الانتخابات التشريعية بسطات (حلقة1)
جدل الحملة الانتخابية برسم الانتخابات التشريعية عن دائرة سطات اشتعلت نيرانه ورممت سكينة رماده القديم، بدأت دكاكين القرب للأحزاب السياسية التي افتتحت في العديد من الأحياء بحواضر وقرى دائرة سطات، فمنها من تقدم نشاطها بشكل علني بعدما اقتنصت تراخيص لذلك وأخرى تنشط في الخفاء بطابع جمعوي، والكل يسوق لنفسه وكأنه المنقذ الوحيد في الساحة السياسية ولا غيره لانتشال اقليم سطات من التهميش.
ما يميز انتخابات هذه السنة هو ولوج جيل آخر من سماسرة الانتخابات رفعوا التسعيرة إلى السقف، فمنهم من يعرض خدماته على الفايسبوك ومنهم من يوظف جمعيته ومنهم من تحول إلى عراب لاستقراء والتنبؤ بنتائج الانتخابات وآخرون تحولوا إلى "زقازيق" لنقل الأخبار، المهم أنهم متيقنون من ضرورة الاستفادة اللحظية من بعض وكلاء اللوائح لأنهم لن يظهروا بعد الاقتراع إلا بعد مرور خمسة سنوات.
في السياق ذاته، تسجل الحملة الانتخابية لهذه السنة عملية الترحال العلني والسري من حزب لآخر فرادى وجماعات، فهناك من يجوبون الشوارع مع حزب في حين يدعون في الخفاء للتصويت لأحزاب أخرى.. إنه ترحال النفعية الشخصية / الفردية التي تكرس نفسها كبديل لحواجز الأحزاب وكوابحها الفاسدة ضمن ملعب اللعبة السياسية، فمنهم أعضاء بالمجالس ورؤساء باسم حزب وهياكل حزبية صرفة يشتغلون للترويج لأحزاب أخرى غير حزبهم المنتمين إليه.
اقترب موعد الاقتراع ولم تعد تفصلنا إلا أيام قليلة، أولى الملاحظات هي محاولة استمالة الناخب المسكين بأية طريقة ووسيلة، فيما خبرة سماسرة الانتخابات متوفرة بفائض العرض والطلب . هنا نشير أن عملية التواصل لا نقصد بها تلك الملصقات التي ترمى في الشوارع والتي بعض وكلاء اللوائح أجزم أنهم لم يقرؤوها قط، لا نقصد بها الخطب العذراء، لا نقصد به تجييش المواطنين بالمحفزات إلى اقتصاد الريع والعائلة، لا ننعت التواصل بأنه تأثيث لساحات الخطب بجمع غفير من المواطنين جاؤوا طوعا أوكرها أو لسبب آخر… وإنما نقصد بالتواصل السماع إلى هموم المواطنين الأوفياء ومعالجتها ضمن محور سياسة القرب لخدمة دائرة سطات.
الآن المفكر فيه من طرف هياكل الأحزاب الانتخابية المرشحة هي كراسي المسؤولية وليست إلا الكراسي، والمغيب بالتفكير هي آمال المواطن السطاتي البسيطة و المستغل في صوته الانتخابي بعلم منه أو بنصب اليد عليه والدليل على ذلك أن معظم وكلاء اللوائح لا زالوا لم ينزلوا للحواضر للتواصل مع المواطنين لأسباب يعلمها الخاص والعام واكتفوا بزيارة الأسواق الأسبوعية القروية والدواوير بينما جيشوا فرق من 6 أفراد إلى 10 لتوزيع منشوراتهم بأحياء حواضر دائرة سطات او تعليق ملصقاتهم في الجدران والأعمدة الكهربائية.
علمتنا تلك التجارب السياسية السابقة واللاحقة أن برامج الأحزاب لا وثوق فيها مادام اليسار يتحالف مع اليمين والوسط للوصول إلى كرسي الحكم، إنها ديمقراطية العتبة "الانتخابية" المغربية، وما التمثيلية البرلمانية السابقة لدائرة سطات إلا خير دليل، حيث لم يعد المواطن يشاهد بعضهم إلا في بعض الصور لتدشين بعض المشاريع في أعياد وطنية في حين يغيبون في معظم أوقات السنة ليس من قبة البرلمان فقط بل من الساحة الناخبة السطاتية التي أفرزتهم هي الاخرى.
يتبع…