رجاء لا تلبسوا مصلحة مدينتي تيمة الماء العكر!!

رجاء لا تلبسوا مصلحة مدينتي تيمة الماء العكر!!

نتداول في مجتمعنا الشعبي عدة تعبيرات كقول: إن فلانا يصطاد في الماء العكر.. أو أنه يعكر الماء لكي يصيد فيه.. ونحن نقصد أنه اختار جوا سهلا لكي يصطاد والعكس صحيح، حيث بدأت أسمع منذ طفولتي أن شخصا أو جماعة ما تصطاد في الماء العكر ! ؟ لكن ضللت دائما غير واعي ولا أفهم المعنى الحقيقي لهذا القول، ما المقصود بهذا الأمر؟ وما المراد بهذه المقولة؟

في السياق ذاته، تعددت التفسيرات والمعاني حول هذه القولة، حتى أينعت لأجد مجد مدينتي يتراجع رويدا رويدا وتنتقل حاضرتي شيئا فشيئا نحو البداوة حتى تحول اسم مدينتي لسبابة ونكتة تلوكها الألسن في مظاهر القرية والتهميش، حاولت تفسير دواعي ذلك مستهجنا واسأل بكل استغراب ممكن: هل هناك وجود فعلي لمن يرغب في تحويل مدينتي إلى ماء عكر للإصياد بكل أريحية؟ خصوصاً أني متعلم مثقف حصلت على أعلى شهادة جامعية في العالم ومن أعتد الجامعات المغربية لا يجب أن أؤمن بمثل هذه الأشياء، فالعلم في رقيه الإنساني يفترض أن يرفع من مكانتي وطريقة تفكيري؟! لكن توالي السنوات شكل المفاجئة لأكتشف تفنن بعض الأشخاص في اختيار أساليب الصيد في الماء العكر، ويوجد لبعضهم قدرة على تعكير الماء نفسه للاصطياد فيه، ومثل هؤلاء يعتمدون أساليب كثيرة ليهدموا حياة أشخاص معينين لأهداف سياسية أو نرجسية تخدم مصلحة الأنا بالأساس، ليغرسوا الفرقة والإنقسام فيما بين مثقفي ومسؤولي وفعاليات مدينتي..

في هذا الصدد، منهم من يعتمد على الوشاية بأنواعها الصحيحة والكاذبة بحق أشخاص وهيئات ومؤسسات وجمعيات ناجحة ليكونوا بعيدين عن القيام بأي تصرف سليم وتلطيخ سمعتهم في المجتمع السطاتي مستعملين كافة الأساليب الإغرائية مثل المال والهدايا والإمتيازات.

من جانب آخر، يمضي هؤلاء الأشخاص "الصيادون" معظم حياتهم يتجولون بين مفردات الصيد العكر النابعة من عمق ممارساتهم اليومية ويغرفون من قواميسهم الدفينة في داخلهم، ليسوقوا أعمالا قبيحة عن أشخاص يعتبرونهم "منافسيهم" بعيدا عن القيم الإنسانية والرفعة الخلقية واضعين العصى وسط عجلة القطار، مما يجعل التنمية بمدينتي لا تبارح مكانها.

نصيحتي لهم، ولكلِ من يحاول بث روح الفتنه وإيقاظها أن يتخلوا عن مكرهم وأن يتوقفوا عن صب الزيت على النار، وأن يعودوا يدا واحدة وتذوب الأنانية لمصلحة مدينتي وأن يكونوا حريصين على رقي مدينتي بالدرجة الأولى، ونصيحتي لهم أن يفكروا بعقول الأحرار الذين لا يساومون على أرضهم ووطنهم، وأنصحهم أن لا يمهدوا طريقا بسفاهتهم وحقدهم يسلكه المتسللون الشاردون مما يجعل هدف تنمية مدينتي في حالة شرود.

في سياق متصل، من يصيد في الماء العكر يجعلها صعبة على نفسه، فلماذا لا يهدأ وينتظر الماء حتى يصفو فيسهل عليه الحصول على ما يريد، ساهموا في تنمية مدينتي واتركوا بصمات لكم يسجلها التاريخ السطاتي من ذهب واجعلوا انجازاتكم تتحدث عنكم، فكلكم زائلون ومصيركم شبر تحت التراب، فاجعلوا في حياتكم صدقات جارية تدافع عنكم في غيابكمم.