لنا أزبالنا ولهم أزبالهم وكفى .!!!
يبدو أن الإنجاز المسبوق لوزيرة تشتغل 22 ساعة المقرتن باستقدام هدية من إيطاليا عبارة عن 2500 طن من القمامة والأزبال كدفعة اولى في انتظار دفعات اخرى تنضاف إلى سجل إنجازات هذه الحكومة المشكورة التي يقال أنها جاءت لمحاربة الفساد فحققت العلامة الكاملة لوزراء اقترن اسم كل واحد منهم بإنجاز معين يجعل منهم أنظف الوزراء وطنيا ولما لا عالميا من قبيل إنجاز "الشكلاطة" و"الكراطة" و"الساطة" و"الباك" و"جوج فرنك"…
ويبدو أيضا أن الإنجازات الحكومية لا تعد ولا تحصى، توالت بدون انقطاع على مغاربة الفيسبوك إلى درجة أنهم ما إن ينتهوا من التعليق بالمدح والشكر على إنجاز حكومي إلا ويجدوا أنفسهم أمام إنجاز آخر أكثر عظمة.
وزيرة مناضلة تعمل 22 ساعة و لا تنام مسكينة إلا 2 ساعات حتى أنها سخرت كل وقتها لخدمة المغاربة وجلب "السعد" لهم بالجملة من إيطاليا، وحتى لو بدا لنا إنجازها غريبا فالسبب أننا لا نرى من نفس الزاوية التي تشاهد منها هي هذه النعمة الإيطالية، فقد كشفت صاحبة الرقم القياسي في العمل ان هذا "السعد" المزبل هدية من السماء رغم التقارير الدولية وما يشاع بأن النفايات المتوجهة من ايطاليا نحو المغرب مسمومة.
هل الدولة الايطالية سخية إلى هذه الدرجة لتزود بلادنا بأزبال ذات منفعة وتخسر عليها ميزانية تقدر بالملايير ؟؟ فكما نعلم أن الأعراف تقول الصدقة في المقربين أولى فلو كانت نية ايطاليا حسنة لكانت أول من سيستفيد من خيراتها هي مدنها كروما وميلانو ونابولي وتورينو قبل مدينة أسفي المغربية..
لكن، يا سادة.. ربما الوزيرة على حق وعلماء وخبراء إيطاليا أغبياء بعد صرف كل هذه الملايير للتخلص من نعمة الازبال لصالح المغرب، فمن يستطيع تكذيب وزيرة تشتغل 22 ساعة؟ قد تكون كل تقارير العالم خاطئة ووزيرتنا على حق ولا تعطوها حكم قيمة قبل معرفة مغزاها، فليس كل ما يقوله دكاترة وخبراء البيئة صحيح، لكن ما جاء على لسان وزيرتنا هو الحقيقة العلمية، فالوزيرة بعد ان تناهى إلى مسامعها أننا سعداء بأزبال وطننا وتعايشنا معها جلبت لنا أزبال أخرى نشغل بها أنفسنا.
فعملية حرق 2500 طن من هذه الأزبال في معامل الاسمنت لا ينتج عنها الغازات الكربونية حسب ما تعلمنا في الجامعات المغربية بل عطر الزهور الفواح، كما ان عصارتها عند عملية الطمر تعمل على تسريب مياه معدنية صوب الفرشة الباطنية وليس ما تعلمه خبراء الهيدرولوجيا، في حين منظرها أخاذ يعكس مشهد بيئي فني مثل لوحات الفنون الجميلة، لو عاش بيكاسو في زمننا لكانت أفضل من لوحة "الموناليزا"…بالإضافة لمبلغ 118 مليون أورو كراتب على هذا الإنجاز البيئي المسبوق عالميا والذي لن يكتفي بأن يكون أحد التيمات البارزة في قمة الأطراف المناخية 22 التي ستعقد بمراكش، بل ربما يدخل كتاب "غينيز" للأرقام القياسية.
على سبيل الختم..الله يسمح لي على هاذ "السلوغية" كما يسميها أبناء هذا الجيل.
يا سادة، قال الفيلسوف أرسطو "الموت مع الصدق خير من الحياة مع الكذب"، فقد يستطيع الكاذب أن يخدع كل الناس بعض الوقت أو بعض الناس كل وقت ولكنه لا يستطيع أنّ يخدع كل الناس كل الوقت، فبد 22 ساعة من العمل والازبال ليست مضرة، صدقوني، سأكتفي بقولة الفيلسوف نيتش "لست منزعجاً لأنك كذبت علي، لكنني منزعج لأنني لن أصدقك بعد هذه المرة". هل كل هؤلاء كذابون؟ محكمة العدل الأوربية سنة 2014 قررت حكما في الموضوع، معهد الصحة الفرنسي قال أن نفايات نبولي سامة، تكنيز النفايات 20 سنة بإيطاليا دون حرقها او طمرها دليل انها خطرة، تقديم مبلغ خيالي 118 مليون اورو للتخلص منها وسيلة إثبات،
ألا تدركين يا وزيرة البيئة بعد حرق هذه النفايات في معامل الإسمنت بأن أكسيد الكربون وحده من بين أخطر الغازات السامة التي تمنع وصول الاكسجين إلى هيموجلوبين الدم الذي قد يسبب في نقص في امدادات الاكسجين إلى خلايا الجسم المختلفة، ويترتب على ذلك حدوث اصابات في أعضاء الجسم منها القلب والأعصاب والمخ…ألا تدركين بان أخطر قذارة هو ثلوث الهواء نتيجة الاحتراق الذي يسبب ضيق التنفس والربو لأنه ينتج مواد قاتلة وسامة خلال عملية احتراق الجسيمات المتنفسة ومن أخطارها الكربوهيدرات والفورمالدهيد الذي صنفتها الوكالة الدولية لبحوث السرطان من بين اسباب السرطان في العالم، حيث يعتبر مركب عضوي ذو الصبغة الكيميائية CH2Oغاز عديم اللون وسريع الانصهار وقابل للاشتعال.
اتساءل كيف لوزارة البيئة التي يجب ان تحمي المواطن من اي أذى هي الاولى من تحاول تعليل السم الذي جلبته له…كيف ستكون ردة فعل الوزيرة والدولة برمتها وهي على أبواب كوب 22 إذا سجلت حالة مرض أو موت بين المغاربة بسبب قذارة إيطاليا؟ ما موقف رئيس الحكومة في هذه الكارثة أو سيخرج كعادته بتصريح عنوانه "مافراسيش" او بان هناك "تحكم"…؟ كيف ستكون ردة فعل المغاربة الذين يخضعون إلى هذه المهانة في حالة إذا تحول وطنهم لمقبرة أزبال أوربا؟
رجاءا ارحمونا يرحمكم الله !!!
فلنا أزبالنا ولهم أزبالهم وكفى …..!!!