سطات اليوم.. رحم الله عبدا قال خيرا أو سكت
أن يخرج برلماني عن دائرة سطات دفاعا عن أخيه في الحزب والقابع على عرش تدبير جماعة سطات بعرض نسخة من الشراكة المتعلقة ببرنامج التنمية الحضرية لسطات على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي فايسبوك ردا على تصريح المسؤول الأول للمجلس الإقليمي لنفس المدينة وحليفه داخل نفس الجماعة أمر يستعصي فهمه وخاصة تغليط الرأي العام بتبني مشاريع وتحصيل حاصل للمجلس البلدي السابق الذي كان يقوده النائب الأول للرئيس الحالي.
يا سادتي الكرام؛ إن أدبيات الرد وتصحيح المغالطات تقتضي بكل جرأة عرض المعلومة بتمامها وكمالها وليس عرض جزء من المعلومة من خلال استعراض بعض صفحات الشراكة دون عرض الصفحة الأخيرة المتضمنة لتوقيعات الشركاء ومن بينهم الرئيس السابق للجماعة وليس الرئيس الحالي، وإذا كان إخوان البرلماني المذكور جزء يقود سفينة الجماعة حاليا وكان جزء من دفتها في المجلس السابق فيجب أن يأخذ كل ذي حق حقه ولينظموا ندوة صحفية يستعرضون خلالها "حصلة" عفوا "حصيلة" مفترضة للمكتب المسير الحالي منذ اقتراع 4 سبتمبر2015 لتدبير جماعة سطات.
يا سادتي الكرام؛ عندما يخرج مصطفى الفرازي عن الأغلبية بثلة من الأسئلة الافتحاصية التي تقاطرت على شكل طلب وضع على مكتب رئيس جماعة سطات تسائله عن التدبير المالي والإداري للجماعة فهذه قمة الجرأة السياسية التي أشهد بها، كما يشهد بها آخرون لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس حسب ديننا الحنيف، وعندما تنضاف لها خرجة حليف حزب الرئيس بتصريح ناري (باراكا من المغالطات..حنا صاحب مشاريع برنامج التنمية الحضرية) فهذا جلد وقصف مباشر من حليف داخل مجلس هش، دون احتساب مرور المعارضة السياسية داخل المجلس إلى أشكال أكثر صخبا لتعرية ما تعتبره قصورا في تدبير المدينة من خلال مراسلات صادرة عن حزب الرسالة وحزب الجرار يفتحصون من خلالها تدبير المكتب المسير للشأن المحلي، وصولا إلى بيان استنكاري ملتهب صادر عن رفاق نبيلة منيب يستنكر اختلالات و أعطاب تدبير الشأن المحلي من طرف المؤسسات المنتخبة.
إن وعود الإصلاح ليست إنجازات، والنوايا ليست باستراتيجيات، رغم أن النية أبلغ من العمل في حكم الاسلاميين، حيث إن أكثر المتفائلين في العالم ما كان ليتوقع ما آلت له هذه المدينة الصامدة أمام براثن التهميش في عهد ولاية هذا المجلس البلدي الحالي، حيث طاعون الحفر المترامية أتى على مجمل الطرقات، فلا يسلم شارع أو زقاق من سمها، وتركيب حفاظات لمركز المدينة من بقايا الباعة المتجولين عبر تحويلهم لأحياء بعينها ليس إلا حلا ترقيعيا، وأطلال المشاريع خاوية على عروشها وانتشار الدواب والعربات المجرورة بها يذكر الزائر بالقرى المغربية لسنوات الستينات، كما أن التعمير زحف على الأخضر واليابس دون أن يوفر أدنى شروط الخدمات والمرافق المتعارف عليها في قانون التعمير، فحتى الإدارة الترابية بسطات عندما عقدت العزم لإعلان سطات مدينة بدون صفيه خرج لها المجلس الجماعي من خرم سوق ماكرو مرخصا لإنشاء أزيد من 700 براكة قصديرية قرب حي البطوار طعمها بباعة دجائلين وأصحاب خردة أوربا الذي منحهم ساحة عريضة طويلة دون أن يفكر في استخلاص مداخيل تنعش خزينته، الممتلكات الجماعية تحولت إلى سلع تباع بالأقساط وتفوت لمحظوظين في كل دورة للمجلس، والملك العمومي تخوصص بقدرة قادر لفائدة مقاهي ومطاعم، وشركة النقل الحضري تصول وتجول دون أن تكلف نفسها إدخال الأسطول المتفق عليه عندما رست عليها الصفقة…
إنه اللون الأسود والظلام الذي يرخي بلفحته الفاحمة على مشاهد المدينة والاحتجاج الصامت يكسر الهدوء الزائف وبراكين الغضب تشتعل بداخل من لا يزال يملك قلبا وإحساسا صادقا اتجاه أميرة الشاوية قادما لتفقد مسقط رأسه أو قاطنا بها، في حين تم تدجين البعض الذين سلموا ضمائرهم قربانا لجشع بعض المسؤولين.
يا مسؤولينا الكرام؛ إن مواطني سطات اليوم لا يريدون أن يسمعوا حصيلة عن برامج مستقبلية ومخططات استراتيجية، ومخططات لإنعاش المنطقة الصناعية وتوفير فرص الشغل على الورق فقط، وحل مشكل الملك العمومي عبر توفير أقفاص للفراشة، ومحاربة الصفيح والعشوائية بإخراج تجار ماكرو لبناء المئات من أكواخهم القصديرية، المال السايب أو الباقي استخلاصه…و ….و….و…. الناس يريدون فقط في هذا الظرف أن يعرفوا لماذا يصمت المجلس البلدي لما تحولت مدينة سطات إلى "قرية سطات" أمام كل هذه الفوضى المنظمة، فالإجابة عن عن هذا اللغز الذي ليس بالعصي، قد يفتح شهية رعايا صاحب الجلالة بإقليم سطات لسماع خطاب "الحصيلة" أو "الحصلة" لمشاريعكم إذا كانت، سموها كما تريدون، وإلا فإن الصمت حكمة، ورحم الله عبدا قال خيرا أو سكت…