حافلات مهترئة وتجاوزات بالجملة.. الاحتجاج حقوق وواجبات فمن يستهدف مدينة سطات؟
نظم أرباب عدد من حافلات نقل المسافرين، وقفة احتجاجية أمام مقر عمالة إقليم سطات، للتعبير عما تم اعتباره ملفهم المطلبي، الذي لخصوه في “وقف التعايش” داخل سيارات الأجرة من الصنف الأول بين المدن، وبثر ما تم اعتباره محطات عشوائية، مطالبين بفتح تواصل مع السلطة الإقليمية لاسترداد ما زعموا كونه حقوقهم، حيث من المنتظر أن يتم عقد لقاء لمناقشة الأمر بداية الأسبوع القادم.
المثير للانتباه والاستغراب، أن نفس أرباب حافلات نقل المسافرين، الذين خرج عدد منهم للمطالبة بما زعموا كونه حقوقهم، جعلوا من شارع الحسن الثاني محطة عشوائية امام مقر العمالة، فارضين طوقا عرقل حركة السير والجولان، دون مراعاة لحقوق باقي سائقي المركبات، حيث أن القطاع المذكور، ما زال يحظى باحتكار بعض أرباب المقاولات، الذين يضم أسطول واحد منهم فقط ما بين 7 إلى 10 حافلات، يستعين بها لفرض قانونه الخاص، علما أن معظم الحافلات التي تخترق المدينة في وضعية مهترئة مليئة بالعيوب والمتضررة من كثرة الاستغلال، تجوب شوارع وطرقات مدينة سطات، مهددة حياة مستعمليها ومستعملي الطرقات وأصحاب المركبات، حيث تواصل اشتغالها رغم حالتها الميكانيكية الكارثية اللهم طلاء واجهتها الخارجية، مستغلين انعدام مخطط للنقل، ونقص عمليات التفتيش والمراقبة، المفترَض أن تقوم بها مصالح مديرية النقل.
حافلات لنقل المسافرين، تحاول استهداف السلطة الإقليمية في شخص عامل الإقليم لأسباب مجهولة، حيث رغم عقد أكثر من لقاء تواصلي إلا أن أرباب الحافلات المحتجة لا زالوا يصرون على مطلب يستهدف السلم الاجتماعي لسيارات الأجرة التي يتجاوز عددها 4400 سيارة، بعدما نجح مهنيو الطاكسيات في رأب الصدع بين مختلف المهنيين في تعايش بين مدينة سطات وباقي المجاورة من جهة.
أرباب حافلات يطالبون بمحاربة العشوائية وهو من يتخذون من مختلف الإشارات الضوئية والمدارات الطرقية لشوارع مدينة سطات محطات عشوائية لوقوفها أو توقفها سواء لنقل الركاب أو انزالهم، دون الحديث عن الأسعار المزاجية، عبر استغلال ظروف المسافرين وعدم احترام الفترة الزمنية المتعلقة بالانطلاق أو اللازمة الفاصلة بين كل رحلة، وذلك لعدم التزام معظمهم بدخول المحطة الطرقية القانونية لمدينة سطات، التي بات يقتصر دورها كمرآب لإصلاح الحالة الميكانيكية للحافلات فقط.
الوقفة الاحتجاجية المذكورة، فتحت قوس كبير وتساءلا بالمانشيط العريض : لماذا لم ينظم نفس أرباب الحافلات الوقفة الاحتجاجية بالدار البيضاء، علما أن محطة أولاد زيان فضاء لتعايش خليط من الحافلات وسيارات الأجرة من الصنف الأول التي تمثل مختلف ربوع المملكة وهو نفس الشيء الذي يتكرر في عاصمة أولاد حريز برشيد، فضلا أن نفس وسائل النقل السالفة الذكر تنطلق من شارع محمد السادس بالبيضاء لتخرج في اتجاه برشيد قبل وصولها لسطات، حيث يتضح أن سطات هي ذلك الحائط القصير الذي يراد النط فوقه، نتيجة عدم توفر الجرأة للمقاول الذي يحرك الوقفة من وراء الستار لتنظيم الوقفة الاحتجاجية بالدار البيضاء أو برشيد.
في ذات السياق، إن وزير النقل واللوجيستيك، محمد عبد الجليل، أكد أن الوزارة منكبة في الوقت الحالي، على إعداد برنامج لإصلاح قطاع نقل المسافرين، يقوم على ثلاثة ركائز أساسية، وذلك في معرض جوابه على سؤال شفهي لفريق التقدم والاشتراكية، خلال جلسة برلمانية، أن البرنامج الجديد يركز على السائق المهني والحافلة ثم المحطة الطرقية.
بدورها، نبهت النائبة البرلمانية عن فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، الرفعة ماء العينين، إلى الحالة المهترئة للعديد من حافلات نقل المسافرين التي تنشط بين المدن، داعية إلى ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة إزاء من يخرق النصوص القانونية الجاري بها العمل بما في ذلك الرفع في الأسعار خلال المناسبات وظروف اشتغال عدد من السائقين المزرية، خاصة وأن المغرب مقبل على تنظيم العديد من التظاهرات الدولية الكبرى.
في سياق متصل، وجه عبد الصمد خناني عن نفس الفريق وفي قت سابق سؤالا كتابيا مشابها للوزير، حول الإجراءات المستعجلة التي سوف تتخذها وزارة النقل واللوجيستيك، من أجل تعميق مراقبة حافلات نقل المسافرين بين المدن، سواء من حيث الحالة الميكانيكية، أو من حيث الالتزام بضوابط وقواعد السلامة والتقيد بالأعداد والحمولة المقررة من المسافرين، أو كذلك على مستوى أثمنة التذاكر.