إلى قصبة سطات بشتى مظاهر البداوة وزادها عطر الاوراش المتوقفة والمفتوحة هنا وهناك دون السهر على اتمامها جمالا في انتظار الفصل المطير حتى يطير كل "الزواق" وتظهر حقيقة مشاريع تأكل كل سنة الملايين دون ان يكتب لها الاستمرارية لانها مرقعة.
همشت سطات و اغتصب حقها في مخطط التنمية الحضري الذي اعطى توجيهاته الاساسية جلالة الملك، لكن الحكومة اجمعت في وقت يشكل الإجماع على أمر استثناء بالنسبة للحكومة -أجمعت- على تجاهل مسؤولية إلتزامها بتفعيل المخطط ، و لم يكلف مسؤولو المدينة نفسهم عناء إقناع حتى زملائهم في قمة القرار لكي ينظروا بعين الرأفة الى مدينة تحتضر.
أبناء الشاوية وسطات بالخصوص كانوا ينتظرون منهم ومن مؤسساتهم أن "يخوضوا معركة تنموية" من أجل حق منطقتهم و من أجل تنفيد الالزام الحكومي، لكن هل كان وقت مسؤولينا الهلاميين يسمح ؟ بل هل الأمر في الاساس يشكل أولوية في رزنامتهم الزمنية؟
مرت العديد من الأحداث تحت جسر مسؤولي مدينتنا الموقرين، لكن عدم توفرهم على ساعات جعلهم لا يأبهون للوقت الذي يمر وهم منشغلون بتبادل الفييوهات والعبث واللغو والتطبيل في شبكة التواصل الإجتماعي "فايسبوك، واتساب…" ، و ليعدرنا خنوعنا للتقليب في دفاتر انجازات مسؤولي مدينتنا المبهرين فلا شيء أنجز و لا شيء تحقق اللهم اعمال بروتوكولية لحسابات جوفاء و توزيع ميكانيكي لميزانية في مشاريع مشلولة ولدت معاقة مع احترامي لذوي الاحتياجات الخاصة.
أدوار مسؤولي مدينتنا أكبر من أن تختزل في كونهم بطون تجلس على الكراسي أو مناسبة للالتقاء على أكواب الشاي و قنينات الماء المعدني والحلوى في حالات استثنائية. لكن مدينتنا اليتيمة أبتليت من حيث لا تدري بمن لم يقدر كونها جوهرة ..
جوهرة يتيمة و جواد تخلى عنه الفارس..